لننظر إلى كيفية بدء الجولة وكيفية انتهائها..!

لننظر إلى كيفية بدء الجولة وكيفية انتهائها..!

أجرت فضائية «الميادين» حواراً مع رئيس منصة موسكو للمعارضة السورية، وأمين حزب الإرادة الشعبية، د. قدري جميل، يوم الجمعة 31/3/2017، تطرَّق إلى آخر المستجدات المتعلقة بالجولة الخامسة من مفاوضات جنيف3، وكانت الأسئلة كالتالي: 

 

بداية كيف تقيّم هذه الجولة في ظل عدم إحرازها أي تقدُّم؟

عذراً، لكني غير موافق على التشخيص الذي يقول بأنه لم يجرِ أي تقدم في هذه الجولة، لأننا إذا انطلقنا من كيفية بدء هذه الجولة، وكيفية انتهائها، نرى بأنه قد تحقق تقدمٌ ملموس. ففي بداية هذه الجولة، كان هنالك رفضٌ من أطراف عدة، وكي أكون واضحاً سوف أسمّي: وفد النظام ووفد معارضة الرياض، رفضا بحث بعض الملفات، لكننا تجاوزنا هذا الموضوع قبل يومين، حيث وافق الجميع على بحث الملفات جميعها، وبدأ بحث الملفات جميعها، أي أن الحظر الذي كان موجوداً على ملفاتٍ بعينها قد توقف وانتقلنا عملياً إلى بحثها. كل وفد الآن بحث هذه الملفات مع السيد دي ميستورا: مثلاً وفد منصة موسكو بحث موضوع الحكم والدستور والانتخابات والإرهاب مع السيد دي ميستورا، وكذلك فعل وفد حكومة الجمهورية العربية السورية، وأعتقد أن هذا الأمر هو تقدم جيد بالمقارنة مع ما بدأت به المفاوضات من مراوحة في المكان.

وهنا لا بد من أن نقول كلمة حق، وهي أن الدور الذي لعبه السيد غاتيلوف بقدومه إلى جنيف، واتصاله مع الجميع قد حرَّك هذه القضية من النقطة الميتة. لذلك، فإن قلنا بأنه لم يحقق أي تقدم فهذا شيء مجافٍ للحقيقة كثيراً. لكن، من ناحية أخرى، كنا نتمنى أن يتحقق هذا التقدم الذي تحقق في نهاية الجولة منذ أول الجولة، ولو تحقق في أولها لكنا بدأنا بالبحث المعمَّق على التوازي بين هذه الملفات كلها، ولكنا تحدثنا عن كيفية تنظيم وترتيب المفاوضات المباشرة في اللجان الفرعية كذلك، لأن هذا الهدف نضعه نصب أعيننا في منصة موسكو، وكذلك فليسمح لي الأصدقاء في منصة القاهرة، فنحن متفقون معهم في هذا الرأي. فلماذا لا تجري مفاوضات مباشرة في اللجان الفرعية التي ستبحث السلال الأربعة بشكل متوازٍ؟ ما الذي يمنع؟

إذا كان ثمة صعوبات في حوار مباشر بين وفد الحكومة ووفد الرياض، ما الذي يمنع اللقاءات المباشرة بينكم وبين وفد الحكومة؟

ليس هنالك مانع، وهذا السؤال يجب أن يوجَّه إلى السيد بشار الجعفري مع كل الاحترام والتقدير له: لماذا يقيم ساتراً ترابياً وحائطاً صينياً بينه وبين وفود المعارضة الوطنية التي يختلف معها في بعض القضايا، لكنهم غير مختلفين في القضايا الأساسية. يعني إن كان مختلفاً مع وفد معارضة الرياض ولا يمكن أن يتفق معه على قضايا عديدة، أعتقد أنه مع منصة القاهرة ومنصة موسكو يمكن أن نلاقِ نقاط اتفاق كثيرة. أستغرب أن وفد الحكومة السوري يجب أن يكون هو المعني الأول في الموضوع يجب أن يكون المبادر، وأن يطلب من الجميع أن يجتمعوا معه ولو لقاءات غير رسمية لكن هذا الأمر لم يحصل مع الأسف. ونأمل في الجولة القادمة أن يجري تجاوز هذا الموضوع.

الوفد الحكومي لم يطلب اللقاء المباشر مع المنصات؟ أم لم يوافق على اللقاء المباشر معها؟

لم يطلب، نحن طلبنا في الجولة ما قبل الماضية لقاء مباشرة غير رسمي مع وفد الحكومة وما زالنا ننتظر الجواب حتى هذه اللحظة. وأعتقد أنه لا يمكن أن نطلب من الوفد الحكومة أن يُعامَل على قدم المساواة كالوفود الأخرى، فمسؤوليته أكبر، ويجب أن تكون مبادرته أكبر، ويجب أن يستوعب الجميع، وأن يقوم بخطوات مبادرة جريئة. لذلك، فنحن نتوجه عبركم إليه كي يقوم بخطوات جريئة في اتجاه اللقاء المباشر، ولو بشكل رسمي خارج الأمم المتحدة، كي ننظر في عيون بعضنا البعض ونتناقش في القضايا المطروحة.

هل هذه دعوة على الهواء لوفد الحكومة للقاء المباشر معكم في منصة موسكو؟

الدعوة الرسمية والكتاب الرسمي قد وجهناه منذ زمن. اعتبر أن ما أقوله الآن هو تأكيدٌ على هذا الكتاب وتجديد له.

