كاسترو يجدد تحذيراته من حرب مدمرة

بعد ظهوره التلفزيوني النادر منذ أربع سنوات تقريباً قبل أسبوعين تقريباً أطل الزعيم الكوبي فيدل كاسترو مرة أخرى يوم السبت الماضي في إحدى جلسات الجمعية الوطنية الكوبية (البرلمان) وتلا رسالته الموجهة للأعضاء، والتي جاء فيها أنه قبل ثمانية أسابيع من ذلك التاريخ، «ظننت بأن لا حل ممكن للخطر الوشيك بوقوع حرب. بلغ الوضع الذي وجدته أمامي مبلغاً من المأساوية، درجة أنني لم أعثر على مخرج آخر غير البقاء، غير المؤكد أيضاً، في هذا النصف من العالم، حيث ليس هناك ما يجعل هذا الجزء هدفاً لهجوم مباشر، وكذلك الأمر في بعض المناطق المعزولة من الكوكب الأرضي».

وتابع «لحسن الحظ أنني لم أتأخر كثيراً في التنبه إلى أن هناك أملاً، وهو أمل عميق في الواقع. ولكن، إذا كان للفرصة أن تضيع، فإن من شأن الكارثة أن تحصد أسوأ النتائج. فحينها لن يكون أمام الكائن البشري فرصة ممكنة للخلاص (..) هناك رجل عليه أن يتخذ القرار بمفرده: إنه رئيس الولايات المتحدة. بكل تأكيد، ونظراً لمشاغله العديدة، لم يتنبّه للأمر بعد، ولكن مستشاريه قد بدأوا بإدراكه».

وأضاف كاسترو أنه «بما أن إيران لن تتراجع قيد أنملة في وجه مطالب الولايات المتحدة و«إسرائيل»، اللتين حشدتا حتى الآن العديد من الأدوات الحربية المتوفرة لديهما للقيام بذلك، سيتعيّن عليهما أن يشنّا هجومهما (..و) في هذه الحالة الحرجة، الرئيس باراك أوباما هو من يتعيّن عليه أن يعطي الأوامر بشن الهجوم الذي طُبل وزمّر وروّج له، وفقاً لقوانين الإمبراطورية الجبارة. ولكن، في تلك اللحظة التي يعطي فيها أوامره، وهي أيضاً الأوامر الوحيدة التي يمكنه أن يعطيها نظراً لجبروت وسرعة ولانهاية الصواريخ النووية المتراكمة في منافسة لاعقلانية بين القوى العظمى، إنما يكون يوعز بالموت الفوري ليس فقط لمئات الملايين من الأشخاص، ومن بينهم عدد لا يُحصى من مواطني بلده نفسه، وإنما كذلك بالموت الفوري لملاّحي كل سفن الأسطول الأمريكي المتواجدة في المياه المحيطة بإيران. بالتزامن مع ذلك، من شأن الحرب أن تندلع في الشرقين الأدنى والأقصى، وفي أوراسيا كلها».

غير أنه فيدل أكد أن من شأن قادة أقوى بلدان العالم، حلفاءً كانوا أم خصوماً، باستثناء «إسرائيل»، أن يدعونه إلى عدم فعل ذلك.

وأضاف أن النظام الحالي القائم على وجه الكرة الأرضية لن يستطيع الديمومة، وسينهار على الفور حتماً.

وما تسمّى عملات صعبة ستفقد قيمتها كأداة للنظام الذي يفرض على الشعوب ضريبة من الثروات والعرق والتضحيات.

أشكال جديدة لتوزيع السلع والخدمات والتعليم وإدارة العمليات الاجتماعية ستنشأ بصورة سلميّة، ولكن إذا ما اندلعت الحرب فإن النظام الاجتماعي السائد سيندثر على حين غرة وسيكون الثمن أكبر بكثير.