عرض العناصر حسب علامة : الدراما

الدراما.. والنقد مع التيار

إذا كان العديد من الأعمال الدرامية هذا الموسم يبعث على الأسى شكلاً ومضموناً، ويطرح جملة من الأسئلة عن واقع ومستقبل الدراما السورية خاصة، والعربية عموماً، فإن النقد الدرامي الموازي بمعظمه – وسأخرج هنا عن اللباقة – يبعث جدياً على القرف..

ملك التاكسي.. وضياع الطريق

حملت شخصية «أبو جانتي- ملك اللانسر» منذ ولادتها في إحدى لوحات بقعة ضوء إمكانية جدية لبناء عمل درامي ناجح، فسائق التاكسي المرح والمحب والشجاع يمكن أن يصادف في شوارع العاصمة دمشق عشرات المفارقات والأحداث، ويمكن أن يلتقي بركاب من جميع شرائح وفئات المجتمع السوري لينقل لنا قصصهم. وهكذا فقد كان من الممكن أن نشاهد مع «ملك التاكسي» رصداً هاماً لما يدور في الشارع السوري، مع جرعة لذيذة من المرح، إلا أننا فوجئنا بشخصية سائق يعتقد أن العالم كله يتمحور حوله وحول ما يحمله من شهامة وأصالة، فاختار أن يتقمص شخصية العكيد «أبو شهاب» حيناً، وشخصية شاعرٍ مرهف الأحاسيس، صادق الانتماء والعشق حيناً آخر.

دراما رمضان 2010 مراوحة في المكان وبكاء على الأطلال

وفقت الأعمال السورية في الموسم الدرامضاني 2010 بتقديم تنوع في المضمون والبناء السردي للأفكار، وتنوع خطوطها الدرامية ومقولاتها الفكرية، ومع استعادة سقف الكمية في الإنتاج بعد تأثيرات الأزمة المالية العالمية التي طالت الدراما في الموسم الماضي. شهدنا في هذا الموسم مسلسلات سورية تجاوز عددها (30 عملاً) بما فيها الأعمال ذات الإنتاج المشترك، وحتى ندرك التغييرات التي طرأت على دراما 2010، وعززت صدارة و مكانة الدراما السورية المرموقة في إطارها الجغرافي العربي، يجب الحديث عن بعض الاعتلال و الهفوات التي اعترت بعض العناصر الدرامية في هذه الأعمال، كونها تؤثر سلباً في بنية العمل وتلقي المُشاهد له، وقد شارفنا على نهاية الموسم وباتت الصورة أشبه بالمكتملة من حيث مقولات الأعمال النهائية، وتسلسل الأحداث.. وحتى توقع النهايات.دراما البيئة الشامية..

انحسار الموجة والمراوحة في المكان

تراجع إنتاج الأعمال التي تتحدث عن البيئة الشامية في هذا الموسم بعد أن كانت سمة المواسم الماضية، لتكون خاتمة السلاسل بعد أن أذن الثنائي «بسام ومؤمن الملا» بإغلاق «باب الحارة» مع نهاية الجزء الخامس (على ذمتهما..) وعسى أن لا نغلق باباً فنفتح طاقة ربما ظهر نورها بأزيز «الدبور» مع العكيد السابق «سامر المصري». أما «أهل الراية2» وبعد أن تغير مخرجه، فقد قرر تزوير التاريخ (الموثق والشفهي) لمواكبة نبض الشارع والسياسة، فغدا «آل عثمان» ولاة الأمر وسادتنا، والاحتلال خلافة، و(الأخد عسكر) فرض عين على كل مسلم، والولاة والقادة العثمانيون في قمة الإنسانية والديمقراطية. 

الأعمال التاريخية الدينية..

استمرار التباكي على الأطلال

ظهرت في هذا الموسم عدة أعمال تاريخية ودينية بينما اقتصر الموسم الماضي على عمل واحد، في محاولة لاستعادة مآثر تلك الحقب؛ لكنها وقعت بفخ لعنة التاريخ وتمجيده دون تقديم أية مراجعة أو قراءة أو مضمون نقدي لتلك الحقب، أو محاولات لإسقاطها على الواقع الحالي، فكان «رايات الحق» استعادة لفترة بعد ما بعد وفاة الرسول (ص) وخلافة أبي بكر وحروب الردة ومانعي الزكاة، ثم خلافة عمر بن الخطاب وبناء الدولة والفتوحات، لكنه وقع في أسر النمطية والخطابية والجرعات العاطفية الزائدة، والكثير من التبرج والإكسسوارات للعناصر النسائية في العمل. أما «القعقاع بن عمر التميمي» ورغم ما يسجل له من تقنية مخرجه «المثنى صبح» ورؤيته الجديدة، واستخدام احدث التقنيات التكنوبصرية في مشاهد المعارك؛ لكنه قصُر في خوض غمار موضوعاته الشائكة، وظل منحازاً لمراجع تاريخية على حساب أخرى. وبإنتاج مشترك أطل مسلسل «كليوباترا» الذي كتبه «قمر الزمان علوش» وأخرجه «وائل رمضان» ليقدم رؤية جديدة لم تتطرق لها الدراما ولا السينما رغم كثرة الإعمال التي أنتجت عن هذه الشخصية وملامحها الأسطورية، من خلال الجانب الإنساني في حياة الملكة، وعلاقتها مع الشعب المصري، ليكون العمل في النهاية حدوتة جديدة غير تاريخية يشوبها الكثير من الثغرات في المعالجة الدرامية، وبابتذال أداء بعض الممثلين.

