«الحزب خذلنا»: مور نموذجاً عن الاستياء الشعبي الأمريكي

«الحزب خذلنا»: مور نموذجاً عن الاستياء الشعبي الأمريكي

بغض النظر عن إعلان تضامنه وتعاطفه مع المرشحة الديمقراطية «السابقة» للانتخابات الرئاسية الأمريكية والخاسرة فيها، هيلاري كلينتون، تشكل التصريحات الأخيرة للمخرج الأمريكي المشهور، مايكل مور، نموذجاً عن مدى السخط والاستياء الشعبي من البنية السياسية القائمة في الولايات المتحدة ومن النخب المتحكمة بالقرار الأمريكي.

ونشر مور على صفحته الشخصية يوم 9 تشرين الثاني الجاري، موعد إعلان نتائج الانتخابات الأمريكية، ما أسماه «قائمة المهام لصباح اليوم التالي»، داعياً من خلال بنودها الخمسة أعضاء الحزب الديمقراطي والجمهور الأمريكي للخروج من حالة الإنكار وللتحرك والمضي قدماً، مشعلاً خلال 24 ساعة الفضاء الالكتروني والصحفي، بما كتبه على صفحته التي تضم 400,000 إعجاب، عبر أكثر من 180,000 مشاركة لمنشوره هذا على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»..!

وحاول مور عرض رؤيته حول كيف ذهب كل شيء ليغدو كارثياً في سياق حملة الانتخابات الرئاسية للحزب، حيث شملت نصائحه بعض المجالات الخاصة لمعالجة إخفاقات الحزب، بما في ذلك أولاً «السيطرة على الحزب الديمقراطي وإعادته إلى الشعب»، لأن القيمين عليه «قد خذلونا على نحوٍ بائس».

وذهب مور لشرح كيف أن التغطية المنحازة لوسائل الإعلام الأمريكية هي المسؤولة عن «الصدمة» التي تلقاها أنصار كلينتون، فيقول: «على الجميع أن يتوقف عن القول أنه «مذهول» و«مصدوم». ما ينبغي عليكم أن تقولوه هو أنكم قد كنتم تعيشون في فقاعة، وكنتم لا تلتفتون إلى شركائكم الأمريكيين ويأسهم المتنامي. إن أعواماً من الإهمال الممارس من قبل الحزبين، قد غذت نمو الغضب، والحاجة إلى الانتقام من النظام».

وتابع مور: «أطلقوا النار على الخبراء، والمتنبئين كلهم، وعلى استطلاعات الرأي، وأي شخص آخر في وسائل الإعلام ممن يملكون سرديات تريد دفعكم لرفض الاستماع، أو الاعتراف بما كان يحدث على أرض الواقع».

وأوضح مور: أن السبب وراء وصول شخص مثل دونالد ترامب إلى منصب رئيس الولايات المتحدة إنما يكمن في تطبيق «فكرة غامضة وسرية ومجنونة تعود للقرن الثامن عشر تسمى المجمع الانتخابي»، في إشارة إلى 538 شخص يتحكمون عملياً بالعملية الانتخابية وبأصوات الناخبين في نهاية المطاف.

وفي تعبير واضح عن الاستياء على المستويات السياسية والاقتصادية الاجتماعية كافة، قال مور: «إلى أن نغير (نظام الانتخابات هذا) سيكون لدينا على الدوام رؤساء لم ننتخبهم ولم نريدهم»، مضيفاً: «أنتم تعيشون في بلد تقول غالبية مواطنيها أنهم يعتقدون بوجود التغير المناخي، وبوجوب حصول المرأة على أجر مماثل للرجل، وبوجود نظام تعليمي خالي من الديون، وهم لا يريدوننا أن نغزو بلداناً أخرى، وهم يتوقون لرفع الحد الأدنى للأجور، ولقيام نظام رعاية صحية شاملة وحقيقية، تدفع رسومها الأسرة كأسرة وليس أفرادها جميعهم. وإن شيئاً من هذا لم يتغير»..! 

يشار إلى أن مايكل مور خرج أمام قصر ترامب محتجاً على تصريحات الأخير العنصرية، بما فيها بحق المسلمين، التي استخدمها للاستهلاك الانتخابي فيما يبدو. 

ومور أيضاً، خلافاً للكثيرين في داخل الولايات المتحدة وخارجها، كان قد توقع مسبقاً «فوز» ترامب في الانتخابات مورداً خمسة أسباب لذلك، خلص في نهايتها إلى أنه «وبسبب الغضب الذي يشعر به كثيرون تجاه نظامٍ سياسي معطوب، سوف يصوت الملايين لصالح ترامب ليس لأنهم يتفقون معه، أو لأنهم يحبون تعصبه أو انتفاخ ذاته، وإنما فقط لأنهم يستطيعون. فقط لأن ذلك سوف يعكر صفو الوضع الراهن، ويثير غضب آبائهم وأمهاتهم. يشبه الأمر تماماً عندما تقف على حافة شلالات نياجرا ويتساءل عقلك للحظة: كيف سيكون شعور القفز من ذلك الشيء، سوف يحب كثيرون أن يكونوا في موقف محركي العرائس، ويلقون ترامب فقط لرؤية كيف سيبدو ذلك».

وكيبيديا

ولد مايكل مور في 23 أبريل 1954 وهو مؤلف وناشط سياسي ومخرج أمريكي حائز على جائزة الأوسكار، عرف مور بصراحته وجرأته ورؤيته الناقدة للعديد من القضايا، كالعولمة، وحرب العراق، وسيطرة الشركات العملاقة وجماعات العنف المسلحة. 

من أشهر أفلامه «فهرنهايت 11/9»، «الرأسمالية: قصة حب»، «سيكو»..

آخر تعديل على السبت, 12 تشرين2/نوفمبر 2016 15:31