:تحت نيرالاحتلال مؤتمر وطني «أفغاني» في العراق!!

انعقد في بغداد يوم 15 آب الجاري ماسمي بـ «المؤتمر الوطني العراقي» على غرار ماجرى في أفغانستان، بتوجيه من قوى الاحتلال وتحت إشرافهم ولذلك فإن تسمية المؤتمر بأنه «وطني» لايتطابق مع الواقع.

لقد جرى عقد المؤتمر في ظل أجواء معينة:

1. وجود قوات التحالف الأجنبية وخصوصاً الأمريكية على الأرض العراقية ولايعلم أحد متى ستنسحب هذه القوات.

2. قيام القوات الأمريكية بعدوانها المستمر على الشعب العراقي حيث تقصف المدن بمختلف أنواع الأسلحة ويذهب ضحيتها عشرات القتلى من أبناء الشعب العراقي.

3. تصاعد المقاومة العراقية واتساعها إلى مختلف أنحاء العراق حيث تتكبد القوات الأمريكية خسائر كبيرة.

4. رفض الكثير من القوى السياسية والاجتماعية العراقية المشاركة في المؤتمر، مادام الاحتلال قائماً على أرض العراق، إذ كيف لمؤتمر سيأخذ على عاتقه وضع العراق على طريق الأمان والديمقراطية وهو محتل من قوى أجنبية.

5. عدم وجود أي سيطرة لحكومة علاوي العميلة على المدن والمناطق العراقية.

أهداف المؤتمر

لقد هدف الأمريكيون وعميلهم إياد علاوي من عقد المؤتمر أن ينبثق عنه «مجلس وطني» غير منتخب من الشعب مهمته الأساسية تقرير ميزانية الدولة، والإشراف على عمل الحكومة حتى إجراء الانتخابات العامة في مطلع عام 2005.

وقد ظهرت بوادر الانقسام في المؤتمر منذ الجلسة الأولى، حين هدد الكثير من المندوبين بالانسحاب، وحالوا دون تحقيق مآرب علاوي في تغطية عملية عسكرية أمريكية ضخمة ضد عناصر المقاومة في النجف، وكان علاوي قد طرح ثلاثة شروط لإنهاء العدوان على هذه المدينة:

1. نزع أسلحة المقاومة نزعاً كاملاً.

2. خروج عناصر جيش مقتدى الصدر من النجف.

3. مشاركة أنصار الصدر في العملية السلمية.

لكن المؤتمر المسمى «وطني» زوراً وبهتاناً قد تحول إلى مذبحة وطنية، وأغرقت ديمقراطية الأباتشي المؤتمر في بحر من الدماء العراقية كما جعل من الجيش العراقي المشكل تحت إشراف قوات الاحتلال وتسليحها يدشن عهده بدماء أبناء وطنه.

لماذا العدوان على النجف

تريد الولايات المتحدة من القضاء على المقاومة في النجف، أن تحقق أهدافاً عدة هي:

 دخول معركة كسر عظم مع أنصار مقتدى الصدر وإيصال رسالة واضحة إلى كل من الحركة الوطنية الإسلامية وغير الإسلامية التي ركبت القطار الأمريكي منذ مؤتمر لندن وصلاح الدين.

 توجيه رسالة إلى إيران، وهي أن لامجال لأي دور إيراني مستقبلي في لعب دور الحاضن الشرعي لمشرعني حكومة المخابرات الأمريكية ـ العراقية العتيدة، وإقناع من لم يقتنع بعد بالالتحاق بالقطار الأمريكي.

سبيلان أمام الجميع

ولذلك فإنه لاخيار أمام الجميع إلا سبيلان:

 إما الرضوخ والاستسلام لقوات الاحتلال المتعطشة لدماء العراقيين ونفطهم، وبالتالي المساهمة في وأد الانتفاضة العراقية الثانية بعد الانتفاضة الشعبانية الأولى التي اندلعت في العراق عام 1992.

 وإما الخروج على المألوف والوقوف بحزم إلى جانب خيار المقاومة الشعبية الشاملة، ونقل العراق إلى مرحلة تسمية الأشياء بأسمائها وانتزاع السيادة كاملة وناجزة من المحتلين وهذا يفترض تحقيق أمرين ملحين:

 توحيد جميع القوى الوطنية العراقية على مختلف اتجاهاتها في جبهة عريضة موحدة، وتشكيل قيادة مشتركة تأخذ على عاتقها قيادة المقاومة ضد قوات الاحتلال في جميع أنحاء العراق.

 تشكيل إعلام موحد لهذه المقاومة لاطلاع الرأي العام الداخلي والعربي والدولي على أعمال المقاومة ونجاحاتها ضد المحتلين، لأن قوات الاحتلال تضرب ستاراً كتيماً على أعمال المقاومة وتخفي خسائرها اليومية.

 الاتصال بجميع القوى الخيرة في العالم العربي والدولي لشرح قضية شعب العراق وفضح أعمال المحتلين العدوانية على الشعب العراقي وكسب تأييدها وعطفها.

أزمة الاحتلال في بلاد الرافدين

إن أحداث النجف كشفت أزمة الاحتلال الأمريكي في بلاد الرافدين، كما أنها كشفت أزمة حكومة إياد علاوي العميلة وعجزها عن القيام بأية مهمة وطنية وكذلك الأمر فإن هذه الأزمة كشفت من جديد عن أن عدوان قوات الاحتلال حلقة في مخطط متكامل لحمته الاعتداء المنظم على مدن العراق ومناطقها بدءاً من الفلوجة ومروراً بالنجف وانتهاءً إلى جميع الأماكن التي تشتد فيها المقاومة، ومن جملة أهداف العدوان هو إخضاع العراق للهيمنة الأمريكية ووضع اليد على ثرواته، وجعله قاعدة وثوب على كل من يرفض الإذعان للمطالب الأمريكية ويأبى أن يكون أداة بيدها، ومن أجل ذلك تعتمد مخطط التدمير المنظم لكل القوى السياسية الفاعلة في الشارع العراقي لكي يخلو الجو للمحتلين يسرحون ويمرحون كما يشاؤون.

إن الرد الحقيقي على هذا المخطط العدواني الجهنمي يمر عبر تكتيل جميع القوى العراقية الحية في جبهة واحدة، والدخول مع قوات الاحتلال في معركة لاهوادة فيها، ولن تتوقف إلا بدحر قواته وطردها من البلاد. واستعادة حرية العراق وسيادته وبلورة النظام الجديد الذي يتفق عليه العراقيون ويريدون.

 

■ عادل الملا

معلومات إضافية

العدد رقم:
228