منصّة «شاهد»... كيفَ تشاهد التطبيع مع الاحتلال؟!
إعداد: يافا مقدسي إعداد: يافا مقدسي

منصّة «شاهد»... كيفَ تشاهد التطبيع مع الاحتلال؟!

نشرت مدوّنة «مقاطعة من أجل فلسطين» وهي إحدى منصات مقاطعة الاحتلال وإدانة التطبيع معه، في 13 آذار الجاري 2024، تقريراً بعنوان: معلومات يجب أن تعرفها قبل أن تُشاهد «شاهد» - والمقصود منصّة شاهد الترفيهية التابعة لقناة MBC المتورّطة منذ السنة الماضية في اتفاقية تعاون تجاري وفنّي بينها وبين شركة بارتنر «الإسرائيلية» منذ آذار 2023 بحيث تعرض منصّة «شاهد» مسلسلات «إسرائيلية» إلى جانب العربية. وهذا الموسم الرمضاني تعرض المنصّة المطبّعة 25 مسلسلاً عربياً بينها 4 مسلسلات سوريّة!

تورّط «شاهد» بالتطبيع ليس جديداً، بل يعود - بشكله العلنيّ على الأقل - إلى آذار الماضي 2023، حيث شملت الاتفاقية مع الشركة «الإسرائيلية» باقات اشتراك عبر الهاتف، والدفع باستخدام حسابات بنكية في كيان الاحتلال.

اتفاقيات تطبيعية مع الاحتلال

منذ نيسان 2020، وجهت حركة المقاطعة نداءً إلى الشعب العربي، والشركات المتعاقدة مع مجموعة mbc تطالب بمقاطعتها خلال شهر رمضان حتى تراجعها عن الإنتاجات الفنية التطبيعية التي تقوم ببثها وهي مسلسلات «أم هارون» و«مخرج 7»، وأضافت الحركة في بيانها: «الصمت عن هذه التجاوزات الآن يعني القبول بمزيد من المحتوى الثقافي الذي يروّج للتطبيع مع العدو».
وفي آذار 2023، جددت حركة المقاطعة في بيان لها - واللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة الاحتلال الصهيوني «إسرائيل» وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها - دعوتها للجماهير العربية إلى مقاطعة منصة «شاهد» رداً على الاتفاقيات التطبيعية التي وقعتها مع شركة «بارتنر» الصهيونية، والتي وصفتها الحركة بأنها «ليست إلا انتقالاً مدروساً لمجموعة MBC من التطبيع الخفي الخجول إلى التطبيع العلني».
في تشرين الثاني 2023، وفي ذروة الإبادة الجماعية التي شنها الاحتلال على قطاع غزة، أدانت حركة المقاطعة قيام مجموعة MBC السعودية ومنصتها «شاهد» بحذف مسلسل للفنان المصري، محمد سلام، ردّاً على رفضه المشاركة في أداء مسرحية كوميدية خلال «موسم الرياض»، واعتذاره عن المشاركة عبر تسجيل مصوّر رفض فيه أداء المسرحية في ظل المجازر التي يشهدها قطاع غزة.
في عام 2020، عرضت قناة mbc ومنصتها «شاهد» مسلسل «أم هارون» الذي يتبنى رواية الاحتلال التاريخية المزيّفة حول قيام الكيان، ويتعامى بشكل كامل عن تاريخ النكبة ومجازر الاحتلال الصهيوني وعصاباته بحق الشعب الفلسطيني.
وفي العام ذاته عرضت المنصة مسلسل «مخرج 7» الذي يسعى إلى شرعنة جريمة التطبيع مع الاحتلال، ويقدمها كوجهة نظر تقبل «الاختلاف»، ويقدم آراءً في معركة الشعب الفلسطيني ضد الكيان الصهيوني، مساهماً في ترويج الخطاب التطبيعي الانهزامي مع الاحتلال، وتمرير جرائم الأنظمة والحكومات المطبعة.
في كانون الثاني 2023، عرضت المنصة مسلسلاً حمل اسم «وشوشات من غزة» أنتجه كل من «مركز اتصالات السلام» في الولايات المتحدة، بالتعاون مع صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، وتولت قناة العربية السعودية إصداره باللغة العربية، حيث صدر بـ 6 لغات أخرى، وينقل المسلسل ما أسماها «شهادات لسكان قطاع غزة» يتحدثون فيها عن حلمهم بـ «التحرر من حماس»! فيما يتجاهل بشكل كامل كل ظروف القطاع وما يتعرض له من حصار صهيونيّ وجولات العدوان المتواصلة.

