د.جميل: المقاتلون من أجل الحل السياسي يجب ألا تخف عزيمتهم

د.جميل: المقاتلون من أجل الحل السياسي يجب ألا تخف عزيمتهم

غداة انتهاء أعمال الجولة الثانية من لقاء موسكو التشاوري للحوار السوري- السوري عقد قسم من المعارضين السوريين المشاركين في اللقاء، مؤتمراً صحفياً قبل ظهر يوم الجمعة 10/4/2015 في وكالة «روسيا سيغودنيا»، ليعرضوا رؤيتهم عن نتائج اللقاء وتصوراتهم عن الخطوات اللاحقة.

وشارك في المؤتمر كل من د.قدري جميل عضو قيادة جبهة التغيير والتحرير، أمين حزب الإرادة الشعبية، وسمير العيطة عن منبر النداء الوطني، والمعارض المستقل نمرود سليمان، بغياب صفوان عكاش عضو المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق الوطنية الذي كان من المقرر مشاركته، في هذا المؤتمر الذي استمر ساعة ونصف تقريباً.


«..غير مسبوق»!

استهل المؤتمر د.جميل بالقول: إنه خلال الجلسات مع الوفد الحكومي وبعد الاتفاق على جدول الأعمال، تم الانتقال للبحث في النقطة الأولى، حيث كان «النقاش عميقاً جداً وصعباً، ولكنني يمكن القول أننا استطعنا الوصول إلى إجماع حول الورقة التوافقية المقدمة».
وأوضح: «عملياً المعارضة قدمت ورقة والنظام قدم ورقة، واستطعنا الوصول إلى ورقة مشتركة تمت الموافقة عليها بالإجماع، وماذا يعني إجماع بهذه الحالة في حال أخذنا بعين الاعتبار تعقيدات الأزمة السورية، والتعقيدات الموجودة لدى المعارضة السورية ولدى الجهة الرسمية السورية»، مشدداً على أن «الوصول إلى ورقة مشتركة هو حدث غير مسبوق في تاريخ الأزمة السورية».
وأضاف: «أرجو من كل الذين كانوا يتوقعون سقفاً أعلى لنتائج هذا الاجتماع أن يأخذوا هذا الإنجاز بعين الاعتبار لأنه يؤسس لنجاحات لاحقة، ويجب أن لا نرى نصف الكأس الفارغ، لأن نصف الكأس الفارغ يعني أن هناك نصف كأس ممتلئ، ويجب أن لا ننكر النصف الفارغ ولكن يجب أن نرى النصف الممتلئ في هذا الكأس».
وبعد أن استعرض الجدول الزمني والتمديدات التي أدخلت عليه، بهدف إنجاز التوافق بين وفود المعارضة والحكومة على الوثيقة السياسية، أوضح جميل: أنه من الناحية اللوجستية كان صعباً تمديد الجلسة أكثر من الساعة التاسعة مساءً، لذلك لم يتم الاتفاق على النقاط الأخرى، ولكن جرى نقاش حولها وتبادل آراء.


«التغيير والتحرير» ستتابع العمل جدياً

وقال جميل: «الذي أريد أن أثبته اليوم.. نحن بعد الاتفاق على النقطة الأولى جرى اختلاف بوجهات النظر، وهذا طبيعي، بين المعارضة نفسها، وبين المعارضة والوفد الحكومي، حيث أصر النظام على بحث النقطة الثانية (حول الإرهاب) والاتفاق حولها، والمعارضة أصرت على بحث إجراءات بناء الثقة»، موضحاً «اقترحت شخصياً أن يسير الموضوعان بشكل متواز وهذا ما لم يتح لنا الوقت أن نفعله، لذلك اكتفينا بما أنجز وسجلنا نقاط الخلاف، وفيما يخص المعارضة فقد أودعت ورقتها حول إجراءات الثقة لدى الوسيط الروسي- منسق الحوار- على أمل أن تتم متابعة تنفيذ الإجراءات الموجودة فيها لاحقاً بعد اللقاء مباشرة، وأنا أقول: من جهتنا في جبهة التغيير والتحرير، أننا سنتابع العمل جدياً خلال الأيام القادمة من أجل التنفيذ العملي الفعلي لإجراءات بناء الثقة التي لم يتم الاتفاق عليها في هذا الاجتماع وأعتقد أن الأرضية السياسية أصبحت متوافرة لإحداث اختراق كهذا».
وأضاف جميل: «نحن (جبهة التغيير والتحرير) لم يكن لدينا وهم أن اجتماع موسكو سوف ينهي الأزمة السورية ولكن يمكن القول أنه «حلحلها» وخاصة بالتفاهم السياسي الذي جرى بين المعارضة والنظام، وأريد أن ألفت نظركم إلى أن كلمة (وزير الخارجية الروسي) سيرغي لافروف التي ألقاها السيد عظمة الله كولمحمدوف كانت هامة جداً.. أكدت على بعض القضايا الهامة وعلى ضرورة السير لاحقاً بالحل السياسي»، مشيراً إلى أن مسار الحل السياسي للأزمة السورية في مختلف مراحلها تعرض إلى عثرات ولكننا كنا نتجاوزها، معرباً عن اعتقاده «بأننا اليوم قادرون على السير إلى الإمام من أجل إنجاز ما لم نستطع إنجازه في هذا الاجتماع».


