وائل قيس وائل قيس

طابور خامس على الهواء

يبدو أن العرب اعتادوا على صور الدمار والمجازر التي تبثها معظم الفضائيات العربية، ولكن ما لم يعتادوا عليه إلى الآن هو تخاذل بعض هذه الفضائيات ووقوفها إلى جانب ما أصبح يسمى اليوم حسب تعبير الآنسة كوندي «دول الاعتدال»، فهذه الفضائيات بدت وكأنه لم يعنها الهجوم الصهيوني البربري على قطاع غزة، فظهرت تغطيتها للخبر وكأنها تبث خبراً عن سيبيريا، أو قطاع يقع في كوكب المريخ، في حين أن معظم المحطات الأخرى بقيت محافظة على نهجها في نقل الصورة الدموية والإحاطة بالحدث من كامل جوانبه.

قناة الـ«LBC» اللبنانية لم تستطع أن توقف برامج الإمتاع والترفيه، بل استمرت على نهجها واستضافت ليلة رأس السنة ثلةً من المتنبئين ليتوقعوا سنةً سوداء على الشرق الأوسط إلى جانب برامج آلاف الدولارات، ولم تكن شقيقتها المستقبل أحسن حالاً، فقد تابعت زيارات الحريري وتصريحاته حول الوضع في لبنان ولم تنس أن تستضيف كارمن شماس لتتوقع للعاشقين سنةً جميلةً صافيةً ملؤها العلاقات العاطفية المستقرة، أما «أخبار المستقبل» فسارعت إلى استضافة محللين ونواب تابعين لقوى 14 آذار للتحدث عن الوضع في القطاع، وكما جرت العادة حملوا سورية مسؤولية القصف الهمجي للقطاع... وكأن سورية هي من أغلق معبر رفح وحاصر القطاع لمدة سنتين!! أما «العربية»  فقد أسفرت عن وجهها الحقيقي، وغردت خارج السرب الإعلامي، حيث اهتمت بقمّة الخليج والأزمة المالية التي تعصف بأسواق البورصة الخليجية فكان ارتفاع الأسهم في البحرين وانخفاضها في الرياض مهماً لدرجة أنها كانت تذكر أخبار القطاع ضمن النشرة العادية، حفظاً لماء الوجه لا أكثر لكنها لم تستح حين وصفت شهداء غزة بـ«القتلى»! في حين قطعت «الجزيرة» كامل برامجها لتقوم بتغطية كاملة للأحداث واستضافت المؤيد والمعارض، واستطاعت القناة القطرية أن تتماهى مع زميلاتها، مثل قناة «المنار» اللبنانية التي عمدت منذ اللحظة الأولى إلى توفير الدعم المعنوي للمقاومة الفلسطينية من خلال استضافتها لمحللين كان لهم شرف المشاركة في انتصار تموز 2006، وجندت «المنار» كامل طاقمها لتغطية أحداث القطاع، وكذلك فعلت قناة «الجديد» التي قسّمت شاشتها إلى قسمين؛ الأول نقل مباشر من غزة، والثاني نقل مباشر لاعتصام القوى الطلابية أمام السفارة المصرية في بيروت. وكذلك فعلت قناة «العالم» و«الفضائية السورية».

معلومات إضافية

العدد رقم:
386