الثمرة الحامضة: كازينو «سندات اللقاح»

الثمرة الحامضة: كازينو «سندات اللقاح»

دعت اللجنة البرلمانية البريطانية المعنية «بالاستجابة للوباء والتعافي» إلى تحقيق عاجل مع «وكالة تنظيم الأدوية ومنتَجات الرعاية الصحية» في البلاد، بتهمة «الفشل في الإبلاغ عن الآثار الجانبية للقاح كوفيد». وخلال الأسبوع الماضي اتهمت هذه اللجنة العابرة للأحزاب، والمكوَّنة من 25 عضواً، الوكالةَ المذكورة بأنها «كانت على عِلم» منذ شباط 2021 بالتأثيرات الجانبية القلبية والجلطات الناجمة عن اللقاح لدى نسبةٍ من متلقّيه ولكنّها «لم تقرع جرس الإنذار بشأنها لأشهر عديدة، ممّا عرّضَ المرضى لخطرٍ جسيم بدل حمايتهم».

واستشهدت بتقارير «نظام تنبيه السلامة» التابع لوزارة الصحة عن بريطانيين عانوا جلطات دموية بسبب لقاح «أسترازينيكا» في 7 شباط 2021. كما سبق نَسب حالات من التهاب عضلة القلب وغلافها (التامور) إلى لقاحَي فايزر الأمريكي-الألماني، وموديرنا الأمريكي.
تمثّل هذه الحوادث قضية فسادٍ رأسماليّ إجراميّ تقليدية، حيث صرّحت اللّجنة بأنها «تشعر بالقلق» من أنّ الوكالة الناظمة للأدوية «يتمّ تمويلها من صانعي الأدوية أنفسهم ممّا جعلها تنصرف عن التدقيق بالسلامة إلى مساعدة الشركات في الحصول على التراخيص»، حتى أنّ رئيستها تنحّتْ عن منصبها بالتزامن مع إقرارها بأنّ وكالتها تحوّلت «من الرّقابة إلى التمكين».
لقد أثبتت الإمبريالية فشلها في مكافحة الأوبئة المعاصرة، فهي تستغلها لمزيد من النهب والأرباح. ونشرت باحثتان بقسم «الجغرافية الاقتصادية» بجامعة كامبردج البريطانية دراسة عام 2022 بعنوان «التمويل المبتكر للتنمية؟ سندات اللقاحات والتكاليف الخفية للأَمْولة»، شرحتا فيها آليات عمل «مرفق التمويل الدولي للتحصين» IFFIm الذي تأسس عام 2006 كأضخم تحالفٍ لاحتكارات رأس المال المالي العالَمي في سوق اللقاحات. ومن بين المتموّلين منه «التحالف من أجل ابتكارات التأهب للأوبئة» CEPI الذي عاد مؤخّراً إلى الواجهة الإعلامية «متحمّساً» لاختراع لقاح «للمرض إكس» رغم أنّه وباء افتراضي لا وجود له حتى الآن!
وتقول الباحثتان: «باختصار، ما أظهرناه هو المنطق المالي القائم على الديون لمِرفق التمويل الدولي للتحصين... مع أدلّة على تحقيق أرباح خاصة خفيّة عن أعين الجميع، على حساب المستفيدين والمانحين... فخلف الكواليس، احتفظ مرفق التمويل الدولي للتحصين بكمية كبيرة من الأصول السائلة التي يديرها البنك الدولي كصناديق ائتمانية، بمتوسط 775 مليون دولار نهايةَ السنوات المالية 2006 و2019... وفي 2020 و2021 جمع 2 مليار دولار من المساعدات الحكومية مقابل إصداره سندات بـ 1.5 مليار دولار». وهكذا تمّ تحويل اللقاح من وسيلةٍ نافعة للوقاية من المرض إلى أداة مضارَبة مالية في نادي القِمار الإمبرياليّ.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1164
آخر تعديل على الثلاثاء, 05 آذار/مارس 2024 17:02