من خارج جدول الأعمال ولكنه لا يقل أهمية..!

وأوضح عضو قيادة جبهة التغيير والتحرير أنه «على هامش الاجتماع ومن خارج جدول الأعمال- وأنا اعتبره إنجاز كبير- تم الاتفاق بين الأكثرية الساحقة للمعارضين الموجودين في الاجتماع، على نداء موجه إلى الأمين العام للأمم المتحدة يطلب بتسريع مؤتمر جنيف3 ويطالب بإعادة النظر بوفد المعارضة. وهذا مطلب عام لدى المعارضة، وأعتقد أنه لا ينبغي أن يكون النظام ضده، لأن له مصلحة بأن يكون وفد المعارضة عادلاً ومتوازناً دون إقصاء لأحد، وستقوم المعارضة بعد اجتماع موسكو بالتفكير بالإجراءات والنشاطات العملية الملموسة من أجل إيصال صوتنا إلى كل المحافل التي يمكن أن تؤثر على هذه العملية»، مضيفاً أن «هذا الأمر هام جداً، لأنه عملياً يلغي أحد أسباب فشل جنيف2، وثانياً يكسر ذلك الاحتكار الذي فرض على المعارضة السوريةبتمثيلها أحادي الجانب فيه، واليوم يمكن القول أنه تكون جسم واضح الملامح من المعارضة السورية بالداخل وبالخارج، والمعارضة السورية الوطنية لديها قواسمها المشتركة ورؤيتها، وإذا كان اجتماع موسكو لم يحقق إلا ذلك، فهو بحد ذاته تقدم هام، ولكن حققنا أكثر من ذلك». 


العيطة: أهم ما أنتجه موسكو هو ورقة تفاهمات المعارضة

بدوره شكر د.سمير العيطة في مستهل مداخلته الجانب الروسي على الاستضافة والتنظيم، مشيراً إلى وجود اختلاف جوهري بين تقييمه للاجتماع وتقييم د.جميل وتقييم هيئة التنسيق، وإلى أن النظام السوري «لم يدرك حتى الآن ماذا يعني حل سياسي، والأنكى من ذلك ماذا يعني المواطن، وأن الحكومة السورية أضاعت فرصة تاريخية في الوصول إلى شيء».
ورأى العيطة أن «الوثيقة (التفاهمات السياسية) التي قرأها الأستاذ قدري ليست الوثيقة الأهم برأيي في هذا اللقاء، بما فيها ما خرج، وما حصل من نقاشات مع المسؤولين الروس، وإنما الإنجاز الأكبر لمؤتمر «موسكو2» هو وثيقة توافقت عليها المعارضة قبل اللقاء مع الوفد الحكومي» موضحاً أن «لها عناصر سياسية وميدانية هي أسس بناء الثقة بين الأطراف. في الحقيقة، الوصول لهذه الوثيقة في اليوم الثاني للاجتماعات، بين المعارضة وحدها، كسر الحجة الأساسية للسيد الجعفري «أنكم معارضات وأنكم لا تتفقون»، وتمت مواجهته بورقة مشتركة للمعارضة مع كل الاختلاف بين أطيافها».