مسلسلات «إسرائيلية» مع حظر للمحتوى المُقاوِم

في تموز 2023، كشفت إذاعة «كان» التابعة لحكومة الاحتلال الصهيوني، أنها أتمت صفقة بيع حقوق بث مسلسل وثائقي يحمل اسم «نبوءة كاسندرا» لمصلحة قناة mbc السعودية ومنصتها الترفيهية «شاهد». المسلسل المذكور، والذي يعتبر أول عمل «إسرائيلي» يعرض على قناة عربية، يروّج لجرائم جهاز مخابرات الاحتلال (الموساد)، ويحاول تسويقها ضمن قوالب «بطولية»، وينسب له هجمات مشتركة مع إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية في أمريكا الجنوبية.
وفي تشرين الأول 2020، وبعد مرور أيام على إعلان التطبيع الإماراتي مع الاحتلال، حذفت منصة شاهد مسلسل «التغريبة الفلسطينية»، من قائمة محتواها المرئي، هذا المسلسل العظيم (سيناريو وليد سيف وإخراج الراحل حاتم علي) والذي يعتبر من أهم ما أنتجته الدراما السورية، وتسبَّب حذفُ «شاهد» له بعاصفة على منصات التواصل الاجتماعي ضد المنصة، وحملة تقييمات سلبية لها على المتاجر الإلكترونية، شارك بها آلاف النشطاء العرب والنجمة الأردنية جولييت عواد من طاقم المسلسل، ما أجبر المنصة على إعادة المسلسل مرةً ثانية خلال ساعات، والادّعاء أنها قامت بحذفه نظراً لانتهاء حقوق العرض المتاحة لها. ولكن مسلسل «التغريبة» اليوم غير موجود على المنصة.
وقد تسببت الحملة التي قادها نشطاء في حينه ضد المنصة المطبّعة في خفض تقييم صفحتها على تطبيق فيسبوك من 4.3 إلى 1.5، وعلى متجري غوغل و«آب ستور» إلى 1.2 ما أجبر المنصة على إخفاء أيقونة التقييم لتطبيقها تجنّباً لحذفه من المتجَرَين.

رأسمال عربي لإنقاذ «البزنس» الصهيوني؟

أصاب رأس المال «الإسرائيلي» والأجنبي المتربح من نظام الاستعمار الصهيوني هلع إضافي نتيجة عواقب الحرب على غزة والاضطرابات التي تعصف بالكيان وحكومته وملف التعديلات القضائية وغيرها، وهو ما من شأنه زعزعة العملة والاقتصاد والمناخ الاستثماري والمخاطر المرتبطة بالاستثمار في كيان الاحتلال. ومن ضمن المؤشرات الهامّة لهروب رؤوس الأموال تحويل مستثمرين «إسرائيليين» مليارات الدولارات من البنوك داخل الكيان إلى بنوك أمريكية وأوروبية. ويجدر بالذكر أن شركة «بارتنر» التابعة لكيان الاحتلال التي تعاقدت معها منصة شاهد التابعة لـ mbc، سبق وأن خسرت تعاقدها مع شركةOrange الفرنسية عام 2016 عقب حملة عربية (مصرية تحديداً) وعالمية طالبت الأخيرة بإنهاء تورّطها في دعم الاحتلال «الإسرائيلي».
وحتى الآن لا يبدو أنّ حملة الإبادة الجماعية المتواصلة التي يمارسها جيش الاحتلال بدعم أمريكي غربيّ في غزة، قد منعت الدراما العربية من متابعة التعاون مع المنصة المطبّعة. فأين موقف القائمين عليها وخاصّة المسلسلات السورية الأربعة التي تُعرَض على «شاهد» (تاج – ولاد بديعة – العربجي2 – أغمض عينيك)؟

معلومات إضافية

العدد رقم:
1168
آخر تعديل على الإثنين, 08 نيسان/أبريل 2024 12:32