التجسس عبر الواجهات والسواتر

 دراسة أمنية تكشف النشاطات الخفية والمشبوهة للوكالة الأمريكية للتنمية «USAID»

كشفت دراسة متخصصة عن دور أمني مشبوه تقوم به الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، موضحةً أن «الوكالة تزعم تنفيذها لبرامج تنموية لكن في حقيقتها تكون مجرد سواتر ووسائل إقناع للقيام بمهام خفية ضمن برامج خصصت لذلك».

وحسب الدراسة تندرج طريقة عمل الوكالة الأمريكية في ممارسة نشاطاتها الخفية ضمن ما يمكن أن يطلق عليه مسمى «التجسس عبر الواجهات»، أي أن عملية التجسس تحدث تحت مسميات وواجهات تنموية ونحوها للتمكن من الوصول لمعلومات وأرقام مهمة.

وتضيف أن «الوكالة تنشر في دول عربية إعلانات دعائية خاصة بها, تهدف إلى صناعة صورة جميلة لهذه المؤسسة، وترسيخ انطباع بأنها تعمل لخير الشعب العربي باسم الشعب الأمريكي».

وتشير الدراسة إلى تاريخ ظهور هذه الوكالة في الخمسينيات كذراع من أذرع خطة مارشال لإعمار أوروبا، وهي تعني «الوكالة الأمريكية للتنمية العالمية»، حيث أعلنت الولايات المتحدة أن الهدف من إنشائها هو تقديم المساعدات الإنسانية للدول والشعوب المحتاجة أو المنكوبة، ودعم سياسة الولايات المتحدة الخارجية من خلال الترويج للديمقراطية والرأسمالية والتجارة الحرة.

وتدّعي الولايات المتحدة أن هذه الوكالة منظمة مستقلة، لكنها في الحقيقة منظمة حكومية تتبع لوزارة الخارجية الأمريكية، وتنسق أعمالها مع الخارجية الأمريكية بهدف دعم المصالح الأمريكية في أنحاء العالم، وتخصص حكومة الولايات المتحدة قسماً من ميزانيتها لهذه الوكالة.

اشتراطات قبل الصرف

وكشفت الدراسة أن «الوكالة تعد واحدة من أخطر المنظمات على حركات التحرر والمقاومة المناهضة للاحتلال في العالم، من خلال فرضها على المتقدمين من مؤسسات المجتمع المدني التوقيع على وثيقة نبذ ما يسمى بالإرهاب والعنف (المقاومة)، إضافة إلى الالتزام باستخدام المنتجات الإسرائيلية والأمريكية، الأمر الحاصل في قطاع غزة والضفة الغربية».

وتتابع الدراسة، تشترط الوكالة عدم توظيف أي شخص فيها إلا إذا كان موقفه واضحاً ضد المقاومة، وتتأكد من موقفه عن طريق فحص سجل الشخص المعني أو الجمعية المعنية، فتلجأ إلى مؤسسات الأمن الإسرائيلية وبعض أجهزة المخابرات العربية أو بعض العملاء أو المتعاونين المحليين لتقدم لها المعلومات الوافية حول الشخص أو المؤسسة المتقدمة.

وإذا ثبت أن للشخص أو الجهة تراثاً وطنياً أصيلاً فإن الأموال تبقى بعيدة المنال، وإذا تأكدت أن الشخص أو الجهة ممن تخلوا عن تراثهم الوطني، فإن الأموال تجد طريقها إليهم بكل يسر ضمن مشاريع يتم تقديمها مسبقًا- كما جاء في الدراسة.

ويتم ربط صرف الأموال أحيانًا بالتطبيع، وأن على طالب المساعدة أن يقوم بأعمال مشتركة مع الصهاينة كمؤتمرات في المغتصبات أو تحت عناوين التعايش والسلام، وذلك لتعزيز التطبيع مع العدو الصهيوني، وتعزيز المشروع الإسرائيلي الأمريكي بشأن القضية الفلسطينية بهدف إذابة القضية الفلسطينية من خلال تحويل الفلسطينيين إلى عاهات تقتات من جيوب الآخرين، وإضعاف روح النضال والمقاومة.