قراءة أولية في انتخابات البرلمان الأوروبي
جاءت نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي الحالية لتعكس عمق الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تعصف بالاتحاد، حيث شهدت الانتخابات صعوداً تاريخياً لقوى “اليمين المتطرف» في أوروبا.
وجاءت أبرز النتائج في فرنسا حيث حصل حزب «الجبهة الوطنية» اليميني المتطرف على 25% من الأصوات محتلاً المرتبة الأولى لأول مرة في تاريخ الانتخابات الأوروبية بفرنسا، فيما حصل حزب الاستقلال البريطاني المناهض للهجرة والداعي لانفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي على 27%، وفي النمسا حصل اليمين المتطرف على 20%، واليمين الهولندي المتطرف على 12% وحزب الفجر الذهبي اليميني المتطرف في اليونان على 10%من الأصوات.
ويرى المراقبون أن انتصار «اليمين المتطرف» الداعي للاستقلالية الاقتصادية عن الولايات المتحدة الأمريكية في بلديين مفصليين كبريطانيا وفرنسا، قد يغير من اتجاهات التطور الجيوستراتيجي لمنطقة اليورو. وفي إحدى جوانب تقدم اليمين المتطرف، يرى الباحث المصري سمير أمين، في مقالته على موقع الحوار المتمدن بعنوان «الانتخابات الأوروبية خطوة نحو انهيار الاتحاد الأوروبي”، أن فوز اليمين المتطرف هو:
“أمر خطير. فعادة، لا يوجه الفاشيون نقدهم إلى المسؤولين عن الكارثة، وهم الاحتكارات؛ وإنما يتم نقل النقاش إلى مناطق أخرى وإلقاء اللوم على الضعفاء، أي المهاجرين”!
ورغم فوز اليسار الراديكالي بالمركز الأول عن اليونان وتقدمه في إسبانيا إلا أن هذه القوى تبقى قوى إصلاحية، وأن نجاح اليمين المتطرف ناتج عن «عدم جرأة اليسار الراديكالي فى نقده للنظام الأوروبي وتقديم المقترحات من أجل التغيير. بل إنهم يغذون وهم الأمل فى الإصلاح” وفقاً لسمير أمين أيضاً.
كما شهدت دول شرق أوروبا عزوفاً كبيراً عن الانتخابات وبلغت نسبة المشاركة فقط 30% وهو ما يرى فيه المراقبون مؤشراً على رفض شعوب هذه الدول للإتحاد الأوروبي، حيث بلغت نسبة الغياب في هنغاريا 71% وسلوفاكيا 87% وتشيك 80%.