معتقلون وقصف

وبعد أن وجه جملة من الانتقادات للوفد الحكومي وأدائه خلال جلسات الاجتماع قال العيطة: «بالنسبة لنا، قدمنا في «المنبر الديمقراطي»، شيئين: الشيء الأول هو: انطلاقاً من نتائج اجتماع «موسكو1»، حيث سلمنا وقتها قائمة بأسماء 1054 معتقلاً سياسياً ومفقوداً، قدمنا هذه المرة 8884 اسماً لمعتقل سياسي، عن مدن حمص وحماه والسلمية ومصياف وداريا والقلمون، كأمثلة ليست هي شاملة، فالمعلومات تتحدث عن 200 ألف معتقل ومفقود. إلا أن السيد الجعفري رفض استلام القائمة»، وأضاف «قدمنا له نقطة ثانية، تتعلق بمكافحة الإرهاب، حيث كان الرئيس السوري قد وعد السيد ديمستورا بوقف القصف على حلب خلال 6 أسابيع، وقلنا له: أن قصف المدنيين هو أيضاً إرهاب، تعالوا وبادروا من قبلكم إلى وقف القصف على المدنيين في حلب خلال أسابيع».
وبعد أن أعاد توجيه الشكر للحكومة الروسية على كل الجهود التي بذلتها للتحضير  لهذا اللقاء وللجهد الذي بذله المنسق (نعومكين) في تحمل كل المشاركين في اللقاء، توجه العيطة بالشكر «للسيد لافروف لأنه في كلمته كان واضحاً.. قال: أن 683 معتقلاً التي ادعت الحكومة السورية أنها أطلقتهم، هذا الرقم ليس صحيحاً، والرقم الحقيقي أقل بكثير من ذلك، اقرؤوا كلمته. أنا أشكر السيد لافروف الذي أشار بشكلٍ واضح، أن الإصلاح وحلّ المشاكل يجب أن يبدأ بحل المشاكل الداخلية، وليست فقط قصة المؤامرة الخارجية».
وشدد العيطة في نهاية مداخلته في المؤتمر الصحفي على أن «الشيء المهم هو ألا تكون الفرصة القادمة لأي حوار أو تفاوض سياسي فرصة ضائعة أخرى».


سليمان: الاتفاق إنجاز كبير

بدوره، شكر المعارض نمرود سليمان خلال مشاركته في المؤتمر الصحفي، الحكومة الروسية الصديقة الشعب السوري منذ قرون، لافتاً إلى أنّ التوافق جرى على بند واحد من بنود جدول الأعمال الخمسة، ولكن «الاتفاق الذي جرى كبير ولا ينبغي التقليل منه والآن نضع الخطوة الأولى للحل بعد أربع سنوات من الحل العسكري».
وأضاف أن «السياسة تؤخذ بخواتيمها، فعندما تصل المعارضة والنظام إلى هكذا تفاهم، وهكذا اتفاق في هذا الظرف، فذلك اتفاق كبير ينبغي أن تحسب قيمته الفعلية ببعده المعنوي).
كما أكد سليمان على أن «جوهر الحل السياسي هو الحوار الذي يبني، كنقيض للحل العسكري الذي يدمر»، معرباً عن اعتقاده بأن أحد أبرز إنجازات اللقاء هو التنازلات من النظام عن بعض الأمور، كأن يعترف النظام للمرة الأولى بأن هناك معارضة ويجلس معها ويتفاوض ويتنازل.


تعقيبات وردود

وقبل فتح المجال أمام أسئلة الصحفيين عقب د.قدري جميل على ما طرحه د.العيطة: «نحن قلنا أن الورقة الأولى هامة، وأنا مصرّ، لأنها تضع أساساً. فورقة «مبادئ موسكو»، كانت من وضع السيد نعومكين، حسب تقديره للوضع». وأضاف أن الورقة السياسية التي صدرت عن الاجتماع بالإجماع تشكل سابقة هامة وتاريخية، وتضع الأساس للتقدم اللاحق. و«لذلك، يجب ألا نبخسها حقها، وأنا كنت سأكون مسروراً جداً وأكثر، لو استطعنا تحقيق اختراق في قضية بناء إجراءات الثقة، وأنا قلت في الاجتماع، مع أن ورقتنا حول إجراءات بناء الثقة طويلة، وفيها 11 نقطة، كنت راضياً لو تم الاتفاق على ثلاث نقاط منها مثلاً للبدء بتنفيذها، كقضايا المعتقلين والمختطفين والقصف العشوائي وإيقافه من الطرفين، وحل مشكلة جوازات السفر للسوريين في الخارج، وهي مشاكل حقيقية».


