«هواوي» تتّجه شرقاً

«هواوي» تتّجه شرقاً

أعلنت شركة الهواتف الخلوية «هواوي» عن إجرائها مفاوضات مع العديد من شركات التكنولوجيا الروسية، وذلك من أجل إنشاء مشاريع مشتركة واستخدام تكنولوجياتها، مما سيساهم في زيادة مبيعات الشركة الصينية في السوق الروسية، إضافةً إلى ذلك فإن الشركة استبدلت نظام تشغيل «أندرويد» بنظام خاصّ بها يدعى «هونغ ميغ»، وقد أكّد رئيس الشركة بأنّ هذا النظام بات أسرع من «أندرويد» و«ماك أو إس».

تعاون روسي صيني رغم وعود التهدئة الأمريكية
على الرغم من تعهد الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» برفع بعض القيود عن مبيعات التكنولوجيا الأمريكية للشركة الصينية «هواوي» في أعقاب قمة العشرين، إلّا أنّ جسور الثقة المهتزة أصلاً بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية بدأت تنهار شيئاً فشيئاً، فالحرب التجارية بين البلدين حتى وإن هدأت بين فترةٍ وأخرى، إلّا أنّها مستمرة بحكم الظرف الموضوعي الذي تمرّ به الولايات المتحدة الأمريكية اليوم، فهي مضطرة في ظلّ سعيها إلى تنظيم تراجعها إلى السير بمنطق العقوبات إلى الحد الأقصى، وخصوصاً على البلدان التي تشكّل خطراً كبيراً عليها سواء بالمعنى العسكري- السياسي (إيران) أو بالمعنى الاقتصادي (الصين)، فالصينيون اليوم لديهم إمكانية عالية للسيطرة على سوق الجيل الخامس– الذي لا تملكه الولايات المتحدة- وعلى سوق التكنولوجيا عموماً، وبالتالي فإنّ هذه العقوبات ستصعّب التعامل مع شركة «هواوي» من قبل باقي البلدان والشركات في العالم. وهذا ما تريده الولايات المتحدة، ولكن كالعادة: البدائل موجودة دائماً لدى البلدان الصاعدة.
تعاون نووي أيضاً
ضمن عنوان التعاون الواسع الذي يَسم العلاقات الروسية الصينية اليوم، يتفرّع التعاون النووي كجزء أساسي أيضاً من هذه العلاقات، حيثُ قامت شركة «تفيل» التابعة لمؤسسة «روس آتوم» الروسية للطاقة الذرية، بتزويد مفاعل الصين التجريبي السريع «CEFR» بشحنة من الوقود اللازم، ويتم بالتزامن مع مشروع المفاعل السريع هذا، تشييد مفاعل سريع ثان «CFR-600 » باستطاعة 600 ميغاواط في مقاطعة فوجيان جنوب شرق الصين، وقد دخل عقد تزويد الوقود النووي الخاص به حيّز التنفيذ مطلع 2019.
العقوبات تزيدُ العزلة
إنّ القول: إنّ العقوبات الأمريكية لم تأتِ بشيء ولم تحقّق أية نتائج هو قولٌ خاطئٌ، ولكن بالمقابل فإنّ تصوير الولايات المتحدة على أنّها ابتلعت العالم ووضعته تحت إبطها عن طريق إضعاف أعدائها بمنطق العقوبات، هو أشدّ خطأً، فهذه الرؤية القاصرة باتت قديمة، وبات العَلكُ المستمر بها مهزلة سياسية على المستوى الرفيع.
فبالنظر إلى مُجمل نتائج العقوبات الأمريكية سواءً على إيران أو روسيا أو الصين، يُمكننا أن نرى بوضوح مدى التعاون وتعميق العلاقات الذي أحدثته هذه العقوبات بين الدول المُعاقَبة، فهذه الدول هي دولٌ غنية بالمعنى الاقتصادي، ولديها ما يكفي من موارد وطاقات للاستغناء عن التعامل مع الولايات المتحدة، والتي تضعُ نفسها بذلك خارج إطار العلاقات الدولية الجديدة، وهذا ما شاهدناه في التعاون التكنولوجي والنووي بين روسيا والصين مؤخراً.

معلومات إضافية

العدد رقم:
923