ما هو تفسير عدم تحديد موعد للجولات المقبلة من جنيف؟

عدم وجود موعد محدد لا يعني أنه لن يكون هنالك موعد، لأنني حسب ما فهمت من المؤتمر الصحفي للسيد دي ميستورا، فإنه بعد ذهابه إلى نيويورك ولقائه مع الأمين العام للأمم المتحدة سيحدد الموعد. لذلك، أرجو ألا يقلق أحد من هذا الموضوع، لأن الموعد سوف يحدد قريباً، حسب العادة والتقاليد التي تجري هنا، فهنالك استراحة قليلاً ثم تأتي الجولة الجديدة.

هل هذا مرتبط بموضوع انتهاء مهمة المبعوث الدولي دي ميستورا؟ لأنك تعرف الأنباء...

هكذا يفسر البعض هذا الأمر، وأنا غير متأكد من هذه النقطة، لكن في نهاية المطاف فالأمم المتحدة موجودة، ودي ميستورا يذهب ويأتي آخر، ليس ذلك بالمشكلة. فالممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة سيبقى موجوداً مهما كان اسمه، والموعد القادم للجولة القادمة سيحدد في نهاية المطاف ضمن المنطق والمعقول من الزمن القادم.

ما سبب حضور غاتيلوف إلى جنيف؟ وماذا طرحتم أمامه، وماذا تلقيتم من أجوبة؟

السيد غينادي غاتيلوف للمرة الثانية يحضر جنيف، ففي الجولة الرابعة كان موجوداً، وفي الجولة الخامسة كان موجوداً أيضاً. وعادة يحضر في القسم الثاني من الفترة الزمنية لجولات جنيف. وتعرفون أن الروس هم أحد الرعاة الأساسيين ويتحملون مسؤولية، ففي ظل أن الأمريكان الآن خارج التغطية بما يتعلق بالملف السوري في جنيف، فإن الروس يتحملون مسؤولياتهم.

فيما يخص وفد موسكو، فنحن حينما اجتمعنا معه نهار الثلاثاء، أنا قلته له شخصياً باسم المنصة كلها، وفدها ورئاستها، أننا نقرع ناقوس الخطر، وأن جنيف الحالي يمكن أن يفشل إذا بقيت عملية المراوحة في المكان وأصر البعض على عدم بحث بعض السلات، بحجة عدم وجود صلاحيات لديهم، وطلبنا منهم التدخل السريع خلال ساعات من أجل مصلحة الشعب السوري، ومن أجل مصلحة نجاح المفاوضات، ومن أجل أن يبدأ البحث الجدي من قبل الجميع للسلات كلها، وهو ما قد فعلوه مشكورين، ورأينا النتيجة في اليوم التالي، حيث بدأ دي ميستورا عملياً البحث مع الجميع في السلات جميعها، وهذا أمر جيد وقد أثلج صدورنا، ونحن نحييه على هذا التفاعل الجيد معنا.

ماذا عن موقفكم بما يخص التصريحات الأمريكية الأخيرة حول مصير الرئيس السوري، وما انعكاس ذلك عليكم أنتم، وعلى قوى المعارضة الأخرى؟

لا أخفيكم أن التصريحات الأمريكية شكّلت صدمة لدى بعض المعارضة التي كنا ننصحها منذ فترة، ونصحناها في الجولات بعدم التعويل على موقف أمريكي يشبه موقفهم، وطلبنا منها أن تكون واقعية وأن تتكيف مع الوقائع الجديدة، وقلنا لها إن كنتم ستبقون على عنادكم بالانغلاق على المواقف السابقة، فستخرجون نهائياً من العملية السياسية. وأعتقد أن هذه الصدمة تفعل فعلها الآن، وهناك نقاش جدي يجري في منصة الرياض.

عندما قالت الولايات المتحدة هذا الكلام، فهي عملياً كررت موقفنا الذي كنا نتكلم به منذ سنوات، بأن هذه القضية تخص الشعب السوري، ولا تخص لا الأميركان ولا الروس ولا السعودية ولا الأتراك. نحن من يجب أن نحل هذه القضية، ولا تحل بالطائرات من الخارج، ولا بانقلابات عسكرية، ولا بالقوة، وإذا كنا نريد نظاماً ديمقراطياً، فعملية التغيير في سورية يجب أن تتم بشكل ديمقراطي وطني.

هل جرى نقاش بين المعارضة حول الموقف من الفصائل التي مارست تصعيداً عسكرياً خلال جولات جنيف؟

نحن ملتزمون بالقرار 2254، الذي لا يوقف القتال ضد الإرهاب المتمثل بداعش وجبهة النصرة، ونحن لا نحيد عن هذا الموقف، ونصر عليه. لذلك، لم يجري نقاش بيننا كمعارضين في القاهرة وموسكو حول هذه القضية، لأننا واعون تماماً أنه - حتى لو انتصر الحل السياسي وبدأ بشق طريقه- فمهمة مكافحة الإرهاب المتمثل بداعش وجبهة النصرة وحلفائها ستبقى مهمة قائمة، ويجب استكمالها حتى اجتثاث الإرهاب من جذوره. ونحن نريد - عبر الحل السياسي فقط- أن نؤمن الظروف المواتية والمناسبة لتغيير موازين القوى، كي يصبح هذا الحل ممكناً وحقيقياً واجتثاث الإرهاب نهائياً، والبعض في المعارضات الأخرى يلف ويدور حول هذه القصة، لكن أعتقد أن هذا الموضوع قد حُسِم، ومن لا يريد أن يدين جبهة النصرة، فهو أيضاً سيخرج من العملية السياسية. ومنذ زمن كنا نطلب من الجميع أن يبتعدوا عن جبهة النصرة عسكرياً وسياسياً، ومن لا يريد الابتعاد، فسيعامل معاملة جبهة النصرة عسكرياً وسياسياً.

معلومات إضافية

العدد رقم:
804
آخر تعديل على السبت, 01 نيسان/أبريل 2017 22:46