استخدام الوباء كذريعة لتعزيز دولة القمع

استخدام الوباء كذريعة لتعزيز دولة القمع

 منحت ظروف الإغلاق غطاءً ممتازاً لعدد من الاعتقالات الانتقائية، وقلّصت من احتمال شنّ حملة جماهيرية في الشوارع لمناهضة هذه العمليات. في الكثير من البلدان «الديمقراطية» شهدنا ارتفاعاً حاداً في قمع الدولة لأولئك الذين تجرأوا على العمل من أجل مستقبل أفضل. نأخذ بعض الأمثلة:

بيبول ديسباتش
إعداد قاسيون

الهند

تستمر الحكومة في عمليات قمع المعارضين السياسيين والأقليات لتعزيز جدول أعمالها المناهض للشعب. قامت شرطة دلهي باستهداف مجموعة كبيرة من قادة حملة معارضة قانون المواطنة، واعتقلتهم وألقت باللائمة عليهم على العنف المستخدم ضدهم. حدث ذات الأمر في الولايات الأخرى التي يحكمها الحزب اليميني الحاكم.

فلسطين

استخدم الكيان الصهيون وباء كوفيد-19 كذريعة لاعتقال واحتجاز الكثير من الناشطين الفلسطينيين، من بينهم الكثير من الطلاب، وذلك رغم المخاوف الخطيرة من تهديد الفيروس لهم في المعتقلات. كما استمرت الحكومة الصهيونية بهدم منازل الفلسطينيين واستخدمته قوات الاحتلال لمواصلة سرقة الأراضي الفلسطينية، وتعزيز مشروعها لبناء المزيد من المستوطنات غير الشرعية، وطرد أصحاب الأرض الشرعيين بالقوة.

كولومبيا

سِجل حقوق الإنسان لحكومة اليمين المتطرف الكولومبية هو الأسوأ في المنطقة. وباستخدام ظل الإغلاق لأجل الوباء، شددت الحكومة هجماتها على الحركات الاجتماعية وأغمضت عينها عن اغتيال القادة الاشتراكيين والمدافعين عن حقوق الإنسان بما يرقى ليكون جريمة إبادة.

وفقاً لتقرير مؤسسة دراسات السلام والتنمية فقد تمّ في 2020 اغتيال 310 قادة اشتراكيين ومدافعين عن حقوق الإنسان، وارتكاب 90 مذبحة وقتل 65 من المشاركين في قوات كولومبيا الثورية، الذين وقعوا اتفاق سلام مع الحكومة.

كما تمّت مواجهة الاحتجاج الجماهيري في بداية أيلول الماضي، بسبب قتل الشرطة لخافيير أوردونيز، بقمع وحشي من قوات الأمن أدى إلى قتل 13 شخصاً، مع جرح أكثر من 400 شخص آخر ين، وحبس المئات دون محاكمة.

تايلاند

بدأ عام 2020 في تايلاند بإطلاق جندي النار، وقتل 30 شخصاً وجرح المئات من حزب المعارضة، وحلّه من قبل المحكمة العليا بناء على طلب من الحكومة المدعومة من الجيش. واستمر قمع الحريات حتّى انفجار الاحتجاجات في وسط تموز على طول البلاد، لينتهي الأمر بالحكومة لفعل عكس ما طلبه المحتجون عبر إعلان حالة الطوارئ وتوجيه مئات تهم «إهانة الملكية» وحبس المحتجين، وإغلاق وسائل الإعلام التي غطت الاحتجاجات.

الفلبين

رغم بدء العام بهدنة بين الحكومة والمتمردين الشيوعيين، فقد تدهورت. وقد برزت الهجمات على وسائل الإعلام بشكل خاص مع حبس الصحفيين، أمثال: ماريا ريزا، وإغلاق محطات البث الوطنية، مثل: ABC-CBN، وقتل المذيعين اليساريين، أمثال: فيرجيلو ماغنز.

كما كان على الفلبينيين أن يتعاملوا مع استخدام الوباء كغطاء لإصدار قانون مكافحة الإرهاب القمعي. وقد أدت جهود النشطاء والقادة القاعديين إلى صدور قرار عن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بوجود دلائل على أنّ الحكومة مذنبة بارتكاب جرائم محتملة ضد الإنسانية.

الولايات المتحدة

شهد عام 2020 أكبر الانتفاضات المستمرة في تاريخ الولايات المتحدة. ملايين نزلوا إلى الشوارع في طول البلاد، على خلفية مقتل جورج فلويد. لكن تمّت مواجهة هذه الانتفاضة بالعنف من قبل الشرطة المحلية والعملاء الفدراليين الذين تمّ إرسالهم بناء على طلب من المسؤولين المحليين في الحكومة الفدرالية.

ولم يكن القمع مقتصراً على الهجوم العنيف للشرطة، فقد تمّ اعتقال واتهام أكثر من 300 ناشط متظاهر بجرائم فدرالية تتراوح ما بين الجنايات والجنح، ناهيك عن اعتقال الآلاف لمدد قصيرة وإطلاق سراحهم بعد تعرضهم لمعاملة عنيفة.

معلومات إضافية

العدد رقم:
999