أما في استعادة «أسعد الوراق» فقد هزمت النسخة الجديدة شر هزيمة أمام القديمة برؤيتها وإبداع ممثليها رغم بساطة تقنيات تلك الحقبة، وان كان يسجل الإبداع للفنان تيم حسن، لكن (تأتأت) هاني الروماني ستبقى تدوي عبر الزمن كصرخة منى واصف. 

الأعمال الكوميدية.. زيادة في الكم وانخفاض في المضمون:

بعد أن زادت الأعمال الكوميدية المنتجة عن الأربعة، فوجئنا بتوجه صناعها في الغالب نحو التهريج السطحي والابتذال، وضياع مقولات العمل وتشتتها، كما حصل مع «أبو جانتي» ودروس الوطنية والفروسية التي يلقيها، أو في «صبايا» بكل ترفهن وقصورهن الفارهة، وواقعهن الاجتماعي (الافتراضي!!). بينما تابعت «بقعة ضوء7» رسالتها عبر لوحاتها المختلفة، وان كانت عموماً تتسم بالفقر الفكري مقارنة بالمواسم السابقة. لكن البصمة بحق «ضيعة ضايعة» وكسره لعقدة الجزء الأول، لا بل وتفوق الجزء الثاني بحلوله الدرامية ونَفَسه النقدي السياسي والاجتماعي العالي في بيئة افتراضية أساسها الكركتر وأداء الممثل المبدع. 

«أنا القدس» وما من مجيب؟

كان من المستغرب جداً أحجام الكثير من الفضائيات العربية رغم تشدقها بحب القدس عن شراء العمل التأريخي «أنا القدس» المأخوذ عن رواية «أحلام الغرس المقدس» لمخرجه باسل الخطيب رغم جودة العمل وزخم مقولاته ورسالته، لتكتفي بعرضه الفضائية السورية وتلفزيون المنار والفضائية الليبية.

«ذاكرة الجسد» سيطرة المقروء على المعادل البصري

في مسلسل ذاكرة الجسد المأخوذ عن الرواية الشهيرة للروائية الجزائرية «أحلام مستغانمي» تحول الأمر أشبه بالرواية المقروءة تلفزيونياً، وبحلول درامية بائسة شوهت الكثير من العوالم التي رسمتها الرواية، لتقلب المَشاهد (ثرثرة) على الهاتف تذكر بقول «زياد الرحباني» في مسرحية «شي فاشل»: (ولي عم تحكي على التلفون.. غريغور فيو يقولا). 

وراء الشمس.. رهبة الموضوعات الجديدة

هي المرة الأولى التي تتطرق فيها الدراما إلى موضوعة ذوي الاحتياجات الخاصة ومرضى «متلازمة داوين» بهذا التركيز والوضوح؛ ليقدمهم مسلسل «وراء الشمس» بطرح شفاف وإنساني مركز على حقهم في الحياة والمساواة من دون أحساس الشفقة، وباستعراض لمشكلة الإجهاض في هذه الحالة. لكنه وقع في مطب الإطالة و(المطمطة) ناهيك عن أن العمل يعاني من التشتت في عرض نماذجه، ومن ضعف الحبكة في إيجاد روابط بينها، وان كان إبداع الفنان «بسام كوسا» قد طغى على هذه الثغرات، وساهم بشكل أساسي برفع مقولات العمل الإنسانية. 

تخت شرقي.. الحياة كما هي وشؤوننا الصغيرة

(عمل فوضوي) بامتياز كما عبرت عنه مخرجته «رشا شربتجي» ويلاحظ فيه تشتت الحبكة الأساسية في العمل، والتبعثر في عرض الشخصيات ومواقفها وأفكارها، وغياب شخصية البطل الرئيسي من خلال التركيز على استعراض النماذج، وهو عمل غني جداً بالطروحات و(اللطشات) الاجتماعية، وهو أول عمل يناقش بهذا الوضوح وضع مهجري الجولان المحتل وتسميتهم بـ«النازحين».

