لن يعدموا الذريعة..!
يستطيع المتتبع الجدّي لمواقف القوى السورية المختلفة «معارضة» و«موالاة»، أن يلتقط لدى جزء منها جملة من الذرائع والحجج التي اشتغلت بها ضد الحل السياسي عبر مراحله وتطوراته المختلفة..
يستطيع المتتبع الجدّي لمواقف القوى السورية المختلفة «معارضة» و«موالاة»، أن يلتقط لدى جزء منها جملة من الذرائع والحجج التي اشتغلت بها ضد الحل السياسي عبر مراحله وتطوراته المختلفة..
إن الميل الواضح على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي هو الاتجاه نحو الحلول السياسية لكل الملفات العالقة، بسبب التغير الواضح بميزان القوى الدولي والذي تجسده مجموعة البريكس.
تجري هذه الأيام تحضيرات الجولة الثانية من اجتماع موسكو الذي سيعقد في نيسان المقبل على ما تقول المصادر المختلفة الرسمية وغير الرسمية. وفي الأثناء تتصاعد محاولات عرقلته أو تخفيض وزنه أو حتى تأجيله إن أمكن، من الأطراف ذاتها التي اشتغلت ضد الجولة الأولى منه، وبالوسائل ذاتها تقريباً مضافاً إليها بعض التنقيحات والتعديلات الشكلية..
أجرت إذاعة «ميلوديFM» مطلع الأسبوع الماضي لقاءً مع الرفيق علاء عرفات أمين حزب الإرادة الشعبية، وعضو قيادة جبهة التغيير والتحرير، وركّز اللقاء على اجتماعات موسكو التشاورية وآفاقها، كما تطرق لآخر تطورات التغير في ميزان القوى الدولي والإقليمي، وفيما يلي بعض النقاط التي تناولها النقاش:
تتقاطع الدعاية السياسية- الإعلامية لمتشدّدي الموالاة مع متشدّدي المعارضة في الهجوم على عناصر الحل السياسي ومفرداته. ذلك الهجوم يتخذ مؤخراً شكل التشكيك و«الطعن» في «أهلية» المعارضة وقدرتها على الخوض في قضايا الحوار والحل السياسي، في ظل التحولات التي تشهدها منذ انفتاح أفق الحل السياسي من جديد
تشهد الساحات الإقليمية المختلفة تسارعاً متزايداً في تعبيرها عن التوازن الدولي الجديد. ويظهر التغير في موقف فرنسا من المسألة الأوكرانية عبر «رباعية النورماندي» بوصفه جزءاً من المشهد الإقليمي الأوروبي المتغير، الموقف الذي يظهر استقلالاً نسبياً لباريس عن السياسة الأمريكية في أوكرانيا، وإن كان ذلك الاستقلال لم يصل حد التعبير عن نفسه على المستوى الدولي وفي جميع الملفات حتى اللحظة ولكنّه خطوة هامة على الطريق، يلي ما سبق لألمانيا أن أبدته في الإطار ذاته من استقلال نسبي أعلى من جارتها الأوربية، عن سياسات "العم سام".
أعلن فيتالي نعومكين مدير معهد الاستشراق في روسيا ومنسق الحوار السوري- السوري أن مشاورات موسكو سوف تُستأنف بحلول نيسان المقبل وليس في آذار بسبب ضيق وقت التحضيرات أمام الجهة الداعية المتمثلة في وزارة الخارجية الروسية.
برز التدخل الخارجي بوصفه ملفاً أساسياً من ملفات الأزمة السورية منذ انفجارها في عام 2011، على الرغم من أنّ هذا التدخل كان قد بدأ قبل ذلك بسنوات عديدة. وقد كانت السمة الأساسية للتدخلات الخارجية المتنوعة والمتعددة هي التصاعد المستمر، بحيث يضاف كل مستوى نوعي جديد من التدخل إلى المستويات السابقة التي لا تتوقف بدورها.
يتابع الخط البياني لقيمة الليرة السورية «أحد مظاهر السيادة الوطنية» السير ضمن ميله العام المنحدر، موسعاً من دائرة ضحايا الأزمة السورية. أكثر الإحصاءات تفاؤلاً تحدثت قبل أكثر من سنة عن تراجع الناتج الإجمالي المحلي إلى نصف ما كان عليه قبل الأزمة، وصمتت..! ووضع هذا الناتج الآن أسوأ بكثير مما كان عليه حينها، مضافاً إليه بضعة عناوين لا أكثر:
قدمت الدعاية السياسية- الإعلامية لمتشددي «الموالاة» شعارات متباينة ومتناقضة في فترات مختلفة من عمر الأزمة السورية، وتبدلت هذه الشعارات مراراً وتكراراً حسب الظروف والمعطيات..