كل الدروب تؤدي إلى «جوني عبدو»!!؟

مع استمرار تمسك واشنطن وباريس وقوى 14 آذار بمنطق التعنت بعيداً عن أي توافق لبناني حقيقي يخرج لبنان من حالة الاستعصاء السياسي، الاقتصادي-الاجتماعي والأمني الذي يعيشه، على خلفية الاستحقاق الرئاسي، يأتي طرح اسم جوني عبدو مرشحاً رئاسياً سبباً كافياً لتشكيل صاعق تفجير للحرب الأهلية في لبنان المنشودة أمريكياً إسرائيلياً ولاسيما بعد أن لجأت تلك الأوساط إلى أسلوب «طق البراغي» بحق كل من «نسيب لحود» بتهمة «العمالة للاستخبارات السورية»، و«بطرس حرب» بوصفه توافقياً «زيادة عن اللزوم».

وإزاء هذا الوضع لم تمتلك المعارضة سوى التذكير بأوراق قوتها واستعدادها لكل الاحتمالات حيث تم الإعلان عن حدثين هامين بقيادة أحد أهم مكونات المعارضة الوطنية اللبنانية «حزب الله»، أحدهما تشكيل ميليشيا مختلطة دينياً وطائفياً مخصصة لمواجهة احتمالات التطور السيء للأمور في الداخل اللبناني بعيداً عن الجبهة الأساسية مع العدو الإسرائيلي، بمعنى حماية ظهر المقاومة في حال حدوث عدوان إسرائيلي جديد على لبنان تحت اي ذريعة، وثانيهما ما تسرب عن إجراء الحزب وبإشراف مباشر من السيد حسن نصر الله لمناورات دفاعية هجومية هي الأوسع والأكثر غموضاً في الجنوب اللبناني. 

وبينما ينتظر الأمريكيون والإسرائيليون اندلاع الحرب الأهلية البغيضة بمجرد احتمال تولي عبدو، وقائد حجاز الاستخبارات العسكرية إبان الحرب الأهلية والمستشار الأمني للقوات اللبنانية بقيادة جعجع، لسدة الرئاسة، بما يعنيه أولاً تثبيت قيام رئاستين وحكومتين في لبنان، فإن بعض المراقبين يتوقعون أن تلجأ المعارضة إلى تنفيذ ضربات استباقية من خلال القوة الجديدة تحمي لبنان ومؤسساته من هذا الفخ.

المادة التالية القادمة إلينا من الولايات المتحدة والتي ننشر مقاطع منها تسلط الضوء على بعض جوانب السجل الأسود لجوني عبدو.

خاص ـ قاسيون:  

التحليل المنطقي اليوم، أصبح أميل إلى أن اغتيال جبران التويني نفذته عناصر تابعة لـ «سمير جعجع»، بعد تصاعد وتيرة الصراع المفتوح بينه وبين المستشار الاستراتيجي لآل الحريري «جوني عبدو».

والأقرب للحقيقية على سبيل المثال، أن جوني عبدو هو من يمكن اتهامه بمحاولة اغتيال رئيس الحكومة السيد «سليم الحص» علما أن تنفيذ بعض العمليات قد يكون تبادليا، بمعنى أن عناصر وليد جنبلاط، قد تقتل لصالح سمير جعجع في عملية تبادلية أو بثمن نقدي نتيجة وقائع على الأرض، أو ما يمكن أن نسميه فلسفة الاغتيالات في النظام السياسي الإقطاعي البدائي اللبناني..  

المخابرات الفرنسية كانت الذراع الاستراتيجية لرفيق الحريري، وكانت تستند على خبرة وعناصر جوني عبدو، الأمنيين السابقين ..

إن الكثيرين يعتقدون بشدة أن المخابرات الفرنسية والرئيس الفرنسي وجوني عبدو وفرد من أسرة الحريري، كانوا يعرفون أن رفيق الحريري سيُغتال، بلا أدنى شك، ولكن من قتل رفيق الحريري، الابن المدلل، لفهد بن عبد العزيز..؟؟ إسرائيل لا تقتل عملاءها، وإنما تغض النظر عن اغتيالهم، عندما يفشلون في تنفيذ تعهداتهم، كتوقيع سلام مثلاً، أو توطين الفلسطينيين.. وبالتأكيد ليست أمريكا، فهي لا تقتل عملاءها، وإنما تغض النظر عن اغتيالهم، عندما يستهلكون، كشاه إيران مثلا، أو أنور السادات...

بقي احتمالين لا ثالث لهما: النظام في سورية ..والنظام في السعودية .

لم يكن النظام في سورية يحتاج لتصفية رفيق الحريري، فمخطط الرجل في تغيير النظام كان قد كشف، وأزيح عبد الحليم خدام وغازي كنعان. لم يكن النظام في السعودية يحتاج لتصفية السيد رفيق الحريري، فالرجل، وهبه الملك لبنان، ليلعب بها..

ولكن هذا لم يكن رأي الأميرين الخطيرين، الوليد بن طلال، والبندر بن سلطان..

اغتال بعض آل سعود، رفيق الحريري، ولكن لا يمكن أن تتم إدانتهم. لا علاقة للنظام في سورية بهذا الاغتيال، ولكن لا يمكن أن تتم تبرئته!! ومجموع تقارير السيد سيرج، ستصل في نهايتها إلى محكمة دولية، توصل بعد ثمان سنوات، القضية إلى تسوية ومتهم شخص فرد وحيد، على غرار قضية لوكربي..

هناك من يعتقد أن جوني عبدو هو الرئيس المقبل، ولكن في هكذا وضع اقليمي ودولي ضاغط بشدة على الشرق الأوسط، لا بد دائما ومن باب الحذر، أن نضيف اللازمة الشهيرة: إذا لم يحدث شيء استثنائي في اللحظات الأخيرة!!

لو سارت الأمور في لبنان بدون تغييرات، هناك احتمالان:

أن ينتخب جوني عبدو مباشرة، أو ينتخب رئيس تسوية سرعان ما سيتم اغتياله، ثم ينتخب جوني عبدو..

الاحتمال المعطل لوصول جوني عبدو الى الرئاسة، يتمثل في قدرة سمير جعجع على اغتياله..

هكذا وببساطة..

النقطة المركزية في محورية جوني عبدو كرئيس مقبل للبنان، هو التصريح الأشهر للسيد محمد حسنين هيكل، في قوله إن السيد رفيق الحريري قال له مرة: «صافح رئيس جمهورية لبنان المقبل»، وكان هو جوني عبدو!