مالك موصللي مالك موصللي

لا تنسوا.. نحن هنا!

استفاقت دمشق نهار الخميس على وقعِ تفجيرٍ إرهابي طال منطقة المزرعة في أحد أكثر أطرافها اكتظاظاً بالمدنيين، لم يخرج التفجير عن سياق سابقاته من حيث الوحشية، أكثر من 60 شهيداً قضوا ليُضافوا إلى حصيلة ما زهقته الحرب العسكرية من أرواح للشعب السوري. وهنا يبدو التساؤل مشروعاً: هل كان الإرهاب من أجل الإرهاب هو ما دفع الفاعل ليقوم بما قام به ؟

لا يمكن أن تكون هذه التفجيرات عبثية، هذا ما لا لبس فيه، فقد أراد المنفذون أن يخلطوا الأوراق في الداخل السوري، بعد أن أخذ الميل العام باتجاه الحل السياسي يتضح بصورة لا تقبل الشك، ويتجلى خلط الأوراق هذا عبر إعادة أسباب الشقاق وترامي المسؤوليات ما بين السوريين، بمعنى آخر، إنها عملية شدّ عصب للقاعدة الشعبية من أجل الزيادة في حدة مفاعيل الثنائية الوهمية «موال- معارض» مما يعرقل التوجه نحو الحل السياسي، أو في الحد الأدنى يُثقل خطواته..

كذلك أراد الفاعلون إيصال رسالة غير معلنة للسوريين جميعاً تشي بما مفاده «إن كنتم تتوجهون نحو حلِّ قضاياكم بأنفسكم.. فلا تنسونا إنا هنا!»، أي أن الحل السياسي لا يروقهم، هذا ما يضع أمام السوريين مهمة تضافر جهودهم في سبيل تحقيق هذا الانتقال بأسرع وقت ممكن ليتمثل ردهم بـ «إن كانت بلادنا مسرحاً لكم، فهذا لأننا منقسمون.. سنسارع الخطا في توحدنا على الثوابت.. وستلاقون ما تلاقون».