وكالات وكالات

فضيحة تكشف جزءاً من المستور بيريز يخطب داخل البرلمان الإسلامي التركي!

لطخت تركيا تاريخها، الثلاثاء الماضي، عندما أصبحت أول بلد إسلامي يسمح لرئيس الكيان الإسرائيلي شمعون بيريز بإلقاء خطاب أمام برلمانها الذي يشغل النواب الإسلاميون المنتمون إلى حزب العدالة والتنمية الحاكم، الغالبية الساحقة من مقاعده، في خطوة لم يعترض عليها سوى زعيم حزب تركي صغير قاطع الجلسة التي نقلت وقائعها على الهواء إلى جمهور سبق أن احتج أكثر من مرة على سياسة «إسرائيل» وحروبها على لبنان وفلسطين.

وبدا أن الحكومة التركية سعت إلى تمويه هذا الحدث من خلال دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى إلقاء خطاب مماثل في الجلسة البرلمانية نفسها، ورعاية توقيع اتفاق ثلاثي على إقامة منطقة صناعية مشتركة عند معبر إيريز الإسرائيلي مع قطاع غزة، بديلة للمنطقة الصناعية التركية التي دمرتها إسرائيل في صيف العام الماضي في إحدى حملاتها العدوانية على القطاع.

وقال بيريز بالعبرية بحضور نظيره التركي عبد الله غول ورئيس الحكومة رجب طيب أردوغان في خطاب نقله التلفزيون مباشرة، وصفق له النواب الإسلاميون: إن اجتماع أنابوليس «فرصة تاريخية ينبغي ألا تتحول إلى إخفاق تاريخي»، معتبراً أن «السلام أولوية بالنسبة إلى الدولة العبرية»، وذلك قبل يوم واحد فقط من مطالبة أيهود أولمرت الفلسطينيين بالاعتراف بيهودية دولة إسرائيل من أجل إنجاح اللقاء المذكور. وأشار بيريز، إلى أنه يمكن لأنقرة أن تؤدي دوراً مهما في إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى حزب الله وحركة حماس.

من جهته، «حذر» عباس من أن «الاستخفاف بهذه الفرصة (أنابوليس) سيكون له عواقب وخيمة»(!!) غير أن رئيس حزب «الوحدة الكبرى» محسن يازجي أوغلو أعلن مقاطعته جلسة البرلمان، مطالباً بيريز أن يبدأ خطابه بالاعتذار للعالم كله عن الانتهاكات الإسرائيلية للقوانين الدولية وقتل النساء والأطفال والشيوخ في فلسطين ولبنان.