المقاومة العراقية.. حيوية متجددة

يكاد الغزاة الأمريكيون أن يصابوا بالجنون لتصاعد خسائرهم المادية والبشرية في العراق، رغم كل الإجراءات والخطط الأمنية وعمليات الدهم والحصار والتجويع الإجرامية التي ينفذها مرتزقتهم بشكل مستمر لخنق المقاومة. ويعد الأسبوع الأول من آب الجاري من أكثر الأسابيع إيلاماً لهم ولقواتهم المعتدية حيث سقط فيه 20 قتيلاً على الأقل وعدد كبير من الجرحى، وتأتي هذه الحصيلة بعد تراجع محصلة قتلاهم الشهر الفائت، وهذا مؤشر واضح على إعادة المقاومة تنظيم صفوفها، لتبدو كما كانت منذ بدء الاحتلال، أكثر قوة وفعالية.

ومن المرجح أن يثير تصاعد القتلى جدلاً ساخناً في الولايات المتحدة بشأن مدى التقدم الذي أحرزته الإدارة الأمريكية في تهدئة الأوضاع في العراق واجتثاث ما تسميه بـ «المسلحين»، قبيل التقرير الرئيسي المتوقع رفعه إلى الكونغرس في أيلول القادم.
وكان تموز الفائت قد شهد تراجعاً في محصلة القتلى الأمريكيين بـ79 قتيلاً، وهي الأدنى منذ تشرين الثاني العام الماضي، حيث لقي 70 جندياً أمريكياً مصرعهم، وجميع هذه الأرقام وفق الإحصاءات الأمريكية التي تؤكد معظم وسائل الإعلام غير الخاضعة للهيمنة الأمريكية – الصهيونية، أنها غير دقيقة، ولا تعكس حقيقة ما يجري فعلياً على الأرض..
وبلغ عدد الجنود الأمريكيين الذين قتلوا خلال الفترة من الممتدة من نيسان إلى حزيران 2007 أكثر من مائة قتيل شهرياً، بسبب تصاعد المواجهات الميدانية بين المحتلين وعناصر المقاومة المسلحة في كافة أنحاء العراق، على الرغم من ارتفاع عدد القوات الأمريكية إلى أعلى مستوياتها..
 ويتزامن التصاعد مع إعلان قيادات الجيش الأمريكي أن معظم الهجمات ضد قواته نفذتها «مليشيات مدعومة من إيران»، إثر تحجيم «العناصر المسلحة» الأخرى. ورجحت قيادات عسكرية أمريكية أن تستبق «العناصر المسلحة في العراق» تقرير أيلول بتصعيد عملياتها أكثر فأكثر.
وسيحوي التقرير على تقديرات عسكرية ودبلوماسية، عالية المستوى، للإستراتيجيات الأمريكية المتبعة في العراق ومعالجة القصور ووضع خطط مستقبلية.
هذا وقد تفاوتت أعداد القتلى الأمريكيين الذين سقطوا في العراق خلال الأيام الثلاثة الماضية، بحسب البيانات الصادرة عن الجيش الأمريكي، غير أن الحصيلة لعدد القتلى الذين سقطوا خلال الأسبوع الأول من آب الحالي ارتفع إلى 20 قتيلاً، فيما ارتفع إجمالي عدد القتلى منذ بدء الحرب على العراق في آذار عام 2003 إلى 3678 قتيلاً، وهذا كله وفق الإحصاءات الأمريكية..