فادي صبيح: «سلنغو» يشبهني في الطيبة والبساطة

عندما يحمل الفنان صفة إشكالية ما خلال تجربته الفنية فإن هذه الصفة تضعه في مقدمة النجوم على الرغم من أن أدواره بسيطة وقليلة إلا أن هذه البساطة والقلة قد تولد نموذجاً فنياً فريداً يضاهي فيها الفنان الذي ما زال في الظل كثيراً من فناني المانشيتات العريضة.. هكذا هو فادي صبيح.

 

الحجب والمنع أحد أسباب الانحراف

منذ النشأة الأولى ونحن نستيقظ على بعض المصطلحات والعبارات التي نعلم أنها مخيفة في بلادنا ويجب أن يبقى المجتمع بعيداً عنها وحريصاً كل الحرص على منع استخدامها علناً كالسياسة والدين والجنس، وإن حاول أحد يُحارَب بشدة من بعض المجتمع الذي يتهمه بسوء الأخلاق والوقاحة وحتى الشذوذ.

 

وإنما الأمم الأخلاق..

حذر د. محمد سعيد رمضان البوطي من عواقب المسلسل التلفزيوني «وما ملكت أيمانكم» للمخرج نجدت أنزور، متهماً المخرج أنزور بأنه اقتطع من كلام الله في قرآنه عنواناً عليه، ويسميه ساخراً: (وما ملكت أيمانكم), و قد أهاب بالجميع «ألا يتورطوا في بث شيء من هذا المسلسل»، عبر نداء نقلته إحدى المواقع السورية.

 

أمجد ناصر يكتب «حيث لا تسقط الأمطار للناصر»

عن دار الآداب في بيروت صدرت للشاعر والكاتب الأردني أمجد ناصر رواية بعنوان «حيث لا تسقط الأمطار» وهي العمل الروائي الأول لناصر، الذي أصدر عشر مجموعات شعرية وأربعة كتب في أدب الرحلة، فضلاً عن كتاب في السيرة الشعرية والأدبية.

ربما ..! الدراما وأهلها

الأكيد أن ندوات الدراما أسوأ من الدراما نفسها، هذا ما تعلّمنا إياه الندوات التي ما انفكت تقام في المراكز الثقافية ومحطات التلفزة والإذاعة، والآن ونحن نعيش موسم «دراما 2010» أحذركم من الاهتمام بهذه الندوات أينما وجدت، وكيفما كانت، لأنكم موعودون بالصداع وعذاب الضمير، فأهل الدراما بعيدون عنا بعد السماء عن الأرض.

انتهى مؤخراً من كتابة مسلسل يتناول حياة الراحل محمود درويش حسن م يوسف: لم أركب على كلمتي ولم أحلبها

الكاتب المتعدد حسن م يوسف معروف لدى الجمهور الثقافي السوري نظراً لتعدد اهتماماته، فهو قاص وصحافي ومسرحي وسيناريست.. فمن لم يقرأ مجموعاته القصصية لا بد وأنه يقرأ زواياه الصحفية، ومن لم يفعل فلا بد أنه شاهد من مسلسلاته الكثيرة..

من أعماله القصصية: «العريف غضبان»، «قيامة عبد القهار عبد السميع»، «الآنسة صبحا».. في الدراما التلفزيونية له: «نهاية رجل شجاع»، «إخوة التراب» (جزآن)، المادة المعاصرة في مسلسل «البحث عن صلاح الدين»، «سقف العالم».

نصير شمة ملحن الموسيقى التصويرية لمسلسل «أنا القدس» باسل الخطيب يدخل المدينة المحتلة من أوسع أبوابها

اتفق المخرج باسل الخطيب الأسبوع المنصرم مع الموسيقار نصير شمة على أن يقوم الأخير بتلحين الموسيقا التصويرية الخاصة بمسلسله «أنا القدس» حيث سيقوم نصير شمة، أحد أكثر الموسيقيين شعبية في الوطن العربي، بصناعة ألحان لأغنية الشارة وهي من تأليف الشاعر الفلسطيني الكبير يوسف الخطيب. ومشاركة موسيقار من طراز العراقي نصير شمة في عمل يتناول القضية الفلسطينية يعطي دفعة كبيرة لهذا العمل، خصوصاً في مرحلة تجيش فيها الصدور العربية غضباً لما يرتكبه الإسرائيليون من ممارسات في مدينة القدس المحتلة، والمقدسات العربية والإسلامية والمسيحية فيها.