مؤشرات جديدة عن تعاون عسكري مرتقب بين إيران ودول الخليج

مؤشرات جديدة عن تعاون عسكري مرتقب بين إيران ودول الخليج

الاهتمام الذي تلقاه العلاقات السعودية الإيرانية لا يعتبر اهتماماً مبالغاً به، فالتقارب الذي نشهده مؤخراً يصب في مصلحة كل دول المنطقة، ويمهد للتوسع في هذه التفاهمات، وبالتالي، ارتفاع حظوظ الحلول التوافقية لأزماتنا العاصفة، ومن هذه النقطة بالذات نجد العلاقات بين البلدين موضوعة تحت المجهر على مدار الساعة، وخصوصاً، أن هناك تطورات يمكن رصدها يومياً.

ا يمكننا التنبؤ بآفاق العلاقة التي يمكن أن تصل لها العلاقة الثنائية السعودية- الإيرانية، فمن جهة هناك مشاكل تراكمت لعقود مضت، ومن جهة أخرى هناك مجالات واسعة للتعاون، وفي كافة الميادين يصعب حصرها.
100 يوم فقط!
بعد مضي 100 يوم على اتفاق عودة العلاقات بين إيران والسعودية يتجاوز البلدان العقبات واحدة تلو الأخرى، ونجحتا مؤخراً في إسكات بعض الأصوات المشككة، حين جرى الإعلان عن فتح السفارة الإيرانية في الرياض، والمضي قدماً في الخطوات المماثلة لفتح السفارة السعودية في طهران. والأكثر من ذلك، أن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، أنهى منذ أيام زيارة إلى طهران كانت الأولى لمسؤول سعودي رفيع المستوى منذ سنوات طويلة. وأعلن خلالها عن تسليمه دعوة للرئيس الإيراني لزيارة المملكة في أقرب وقت، وإذا ما نظرنا إلى الأسابيع القليلة التي أنجز فيها البلدان كل هذا، يمكننا أن ندرك أن القيادتين الإيرانية والسعودية تتعاملان مع إعادة إحياء العلاقات بوصفها مسألة ملحة لا تحتمل التأخير. بل إن الإعلان الذي أطلقه قائد القوات البحرية الإيراني شهرام إيراني منذ أسابيع، عن إمكانية تشكيل تحالف بحري يضم دول من منطقة الخليج إلى جانب إيران، بدا إعلاناً متسرعاً للوهلة الأولى، وخصوصاً أنه جاء على لسان مسؤول عسكري إيراني دون تأكيد أو نفي من قبل الدول المعنية الأخرى، لكن المؤشرات المتداولة في الأسبوع الماضي باتت ترفع من حظوظ تشكيل «تحالف بحري» بغض النظر عن تسميته. فبن فرحان قال من إيران: إن طهران والرياض لديهما التزام مشترك بالنسبة لأمن المنطقة، مؤكداً على أهمية تعاون البلدين في الأمن الإقليمي، وخص بالذكر «الأمن البحري والحد من انتشار الأسلحة في المنطقة».
ليس تأكيداً رسمياً بعد!
تصريحات بن فرحان هذه لا يمكن التعامل معها بوصفها تأكيد سعودي رسمي على التحضير للإعلان عن التحالف الذي تحدث عنه إيراني، لكنها في الوقت نفسه تؤكد: أن مباحثات في هذا الخصوص تجري بالفعل، وأن الرياض ترى أيضاً في طهران طرفاً يمكن التعويل عليه في بحث ملف الأمن البحري، في واحدة من أكثر مناطق العالم حساسية. وفي سياق متصل نشرت وزارة الخارجية الروسية بياناً على موقعها، حول اللقاء الذي جمع الممثل الخاص لرئيس روسيا الاتحادية للشرق الأوسط وبلدان إفريقيا، نائب وزير خارجية روسيا ميخائيل بوغدانوف مع مدير إدارة التخطيط السياسي بوزارة خارجية المملكة العربية السعودية رائد قرملي، وأشار البيان أيضاً إلى تأكيد الجانبين على أهمية «إقامة نظام موثوق للأمن الجماعي والتنمية المستدامة في منطقة الخليج، يقوم على مبادئ الاحترام المتبادل وحسن الجوار» لتشير هذه الكلمات إلى أن دوراً روسياً يبدو حاضراً في المشاورات حول «نظام الأمن المشترك» أو «التحالف البحري».

معلومات إضافية

العدد رقم:
1127
آخر تعديل على الإثنين, 19 حزيران/يونيو 2023 16:20