نحو مزيد من التنظيم والمواجهة
عادل ياسين عادل ياسين

نحو مزيد من التنظيم والمواجهة

هل يحيي الغرب نقاباته تحت هذا العنوان؟ نشرت دراسة حول الاتجاهات العمالية في الدول الغربية نحو إعادة تنظيم الحركة العمالية، وجعلها أكثر فاعلية في مواجهة سلوك الدول الغربية تجاه العمال وحقوقهم، التي ظهرت بشكل جليّ في ظل جائحة كورونا، والتي تأثر بإجراءاتها العمال بشكل أساس، من حيث قدرتهم على تأمين متطلبات عيشهم، بعد أن فقد الكثيرون منهم فرص عملهم، ولم يتلقوا مساعدات كافية أو أية مساعدات، حيث كشفت الدراسة تهلهل البنى الخاصة بحماية العمال ومنها: تعويضات البطالة والرعاية الصحية، مما جعل العمال في بعض القطاعات يقومون بإعادة تنظيم أنفسهم بنقابات لها فاعلية، وتستطيع حماية مصالحهم وحقوقهم.

تقول الدراسة: إن لبرلة سوق العمل ما كانت لتحدث بهذا الشكل لو تمت مواجهتها بفاعلية من قبل النقابات، حيث استطاعت الحكومات تطبيق إجراءات اللبرلة عبر تقسيم الطبقة العاملة، وذلك من خلال إعادة تنظيم أجزاء من سوق العمل بحيث يستطيع جزء من العمال الحصول على ضمانات عدم التضرر من الإجراءات الليبرالية، وهو ما سمي اصطلاحاً « بالعزل– نظام المكيالين» حيث يتم فصل مجموعة منظمة نقابياً عن بقية العمال،

أي: بمعنى أخر، يقومون بتقديم الرشاوى للنقابيين المنظمين مقابل ضمان عدم تحركهم مع بقية العمال المحرومين من الضمانات، وهذا السلوك ليس جديداً ووليد أزمة كورونا، بل هو سلوك متأصل تمارسه الحكومات الغربية والشركات تجاه النقابات الصفراء، التي تقبل بما يقدم لها من امتيازات ورشىً، مقابل ضمان منع الحراك العمالي من الدفاع عن حقوقه ومصالحه، وهذه حالة عامة في كل الأماكن التي تكون فيها النقابات منسلخة عن قاعدتها العمالية.

الحراك العمالي نحو إعادة تنظيم نفسه بأطر نقابية فاعلة خارج الأطر القديمة كان تأثيره واضحاً، كما تقول الدراسة في انتخابات أحزاب «يسار الوسط» وهي أحزاب يمينية تلتقي مع الأحزاب الفاشية في الكثير من المواقف، وخاصة بما يتعلق بحقوق العمال.

إن الاتجاهات الأساسية عند العمال في إعادة تنظيم أنفسهم بدأت في أوساط العاملين في مجال الخدمات المستشفيات والبقالة وقطاع المبيعات والعمال الرقميين، فقد خاض الأخيرون معركتهم في مواجهة الشركات التي تشغلهم، مطالبين بزيادة الأجور التي تمكنوا من الحصول عليها بمقدار 78% بعد إضراب عن العمل استمر لمدة 21يوماً، وكان التنسيق بينهم يتم عبر شبكة الإنترنت، وهؤلاء العمال لم يكونوا محميين بموجب قانون العمل الأمريكي، ومع هذا تمكنوا من تنظيم أنفسهم، وقاوموا محاولة الشركة في تفكيكهم وكسر إضرابهم.

مع تعمّق أزمة الرأسمالية والهجوم السافر على حقوق العمال وامتيازاتهم التي كانوا يحصلون عليها، سيكون اتجاه العمال هو: المزيد من التنظيم والمواجهة مع قوى رأس المال والحكومات الداعمة له.

معلومات إضافية

العدد رقم:
999
آخر تعديل على الإثنين, 04 كانون2/يناير 2021 02:45