إصدارات اغتصاب كان وأخواتها

بعد كتاب «حطاب الأشجار العالية» المتضمن  مقتطفات من أشعار الماغوط استوحى منها مجموعة من التشكيليين لوحات لهم، وبعد الكتاب الذي صدر عن مؤسسة تشرين متضمناً أهم المقالات والآراء التي كتبت في الماغوط، أنهى الكاتب خليل صويلح، تحرير مجموعة كبيرة من الحوارات التي قام بها الشاعر محمد الماغوط خلال فترات متفرقة من حياته، تحت عنوان اغتصاب كان وأخواتها، قدم صويلح خلال هذا الكتاب صورة واضحة المعالم ومقربة للماغوط، بشكل أشبه بمن يعمل في الموزاييك وهو يجمع القطع المتناثرة والأسئلة المتفرقة وتلتئم مع بعضها مخرجة صورة أقرب إلى البورتريه.

بالرغم من أن صيغة السؤال بدت واضحة في هذا الكتاب إلاّ أن  الحوارات صيغت لتعيد لها الروح مرة أخرى. فبالرغم من إشارة صويلح إلى أن هذا الكتاب محرر عن مجموعة من الحوارات السابقة إلاّ أن الروح ارتدت فيها لتبدو وكأنها خرجت للتو من مخبر محمد الماغوط  حطاب الأشجار العالية، لتظهر آراؤه في الحياة والأدب، أراء مبدئية ثابتة لا تتغير مع مرور الزمن.

تحدث الماغوط عن طفولته ومسقط رأسه مدينة سلمية، وعن انتقاله إلى الشام والسجن لأول مرة، وكيف أصبح واحداً من مؤسسي مجلة شعر، وعن الأماكن التي يحبها وعلاقته مع الأشخاص.

هاهو محمد الماغوط كما هو في هذا الكتاب كما عرفناه ، شخص «لم يغير أقواله أبداً، منذ أول حوار إلى آخر حوار.. حتى تمرده اللغوي والحياتي، لم يتزحزح قيد أنملة، منذ أول قصيدة إلى آخر قصيدة».

...ومما قاله محمد الماغوط

■ الفرح مؤجل كالثأر من جيل إلى جيل، وعلينا قبل أن نحاضر في الفرح أن نعرف كيف نتهجأ الحزن.

■ لم أشعر في حياتي كلها بالحرية.لا يوجد متماسك منذ بدء الخليقة حتى الآن سوى القهر.

■ الطغاة كالأرقام القياسية، لا بد أن تتحطم في يوم من الأيام.

 

■ الوحدة الحقيقية القائمة بين العرب هي وحدة الألم والدموع.