انقطاع الطريق إلى الشمال! أنعش سوق البيض والفروج بدمشق

انقطاع الطريق إلى الشمال! أنعش سوق البيض والفروج بدمشق

"مصائب قوم عند قوم فوائد" مقولة أفرزتها حالة الطريق الدولي الواصل بين دمشق وحمص، أو ربما هو وضع مؤقت تدل أسبابه على حالة عدم الاستقرار وضعف القدرة على تأمين المواد وضبط أسعارها، فمنذ بدأت أسعار الفروج والبيض في الأشهر الثلاثة الأخيرة بالانخفاض، تتالت التساؤلات والاستفسارات عن السبب.. بحثت قاسيون في السبب ليتوضح أن الأمر لا يتعلق بتحسين ظروف الإنتاج أو انخفاض أسعار المستلزمات المستوردة مع انخفاض سعر الصرف، وإنما يتعلق بوضع مؤقت، وتأثير للظرف الامني..

بما لا يدع مجالاً للشك أو التخبط، أوضحت مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في دمشق لـ(قاسيون)، السبب الكامن وراء هذا الانخفاض في السعر، بأنه "عدم استجرار مادة البيض من قبل المناطق الشمالية، بسبب الأوضاع الراهنة على الطريق الواصلة بين دمشق وحمص".

السعر .. انخفض ولكن دون المأمول!

انخفض سعر صحن البيض خلال شهر تشرين الثاني بنسبة 4% مقارنة مع سعره خلال شهر تشرين الأول حيث كان يباع بسعر يصل أو يتجاوز 700 ل.س، كما انخفض سعر صحن البيض خلال بداية شهر كانون الأول بنسبة 8% بالمقارنة مع سعره خلال شهر تشرين الثاني حيث كان سعره 670 ل.س.
فيما بدأ انخفاض تدريجي  في شهر أيلول لمنتجات الفروج، حيث شهدت أسعار الفروج في دمشق انخفاضاً بنسب لا تتجاوز الـ15%، وأصبح سعر كيلو الشرحات ألف ليرة بدلاً من 1300، والوردة من 900 ليرة إلى 750 ليرة، وبقية الأجزاء تتراوح بين 500 و650 ليرة بسبب بدء طرح الفروج الإيراني المستورد.
وتناقلت الصحف المحلية ووسائل الإعلام نشرات الأسعار الصادرة عن مديريات التجارة الداخلية في المحافظات، لمراقبة وتتبع انخفاض أسعار الفروج والبيض، الذي برز في تلك النشرات ولو بشكل طفيف، وبينت مايلي:

في دمشق :

سعر الفروج الحي      سعر البيض    التاريخ
360          640       بداية شهر كانون الأول
330            -       نهاية شهر تشرين الثاني
485          700       22 تشرين الأول

في ريف دمشق :

سعر الفروج الحي    سعر البيض    التاريخ
335          650            2 كانون اول
355            -            7 تشرين تاني
400          650             19 أيلول


وفيما يخص احتساب أسعار البيض والفروج قبل طرحها في النشرات الدورية، تجري العملية  عبر دراسة الكلف الحقيقية للفروج، بدءا من المداجن وإضافة نسب الأرباح المقررة ويتم تسعير كافة أجزاء الفروج بناء على ذلك والسعر قد يختلف عن أسعار السوق لأن مديريات التجارة تعتمد أسس موضوعية للتسعير وليس بناء على أسعار التجار، حيث تصدر نشرة الأسعار من خلال رصد حقيقي للأسعار، بدءا من المداجن إلى تجار الجملة والمفرق حسب فواتير الشراء المتداولة بين هذه الحلقات، وبالتالي تكون الأسعار مجارية للسوق، ومع ذلك فهنالك بعض المحلات تبيع بأسعار أعلى وتتم مخالفتها من عناصر حماية المستهلك.

الاستيراد: خارج الاتفاقيات وبلا أثر..

عمليات الاستيراد بحسب مصادر من وزارة التجارة الداخلية مستمرة حيث يتم حالياً تنفيذ عقد استيراد 5 آلاف طن من الفروج الإيراني المجمد، إضافة لاستيراد 3 آلاف طن فروج مجمد من دول صديقة، كما منحت وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية رخصة لأحد رجال الأعمال السوريين لاستيراد ٥ آلاف طن من الفروج المجمد منشأ برازيلي بسعر ١٦٠٠ يورو للطن الواحد تسليم دمشق، وهذه الكمية مستوردة لمصلحة مؤسسة الخزن والتبريد ومنها إلى المؤسسات الاستهلاكية وهو الأمر المستغرب بناء على أن الاتفاقية الائتمانية مع إيران لم تعمل بنفس الوتيرة المتاحة، وكان تدفق الكميات بأقل قدر ممكن..ليتاح ربما لمستوردين محددين بتامين حاجات مؤسسات التدخل الإيجابي!! وبكل الأحوال فإن الكميات المستوردة غير قادرة على تغطية حاجات العاصمة التي تغص بسكانها ووافديها..

