بعد غليان الجنوب.. الهزيمة الأمريكية في العراق باتت محققة

تصاعدت مؤخراً أعمال المقاومة الشعبية في جنوب العراق، وأصبحت أخبار العمليات الخاطفة التي ينفذها رجال المقاومة في البصرة والناصرية والديوانية وغيرها من مدن جنوب العراق، أكبر وأخطر من أن تغض وسائل الإعلام المهيمن عليها أمريكياً وصهيونياً النظر عنها أو التعمية عليها، حيث راحت هذه العمليات المؤثرة مادياً ومعنوياً وبشرياً، تسير بالتواتر مع العمليات البطولية التي ينفذها الأخوة والأشقاء من أبطال المقاومة في بعقوبة والرمادي والفلوجة وبغداد والقائم وغيرها من مدن الشمال والوسط.

عمليات المقاومة في مدن الجنوب التي جاءت شديدة  الدقة والنضوج، تؤكد أنها ليست وليدة لحظة انفعالية أو ردة فعل عابرة، فنجاحها في تنفيذ الكمائن وإسقاط الطائرات وزرع العبوات المحددة الأهداف، وتمكنها حتى الآن من قتل العشرات من جنود الاحتلال وإيقاع الجرحى، يثبت أن المقاومين أصحاب كفاءات وخبرات، وأنهم يعملون وفق خطط مرسومة بدقة وحرفية، والأهم أنهم يؤمنون إيماناً حقيقياً بوحدة العراق ووجوب النضال والمقاومة من أجل تحريره من براثن قوات الغزو الغاشمة، لأن تصاعد مقاومتهم جاء في توقيت هام وجب فيه بعث رد حاسم وحازم على انتقال محاولات تقسيم العراق من الإيحاءات الخجولة إلى التصريحات العلنية والإجراءات الوقحة..

إن الورطة الأمريكية في العراق المقاوم، آخذة بالتحول الجدي إلى هزيمة منكرة وسريعة.. هذا بات مؤكداً، وعلينا ألا ننسى أن صقور البيت الأبيض فقدوا معظم أسهمهم في بلادهم وأمام شعبهم الذي فتر حماسه تجاه كل الخطط والاستراتيجيات التي تنتهجها إدارة الرئيس بوش الابن، ناهيك عن هزائمهم المتلاحقة في أمريكا اللاتينية واستمرار استعصاء أزمات الاقتصاد الأمريكي التي تفشل كل الحلول حتى الآن في  إيجاد مخارج لها.

ستة شبان أمريكيين من أصل عشرة لا يستطيعون تعيين موقع العراق على الخريطة!

صحيحٌ أنّ الولايات المتّحدة تحتل العراق منذ ثلاث سنوات، لكنّ ستة أمريكيين شبان من أصل عشرة لا يعلمون حتى الآن أين تقع تلك البلاد، وفق استبيانٍ أجرته صحيفة "ناشيونال جيوغرافيك". هذه الأرقام جاءت من ضمن المفاجآت التي احتواها التحقيق الذي أجري بين 510 من الشبان الأمريكيين في شهري كانون الأول وكانون الثاني.

كما أنّ معرفة أولئك الشبان بالجغرافيا الأمريكية ليست أفضل. فعلى الرغم من التغطية الإعلامية الكبيرة للأضرار الناتجة عن إعصار كاترينا، لم يتمكن نحو ثلث الشبان بين 18 و24 عاماً من تعيين موقع لويزيانا على الخريطة. ونحو نصفهم لم يتمكنوا من تحديد نهر الميسيسيبي، وفق استبيان معهد روبر.

كما أن ستة من أصل عشرة لم يعرفوا أنّ الحدود الأكثر عسكرةً في العالم هي تلك التي تفصل بين الكوريتين، إذ اعتقد 30 بالمائة منهم أنّها الحدود الفاصلة بين الولايات المتحدة وبين المكسيك.

إن مشاريع وأزمات ومحن صقور البيت الأبيض في واد، والشعب الأمريكي بلامبالاته واهتماماته ومشاكله في واد آخر، لذلك فإن الأزمة القادمة، لا محالة، هي أزمة الأنظمة الإمبريالية في الولايات المتحدة الأمريكية.. مع الشعب الأمريكي، وقد بدأت ملامحها بالبروز فعلياً!