مسلسل مضيق هرمز، أيّ إنتاج هذا؟
ملاذ سعد ملاذ سعد

مسلسل مضيق هرمز، أيّ إنتاج هذا؟

يستمر مسلسل التصعيد البحري في الخليج العربي ومضيق هرمز حيث تتوالى الحوادث والمستجدات بالظهور بشكل شبه يومي، كان أبرزها في الأسبوع الماضي ما قيل من «إسقاط الأمريكيين لدرون إيرانية» واحتجاز الإيرانيين لناقلة نفط بريطانية جديدة.

يبدو أن واشنطن وحلفاءها في أوروبا والخليج العربي قد جعلوا من مضيق هرمز هدفاً ذا أولوية بمحاولة لخنقه كممر بحريّ ونقطة يجري الضغط على إيران من خلالها بغاية التصعيد لإضعاف شروطها بالاتفاق النووي، وللحدّ من نشاطها الاقتصادي ومنه النفط تحديداً... إلّا أن النتائج لكل هذه المجريات لا تسير لمصلحة صانعيها الغربيين، على العكس، حيث يضعف موقعهم بمقابل تقدّمٍ لإيران نفسها.

«خطأ راكور» قد تكون الطائرة أمريكية؟

بتمثيلية فيما يبدو للردّ على إسقاط إيران لطائرة مسيّرة أمريكية قبل أسبوعين، ادّعى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ترامب، إسقاط بحريته في الخليج العربي قرب مضيق هرمز لطائرة مسيّرة إيرانية يوم الخميس، الأمر الذي نفته الخارجية الإيرانية تماماً معلنةً عدم فقدانها أيّ من طائراتها في هذا اليوم، وأصدرت تسجيل فيديو عن طائرتها يثبت عودتها إلى قاعدتها بسلام ليشكل دليلاً عن صحّة قولهم بمقابل غياب أي دليل من الطرف الأمريكي، بل وسخر الإيرانيون من واشنطن حينما قال عباس عراقجي المساعد السياسي لوزير الخارجية الإيراني: «نحن قلقون من أن تكون سفينة «بوكسر» الأمريكية قد أسقطت طائرة مسيرة أمريكية بالخطأ». لتوضع واشنطن بموقع حرجٍ جداً على الأقل وفي الحدّ الأدنى، إعلامياً وسياسياً.

حبكة ضعيفة

أمّا فيما يتعلق بمضيق هرمز نفسه، وتدخّل بريطانيا الأخير في التوتير والتصعيد هناك، ادّعت لندن احتجاز إيران «لناقلتي نفط» في المضيق، متباكية بذلك على «حرية وأمن الملاحة والتجارة» في المضيق، كما يقال في اللغة الشعبية «ضربني وبكى، سبقني واشتكى». لكن نفت إيران بدورها هذا التصريح معلنة احتجاز ناقلة واحدة فقط، مصدرة تسجيل فيديو لعملية الاحتجاز نفسها، وموضحة أنَّ الأسباب خلفها، مخالفتها قوانين الملاحة، واصطدامها بسفينة صيد في مضيق هرمز، حيث قال مدير الملاحة البحرية في محافظة هرمزغان الإيرانية، مراد عفيفي بور: إن «القوات العسكرية البحرية الإيرانية استجابت لطلبنا باحتجاز الناقلة البريطانية بعد أن قامت بخرق القوانين وأطفأت أجهزة التتبع، وخرجت عن مسارها في مضيق هرمز» مضيفاً: «وجه الحرس الثوري عدة تحذيرات للسفينة البريطانية، إلّا أنها لم تستجب، واصطدمت بسفينة صيد في مضيق هرمز قبل احتجازها» أيّ أن طلب الاحتجاز هذا جاء من مؤسسة موانئ محافظة هرمزغان الإيرانية، وليس له أسباب سياسية أو عسكرية. ويتوضح فيما بعد أن الناقلة «ستينا إمبرو»، لا تحمل أية شحنة على متنها.

 

معلومات إضافية

العدد رقم:
923
آخر تعديل على الإثنين, 22 تموز/يوليو 2019 12:51