قطاع المليون.. تدارك متأخر

وفي خطوة متأخرة لاستدراك وضع قطاع الدواجن في سورية، الذي توقفت 90% من المداجن العاملة فيه، والذي يشغل حوالي 1 مليون مرتبطين بعمليات إنتاجه وتسويقه.. وافق مجلس الوزراء في آب الماضي على توصية اللجنة الاقتصادية المتضمنة تكليف وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي  -المؤسسة العامة للأعلاف - بتأمين مقنن علفي خاص بالدواجن حسب الحاجة التي تقدرها الوزارة للتدخل الإيجابي بالسوق، لاستقرار الأسعار وبيعه للمربين بسعر التكلفة، وكذلك تكليف وزارة الكهرباء بتطبيق تعرفة استجرار الطاقة الكهربائية لمنشآت الدواجن وملحقاتها، وفق التعرفة المفروضة على المشاريع الزراعية، والتنسيق مع وزارة الزراعة بخصوص تحديد هذه المنشآت.‏‏
وكلف المحافظات بإعطاء الأولوية لتسليم منشآت قطاع الدواجن ومشاريعها مادتي المازوت والغاز،  والطلب من وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية السماح بإدخال بيض التفريخ لأُمّات البيّاض بدون إجازة استيراد أسوة باستيراد صيصان أُمّات البياض والفروج والجدات، وتسهيل مرور البرادات المحملة بالصوص وبيض الفقس، والطلب أيضاً من وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك تسعير منتجات الدواجن حسب واقع أسعار تكاليف الإنتاج الحقيقية لهذه المنتجات وأجور النقل في الظروف الحالية وبما يحقق مصلحة المنتج والمستهلك، وتوجيه المؤسسة العامة للخزن والتسويق بإلغاء الـ 10 % نسبة تسليمات التصدير المفروضة على مصدري الدواجن.

تفسير (البضاعة الغريبة) في السوق..!

برر رئيس "الجمعية الحرفية بدمشق" للحامين محمد بسام درويش انخفاض أسعار مادة الفروج في أسواق دمشق تحديداً بتوفر المادة بكميات كبيرة وزيادة التنافس وضعف السيولة للمواطنين، في الوقت الذي تعرض فيه في أسواق دمشق كميات من الفروج المجمد تختلف عن الفروج الإيراني المستورد نظامياً، والذي يباع عبر "المؤسسة العامة للخزن والتسويق".‏
وفي سؤاله حول أنواع الفروج المبرد التي تتواجد في الأسواق وبسعر أقل من أسعار المؤسسة، أوضح أن "الفروج المجمد الذي يباع بأسواق دمشق لاسيما في سوق باب سريجة، يتم تداوله بفواتير نظامية وأغلبه من محافظة حماة ونوعياته وعروضه جيدة، وهناك إقبال عليه من قبل المواطنين و يباع مجزأ كأفخاذ بسعر الكيلو 450 ليرة".‏
وقد كان العديد من المواطنين يثيرون الأسئلة حول مصدر الفروج المجمد الذي يباع على البسطات وأمام محال اللحامين، وهل هو مهرب أم نظامي نظرا لسعره الرخيص قياسا للفروج البلدي، حيث يباع في الأسواق فروج مجمد غير مؤكد المصدر، كما تباع أجزاء الفروج المجمد بسعر أقل من سعر الفروج المحلي بفوارق تصل إلى 200 ل.س/ كغ.
وحول ذلك بيّن مدير التجارة الداخلية في دمشق باسل الطحان أن "للفروج المجمد المستورد مصدرين، الأول إيراني ومستورد لصالح المؤسسة العامة للخزن والتسويق، ويتم بيعه من خلال منافذ البيع لديها بسعر 400 ل.س/ كغ، ومصدر تركي مهرب إلى السوق بشكل غير نظامي، وقد ضبطت بعض الحالات في الأسواق وتمت مصادرتها واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المخالفين".

التكلفة بين سعري صرف!!

وفق تقديرات قاسيون لتكلفة إنتاج كغ الفروج في شهر آب من عام 2013، فإن تكلفة الكغ في المدجنة بلغت 360 ل.س.. وقد تم احتساب التكلفة على أساس سعر صرف 200 ل.س/$ حيث لتغيرات سعر الصرف أثر كبير على كلفة الإنتاج نظراً لكون 73% من مستلزمات الإنتاج مستوردة، وبالتالي فإن انخفاض سعر الصرف اليوم وثباته عند حدود 150 ل.س/$ ينبغي أن يخفض سعر الفروج بحدود تقترب من 25% ، حيث انخفضت تكلفة العلف للكغ من 110 إلى 80 ل.س، بينما انخفض سعر الصوص من 170 ل.س إلى 80-90 ل.س، أما الأدوية فانخفضت بنسبة 10%.. ليبقى السعر مع تكاليف التدفئة وارتفاع النقل في حدود 320 ل.س/كغ.