محمود عبد الكريم محمود عبد الكريم

«وحوش السلام.. سلام الوحوش»

 ... «السلام».. لا توجد كلمة في قواميس اللغات الحية أو حتى الميتة.. ابتذلت وأهينت وديست بالنعال مثل كلمة «سلام الشرق الأوسط» وإليكم بعض النماذج:

1 ـ «شارون رجل سلام».. تصريح لجورج بوش قبل سنوات.

2 ـ «أولمرت أساسي في جهود السلام مع الفلسطينيين» .. تصريح آخر للمخلوق ذاته قبل أيام.

●.. وما بين التصريحين سقط ما لا يقل عن مائة ألف شهيد ما بين العراق ولبنان وفلسطين. واغتصب.. بلد من أعرق بلدان الدنيا «العراق»، وسحق بلد من أجمل بلدان الدنيا «لبنان» وصارت على كف عفريت كل الدنيا.

● ... ومع أن تأكيد المؤكد يبعث على السأم ويثير شهية السكتة الدماغية.. لكن دعونا نتذكر:

«الأرض مقابل السلام.. عام 1992 في مؤتمر مدريد فتم: سحق مدن غزة والضفة الغربية ومحو مخيم جنين عن وجه الأرض..»

.. ارتكاب عشرات المجازر التي أتيحت في لبنان والتي توجت في «قانا 1996»

● .. مبادرة السلام العربية .. في قمة بيروت 2002... والذي تشرف الشهيد القائد ياسر عرفات بعدم حضروها.. فحوصر في غرفة واحدة.. وصار ضمير العالم المتحضر الديمقراطي «وهو رئيس منتخب».. صار في حذائه «أي ضمير العالم المتحضر».. وتحول كل الكذب الذي سمعناه على مدى ثلاثة قرون إلى مبصقة.

ـ «.. ولا بد أن نمر على سلام كامب ديفيد الذي أنتج فيفي عبدو وحسني مبارك.. وأيمن نور..

فيفي استحت واعتزلت.. وأيمن خجل ودخل السجن.. وبقي حسني مبارك رئيساً للجهورية سعيداً مزهواً فخوراً، ولم يعد لديه ما يحمي به «السلام» إلا النفخ في نار الفتنة المذهبية التي لو ضبطت معه «لسقط عشرات الملايين من أجل حماية كازينوهات السلام في شرم الشيخ».

● .. أما مبادرة «توماس فريدمان» التي أعلنها الأمير الملك عبد الله بن عبد العزيز في بيروت «2002» وفي الرياض «2007» فقط سبقتها فتوى ذبح لبنان من الوريد إلى الوريد.. والوريد اللبناني يصل إلى الحسكة بالحد الأدنى».

● «أما بندر السلام فقد فسره عبد الله الثاني» بأنه يعني «بعد مباحثات العقبة وتل أبيب وجدة وغيرها» ـ إلغاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين.. وهو تفسير يعني بدون أي لف أو دوران..: إلغاء الشعب الفلسطيني وقضيته وشهدائه وقدسه وأقصاه وكرمله ونقبه وخالد عبد الرحيم ومحمود درويش وغسان كنفاني.. وأبو جهاد الوزير والرنتيسي ومحمد درة..الخ.

● حتى صرنا كلما سمعنا كلمة «سلام» توقعنا مذبحة.. وكلما أطلق أحدهم «مبادرة سلام» جهزنا الفاتحة على روح بلد.. وكلما «أطلقوا صرخة سلام تطاولنا لمشاهدة فتنة».

● .. إن ألف حرب.. أقل كلفة من هذا «السلام» الذي طرد «عزمي بشارة» من فلسطين... «توطئة» لطرد «عرب 1948» في آخر خبر عاجل على شريطه الإخباري.

● تختلط المفاهيم.. يمتزج إيقاع الكلمات.. تفقد مغزاها... يتعهر معناها.. ينسفح دمها وعرقها وماء وجهها.. «تفوت الكلمات ببعضها دون أن تقبض على حقيقة واحدة من يدها أو عنقها أو ذيلها.. سلام.. تطبيع.. إرهاب.. ديمقراطية.. مجزرة.. فتنة.. انتخابات.. فتوى ابن جبرين.. «حق التعويض من عبد الله الثاني- مذابح العراق.. مذبحة فلسطين منذ 87 عاماً.. تقسيم المشرق العربي.. إبادة الأنواع.. محكمة دولية.. تحويل لبنان إلى كبة نية.. أشلاء عمال سوريين.. «مناضلون لا ينطقون بحرف عن ذلك».. «الرئيس الشهيد رفيق الحريري.. الشهيد الحي مروان حمادة.. نوري المالكي «أطفال الجنوب وغزة ليسوا شهداء»..

● .. سلام.. للحمّامات.. سلام للراقصات.. سلام للجرذان حملة الطاعون.. سلام للكلاب المسعورة «سلام بول بريمر» (هل نسيتم..؟) 600 مليار دخل أمراء النفط 2006.. سلام سمير جعجع فوق جثة الطفلة مايا فرنجية..

● سلام.. بملايين القتلى.. ومئات القرارات الدولية لحماية مرتكبي مذابح «هذا السلام».

● .. تنظر إليهم طويلاً ولا تجد كلمات في الدنيا ولا في أي قاموس محيط.. ولا حتى في لغة «النياتدرتال.. ورجال الجليد الذي واجههم «ابن فضلان».. تقولها لهم إلا كلمة واحدة تكررها حتى تغيب عن الوعي:

«وحوش».. وحوش.. وحوش.. وحوش..

وحوش.. وحوش وحو.........

كلمة أخيرة..

«تفوه على كون يحملكم أو يحتملكم ولا منزلة هنا بين المنزلتين»: سلام من وحوش.. كيف؟؟

آخر تعديل على الثلاثاء, 20 أيلول/سبتمبر 2016 13:44