«الكيان» يخرق الهدنة بالاغتيال.. المقاومة أكثر تحرراً !!

«الكيان» يخرق الهدنة بالاغتيال.. المقاومة أكثر تحرراً !!

مع قيام الكيان الصهيوني بالانسحاب من مفاوضات الهدنة، وقيامه بانتهاز فرصة التهدئة واغتيال ثلاثة من كبار قادة المقاومة في كتائب «عز الدين القسام» هم «رائد العطار ومحمد أبو شمالة ومحمد برهوم»، واستهداف القائد العام لكتائب القسام «محمد الضيف» الذي نجا من الاغتيال فيما استشهدت زوجته وابنه، يكون الكيان قد نقل المعركة الدائرة منذ شهر تقريباً إلى إحداثيات أخرى.

ففي الوقت الذي دعا بيان  لمجلس الأمن الدولي للعودة إلى مفاوضات التهدئة، كان نتنياهو يقول: «إن العملية العسكرية لن تتوقف»، كما أكد ليبرمان وزير خارجية العدو: «أن السياسة «الإسرائيلية» حيال غزة فشلت، ولم يبق أمام «إسرائيل» خيار آخر سوى دحر حركة حماس»، وفي هذه الأثناء تم استدعاء المزيد من قوات الاحتياط.

المفاجآت قادمة!

صعدت المقاومة ضد إجرام الكيان بشكل ملحوظ، فقصفت لأول مرة محطة غاز عائمة في البحر المتوسط تابعة له، وأعلنت عن حظر جوي للطيران فوق مطار «بن غوريون» الدولي داخل الأراضي المحتلة ما شلّ حركة الطيران فوق تل أبيب، كما دعت قيادات عسكرية للانسحاب من مفاوضات الهدنة.
لقد بات واضحاً أن هذه الإحداثيات ستجعل المعركة القائمة حالياً أشد وطأة، فعلى الصعيد العسكري ستسعى المقاومة إلى استنزاف العدو لمدة أطول، حيث أثبتت هذه الاستراتيجية قدرتها على إيلامه في جبهته الداخلية وتكبيده خسائر هامة،  كما سيزداد حجم العمليات النوعية التي ستضرب عمق الأراضي المحتلة في محاولة من المقاومة تأكيد استراتيجيتها في مفاجأة العدو التي ميزت هذه الجولة من الصراع.

سياسة العدو المكشوفة!

لا يملك العدو في رده على المقاومة أكثر من الاغتيالات، فهو غير قادر على الاجتياح البري أو إيقاف الصواريخ أو استعادة جنديه المأسور بأيدي المقاومة. كما أنه غير قادر على تصفية المقاومة كما يدعي رغم اتباعه أسلوب الاغتيالات التي تعد تكتيكه الوحيد في إيجاد متنفس لحالة الفشل التي مني بها. حيث دأب الكيان تاريخياً على اغتيالات القادة،  مستهدفاً إيقاف المقاومة، لكن التجربة المستمرة للمقاومة تؤكد أن اغتيال القادة ينبت من هم أشد وأصلب عوداً، وأن البنية الهرمية للمقاومة والتي لم تتوقف الاغتيالات ضدها يوماً ازدادت قوة وصلابة وتطوراً. ما يسعى له الكيان لا أكثر من إيجاد نصر من ورق لإسكات جبهته الداخلية التي كانت هشة في خضم المعركة، كما يتأمل من ذلك التأثير المعنوي والسياسي على طاولة مفاوضاته اللاحقة، وإن  آلم المقاومة ذلك آنياً، إلا أن التجربة تثبت أنه  سيزيدها قوة وجذرية.

انهيار المفاوضات

من الواضح أيضاً أن مفاوضات التهدئة تعاني من هشاشة كبرى ولن تصمد أمام هذا التصعيد الصهيوني، وهي نسفت عملياً، ما يعني أن أي حديث عن مفاوضات لاحقة ستأتي وفق معايير دولية وإقليمية أكثر صرامة على الكيان المعتدي، بينما باتت شروط المقاومة أكثر تحرراً من الحسابات السابقة، بل باتت أقل طرف معني بها، وهو ما يجب أن يعيه الطرف المصري جيداً ففرصته بإدارة الملف الفلسطيني بكفاءة أعلى مازالت قائمة. كما أن حجم التدويل سيزداد طالما ظل الصراع مفتوحاً على كل الاحتمالات، إلا أن التدويل هذه المرة لن يتم على حساب مطالب الشعب الفلسطيني، فالمقاومة أثبتت أنها مقاتل شريف قوي أمام عدو نتن مأزوم، والمجتمع الدولي بات أكثر تحرراً من الهيمنة الأمريكية المتحالفة مع العدو والتي يتزعزع وضعها الدولي أكثر فأكثر.