طلاب العالم يحضرون لإضراب عالمي من أجل التعليم

طلاب العالم يحضرون لإضراب عالمي من أجل التعليم

العالم كله يشتعل، في الوقت الذي تنفجر فيه التناقضات التي كانت كامنة في الرأسمالية، وتتعمق أزمتها باستمرار. ويبدو كل ذلك بشكل واضح في بلدان مراكز الرأسمالية «الشمال الغني»، وبلدان العالم الثالث التابعة للمراكز الرأسمالية «الجنوب الفقير».

ظهر هذا الاشتعال عبر تواصل الحركات الشعبية والجماهيرية والعمالية والطلابية العالمية من جهة، ومن جهة أخرى، يتواصل الاستغلال الرأسمالي للفقراء ويشتد أكثر، كما تنتقل موجة العنف والصدامات الأهلية من بلد إلى آخر، هذا الاشتعال الذي أكد أن جبهة النضال ضد المجرمين ومراكمي الثروات هي واحدة في كل بلدان العالم.

«استعادة التعليم من الأثرياء»

في إطار هذا النضال، تأتي الحركات الطلابية كأحد المكونات الأساسية للحركة الشعبية المتواصلة في عدد من بلدان العالم، بدءاً من نضالها من أجل مجانية التعليم في كل المراحل، واصطدامها الحتمي مع السياسات الليبرالية الجديدة، وبالتالي مع الاضطهاد الرأسمالي برمته، من خلال التضامن مع نضال العمال وحركات التضامن الأممي مع شعوب العالم.

الحركات الطلابية تتجه نحو تصعيد حراكها منذ بداية شهر أيار القادم، فقد أطلق «اتحاد الطلاب العالمي» الذي يضم الاتحادات والنقابات الطلابية العالمية، شهر شباط الماضي، دعوةً من أجل تنظيم إضراب عالمي، تحت شعار «دعوة إلى تحرك عالمي، من أجل استعادة التعليم من الأثرياء» بين يومي الأول والثامن من أيار القادم.

يأتي هذا التحرك للطلاب، بعد أسابيع ساخنة شهدتها دول عديدة منذ أوائل العام الحالي، وبشكل خاص إضرابات الطلاب في إسبانيا وكوريا الجنوبية وبنغلادش والدانمارك وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وغيرها من البلدان. وهي دعوة منسقة عالمياً بين الاتحادات الطلابية من أجل التضامن والكفاح ضد المصالح التي يحركها الربح وسيطرة الأثرياء على التعليم، والتخفيضات في ميزانيات التعليم وإغلاق المدارس بعد بيعها وارتفاع تكاليف المعيشة، بالإضافة إلى الرسوم الدراسية. والأهم هو مقاومة محاولات خصخصة التعليم  بشكلٍ أكبر في العالم، حيث لن يكون متوفراً سوى لأبناء الأثرياء.

تحضيرات آنية ولاحقة للطلاب حول العالم

يستمر غرق الطلاب في الديون المختلفة التي تفرضها عليهم الشركات والاحتكارات، وأصبحت القيود المفروضة على التعليم لا تطاق، ويجب أن تقاوم وينبغي أن يكون الجميع على قدم المساواة في الحصول على التعليم، بغض النظر عن وضعهم الاقتصادي- الاجتماعي.

سيخوض الطلاب هذا التحرك في جميع القارات في الإضراب العالمي الثاني من أجل التعليم، وقد نظم «اتحاد الطلاب العالمي» أول إضراب عالمي سنة 2012، الذي استمر من 18 تشرين الأول حتى 22 ترين الثاني، وفي اليوم الأول منه تم إحصاء 45 مظاهرة في 40 بلداً. كما ويتم تنظيم فعاليات عالمية منذ عام 2008 يشارك فيها مئات الآلاف من الطلاب في مختلف بلدان العالم، مثل حملات التضامن العالمية مع حركات المقاومة والحركات العمالية وغيرها.

هذا، وتجري التحضيرات الآن في عشرات البلدان، منذ شهر شباط، استعداداً لخوض الإضراب العالمي الثالث في الأول من أيار القادم، ومن المتوقع أن يشمل الإضراب أكثر من 50 بلداً.

نقلاً عن موقع قاسيون