مستوى ثقة منخفض

وأوضح جميل أن «إحدى المشاكل التي تحتاج إلى حل هي مستوى الثقة، وإن كان وفد النظام غير مستعد للنقاش، فنحن لن نتخلى عن المربع الأول، فما أنجز قد أنجز، وسننطلق منه إلى المربع الثاني، أنا لن أشطب المربع الأول لأننا لم ننطلق إلى المربع الثاني, أنا سأصر على إبقاء المربع الأول، لأنه سيسهل لي الوصول إلى المربع الثاني، وهو إجراءات بناء الثقة. ونحن نعتقد أنه بالتعاون مع الأصدقاء الروس، الذين أودعنا لديهم هذه الوثيقة وأعطيناهم علم وخبر بوجودها، ونطالبهم الآن بأن نتعاون جميعاً من أجل تنفيذ بعض بنودها على الأقل، وأنا مصرّ (أن يجري ذلك) خلال الأيام القادمة بعد انتهاء اجتماع موسكو، ولن ننتظر اجتماعاً آخر كبيراً في مكان ما، من أجل تحقيق ورقة المعارضة السورية في إجراءات بناء الثقة».


المعنى في قلب الشاعر

وفي تعقيبه على سؤال حول حذف أو إدراج أسماء الدول التي ينبغي الضغط عليها بخصوص الامتناع عن دعم الإرهاب في سورية، والوارد في أحد بنود ورقة التفاهمات السياسية، المتوافق عليها بين النظام والمعارضة أوضح جميل: «لكي توضع الأمور في نصابها، أنا من قدم اقتراح حذف الأسماء (أسماء الدول المشاركة في دعم الإرهاب ببنود الاتفاق)، وأنتم تعرفوني كم «أحب» قطر والسعودية وهذه الدول كلها..! لماذا؟ في السياسة، هناك ما يسمى بتحقيق الممكن، الإصرار على إبقاء هذه الأسماء يعني عدم الوصول إلى اتفاق، لأن البعض الآخر ليس لا يريد أن يضع هذه الأسماء، لكنه يريد أن يضيف عليها أسماءً أخرى، ونحن لا نوافق على أن يصر أحدهم في المقابل على إدراج روسيا أو غيرها مثلاً(...) ونحن رأينا أن النص الذي يقول بـ«ممارسة الضغوط الجدية والفورية على كافة الأطراف العربية والإقليمية والدولية» كاف، والمعنى في قلب الشاعر».


إرادة الحل.. التشاؤم.. وبصيص الأمل؟!

وأضاف جميل أنه بتوافر الإرادة للوصول إلى حل سنصل، ووصلنا، والمرة المقبلة إن شاء الله نصل أسرع، موضحاً أنه لا يقصد «بالمرة المقبلة «موسكو3»، بل أقصد «جنيف3». يجب أن نذهب إلى «جنيف3»، وعندما نذهب إليه بوفد معارضة يمثل كل المعارضة، وبوفد نظام يدرك أنه يجب عليه أن يقدم تنازلات، كالتنازلات التي يجب أن تقدمها المعارضة نصل إلى اتفاقات، والوقت في ذلك الحين سيكون أمامنا مفتوح، ليس مثل هذه المرة».
وقال أمين حزب الإرادة الشعبية أنه إذا كان سيجري «موسكو3» فإن ذلك يعني أن يبتعد «جنيف3»، لذلك، «فأنا لا أفضل «موسكو3» بل أفضل «جنيف3». لكن وإن لا بد من ذلك، فليكن، ولكن من المبكر الحديث عن هذا الموضوع».
وأوضح: «نحن في «جبهة التغيير والتحرير» ننظر إلى الأمام، وأعتقد أن مناخ التشاؤم اليوم إذا ضغطنا باتجاه إجراءات عملية على الأرض سوف ينخفض ويزول، وسيتحول إلى تفاؤل ونهوض. وأنا قلت في الاجتماع، أن لقاء موسكو الأول خلق بصيص أمل، وأن لقاء موسكو الثاني يفترض أن يقوّي بصيص الأمل، وأؤكد أن بصيص الأمل هذا لم يذهب حتى هذه اللحظة، بل يجب تقويته والذهاب إلى الأمام لأنه إذا خبا من الصعب إعادة إشعاله مرة أخرى. وأعتقد أن المقاتلين اليوم من أجل الحل السياسي، مقاتلين بالمعنى السياسي، يجب ألا تخف همتهم وألا يحبطوا وأن يصروا على السير إلى أمام، وإيجاد الطرق المناسبة لتحقيق أفكارهم التي تكلموا عنها في لقاء موسكو الثاني».


