رسالة لافروف  إلى المشاركين في اللقاء التشاوري

رسالة لافروف إلى المشاركين في اللقاء التشاوري

بعث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف برسالة إلى المشاركين في اللقاء التشاوري للحوار السوري- السوري الذي تستضيفه العاصمة الروسية

تولى سفير المهمات الخاصة لدى جمهورية روسيا الاتحادية، وممثل وزير الخارجية الروسي، عظمة الله كولمحمدوف إلقاءها أمام المشاركين في الملتقى نيابة عن لافروف الذي اعتذر عن المجيء بسبب جدول أعماله الحافل بالتزامات رسمية. ومما جاء في هذه الرسالة بعد الترحيب بالمجتمعين: «إن لقاءكم الثاني في موسكو في نيسان يعتبر دليلاً واضحاً على تقدم "عملية موسكو" وهذا هو إنجازنا المشترك، حيث تتمسك روسيا بمهمة إطلاق الحوار السوري- السوري على أساس مبادئ إعلان جنيف 30 حزيران 2012 وذلك دون شروط مسبقة ودون إملاء من الخارج وستبذل كل ما في وسعها لتحقيق هذه المهمة».
وأضاف: «لقد أتت السنوات الأربعة من النزاع المسلح بمعاناة ومحن لا يحصى لها للشعب السوري الصديق، وتسببت في الكارثة الإنسانية على التراب السوري. وقد برزت ملامح الخطر الحقيقي لتحطم مؤسسات الدولة السورية، وتفكك البلاد واستيلاء الإرهابيين الدوليين والمتطرفين على أراضيها. كل هذه التحديات تتطلب من المواطنين السوريين بغض النظر عن مواقفهم السياسية، توحيد الصفوف على أساس البحث عن الحلول السياسية لكل المسائل الملحة على الأجندة الوطنية».
وتابع :«في الواقع، إن جميع القوى التي تعمل على إهانة الشعب السوري والقضاء على وطنكم قد توحدت أو تتوحد حالياً. وظهر أنّ التدفق المتواصل للمساعدات الخارجية "غير الفتاكة" على حد تعبير البعض، يصب بشكل مقصود أو غير مقصود في مصلحة دعم الإرهابيين والمتطرفين، الذين يستخدمونها لارتكاب الجرائم الدامية ضد سورية، وفي سياق هذه التطورات فإن مهمة تضافر جهود جميع السوريين المحبين للوطن في سبيل محاربة الإرهاب والتطرف تكتسب أولوية. ولا بد لكم أن تتركوا كل الخلافات جانباً لإنقاذ سورية وشعبها، وإلا سيصبح بناء سورية الحديثة الموحدة وذات السيادة أمراً مستحيلاً».
وجاء في الرسالة التي ألقاها كولمحمدوف أيضاً: «لا بد من بلورة وتطبيق التغييرات الداخلية الهادفة إلى تحسين الأوضاع في البلاد، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وإرساء حكم القانون ومحاربة الفساد، وغيره من الظواهر السلبية التي ترفضها غالبية السورية رفضاً قاطعاً». 
وتابعت الرسالة في إشارة واضحة للائتلاف: «نقدر عالياً أن جميعكم أبدوا الاستعداد لتلبية ندائنا. وللأسف لا نستطيع أن نتوجه بنفس التقدير إلى أولئك الذين تفادوا للمرة الثانية قبول دعوتنا. ومهما كانت أشكال رفضهم مهذبة لا يؤثر ذلك على جوهر الأمر، حيث وفرنا كل الظروف اللازمة لتعبير المشاركين في المناقشات عن آرائهم بأقصى درجة من الحرية ولا نفهم ما الذي منع هؤلاء من الإعلان عن مواقفهم بكل صوتهم».
كما جاء في نص الرسالة: «نشير بارتياح إلى خطوة مهمة أقدمت عليها الحكومة السورية قبيل لقاء موسكو الحالي- إطلاق سراح 683 معتقلاً في السجون السورية في إطار العفو العام في الـ24-25 آذار عام 2015. وهناك من يقول بأنه في الحقيقة تمّ إطلاق سراح عدد أقل من المعتقلين مما تم الإعلان عنه، ولكننا في كل حال نعتبر هذه الخطوة إشارة واضحة لاستعداد الحكومة السورية لتلبية طلبات هيئات المجتمع المدني والأوساط المعارضة»
وتابعت الرسالة: «إن ديناميكية التطورات في سورية وحولها، تتطلب اتخاذ خطوات فورية لحماية البلاد من عدوان الإرهابيين وأعوانهم واستعادة وحدتها. وتعود مهمة تحديد هذه الخطوات إليكم فقط. ولكن المماطلة في اتخاذها أمر خطير لأن يدفع الشعب السوري ثمناً باهظاً لكل يوم مفقود هدراً.
وبودي أن أشدد مرة أخرى على أن الجانب الروسي لا يسعى إطلاقاً لاحتكار دعم التسوية في سورية. ونرحب بكل الجهود البناءة من قبل شركائنا الدوليين والإقليميين لصالح سورية والسوريين، على أساس إعلان جنيف، وبطبيعة الحال بعيداً عن أية أجندة جيوسياسية مبطنة والكيل بمكيالين».
واختتمت الرسالة بالقول: «نحن على يقين بأن المنسقين الروس وأبرزهم الأستاذ فيتالي نعومكين سيبذلون كل ما في وسعهم لمساعدة المشاركين في اللقاء السوري- السوري. وأتمنى لكم كل نجاح في عملكم».