لا ينبغي إلقاء الوليد مع الماء القذر..!

وقال جميل: «هناك موقفين في المعارضة. واقعياً، تم إقرار الورقة بالإجماع (..) وما حدث (بعد ذلك) أن عدم الذهاب للاتفاق حول إجراءات بناء الثقة استفز بعض المعارضين، وقالوا: «بطلنا.. انسحبنا.. نحن في حلٍّ من موافقتنا الأولى»، لكن، موضوعياً ما جرى قد جرى، أي من حيث المبدأ موافقين على الوثيقة.. (التي تقول) في نقطتيها الأولى والعاشرة بوجود توافق واضح المعالم عن «جنيف1» و«جنيف3». ولأول مرة النظام أو الوفد الحكومي أو الحكومة السورية والمعارضة يتكلمون بصوتٍ واحدٍ حول نقطة من هذا النوع. هذا أعتبره إنجازاً يجب تعزيزه وعدم إلقاء الوليد مع الماء القذر، يجب إبقاء الوليد، أما ما حول الوليد من مشاكل يمكن إزالتها ويجب إزالتها، ولا يجوز أن نضحي بهذا الوليد، أنا سأسعى جهدي للحفاظ عليه للسير قدماً».
وأوضح أن «الورقة المشتركة لا تلغي ورقة المعارضة حول إجراءات بناء الثقة، بل الورقة المشتركة يجب التشبث بها بأظافرنا وأسناننا، من أجل فتح الطريق أمام تنفيذ ورقة المعارضة، والأمران مرتبطان. وإن التخلي عن الورقة المشتركة يعني عدم التشبث بورقة المعارضة لتنفيذها، وهي إجراءات».


محكومون بالانتصار..!

وختم د. جميل بالقول: «أريد أن أكرر ما قاله المرحوم سعد الله ونوس بعد الأزمة العالمية التي حدثت بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، حيث قال: «ما يجري ليس نهاية التاريخ، ونحن محكومون بالأمل»، (وحينها) الكل كان مهزوماً وهو قال «محكومون بالأمل»، اليوم في الظرف الحالي لو كان سعد الله ونوس على قيد الحياة لأعاد صياغة جملته وفكرته، ولقال: «ما يجري هو بداية التاريخ، ونحن محكومون بالانتصار». سنتقدم لتحقيق الأهداف التي وضعتها المعارضة السورية الوطنية، بالتعاون مع كل القوى الشريفة الموجودة في كل مكان، معبرةً عن آمال الشعب السوري.

«نحن مناضلون ثوريون لا يُسقط بيدنا، إذا لم نحقق الهدف في الجولة الأولى، ففي المرحلة القادمة سنحققه، لذلك لا نحبط، وسنرغم الذين لا يريدون التقدم بحل الأزمة السورية على أن يتراجعوا وعلى أن يلزموا بالحل. كلمتنا هي سلاحنا، وسلاحنا الوحيد هو الإقناع، ونحن نعتمد على إرادة الشعب السوري ورغباته، هذه قوتنا، لذلك أعتقد أن طريق الانتصار الذي تكلمت عنه قبل قليل طريق يفتح أكثر فأكثر، ولا مجال للقنوط، وإن الذهاب نحو الحل سيقوي هذا الاتجاه في المعارضة، والابتعاد عن الحل، سيعيد تقوية القوى المتطرفة في المعارضة، لذلك لا خيار أمامنا، إلا الذهاب إلى حل، ومن مصلحة النظام أن يذهب إلى حل، لأنه إذا استمر في تعنته لن يجد من يفاوضه في المرة القادمة إلا جماعة «الائتلاف» ومن لف لفهم، لذلك من مصلحة النظام، إذا كان يفهم مصلحته، أن هذه المعارضة التي يتكون جسمها في موسكو يجب أن تستمر، لذلك يجب أن يذهب إلى كلمة سواء معها».

 
قدري جميل المؤتمر الصحفي موسكو- 10/4/2015

آخر تعديل على السبت, 11 نيسان/أبريل 2015 23:31