عن أية «حمص» في الثمانينيات يتحدث أردوغان؟

عن أية «حمص» في الثمانينيات يتحدث أردوغان؟

واصل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تدخله السياسي السافر بالشؤون الداخلية السورية المحمول على روافع طائفية هي أبعد ما تكون عن ادعائه الخوف على الشعب السوري، وما يعانيه هذا الشعب حالياً وسط تباين آرائه ومواقفه لما يجري على أرضه من عوامل متداخلة، داخلياً وإقليمياً ودولياً، ومصالح متضاربة ملوثة بالدماء.

فقد حذر أردوغان الثلاثاء من مرحلة قال إنها بدأت الآن في سورية على غرار ما جرى من قبل في «حلبجة» العراقية وحماة و«حمص» السوريتين. وعلى اعتبار أن أحداً لا يذكر أن أحداثاً دامية كبرى جرت في حمص بالتوازي مع حماة في ثمانينيات القرن الماضي، فلا يُعرف أيضاً ما إذا كان رئيس حزب العدالة والتنمية يريد التأسيس لما يود أن يجري في حمص 2011، عبر توظيف ما تشهده المدينة حالياً، من ضمن بعض المناطق المتوترة في البلاد.

وبخطاب «الآمر الناهي» قال أردوغان في حديث للقناة السابعة الإخبارية التركية إنه «لا يريد أن يرى تكرار أعمال العنف التي وقعت في حماة سنة 1982، أو قتل الأكراد العراقيين بالغاز في حلبجة عام 1988 عندما لقي 5000 شخص حتفهم».

في الأثناء كشفت وثائق ويكيليكس أنّ الخارجية الأمريكية موّلت مجموعةً إسلامية سورية هي مجموعة التنمية والعدالة الشبيهة بالحزب التركي الحاكم وتحمل الاسم نفسه، أنشأتها مجموعةٌ من المنفيين السوريين في لندن، في حين اعتقلت شرطة «مكافحة الإرهاب» في تركيا 34 شخصاً خلال مداهمات بإسطنبول قبيل فجر يوم الأربعاء استهدفت جماعات «يشتبه» في أن لها صلة بحركة يسارية «متشددة» محظورة.

وذكرت وكالة دوجان ووكالة الأناضول للأنباء أن من بين المحتجزين ثلاثة موسيقيين جميعهم أعضاء في فرقة غناء فولكلورية احتجاجية تدعى «جروب يوروم».

ونفذت الشرطة ثلاث مداهمات بوقت واحد على مكاتب منظمة أوكميداني للحقوق والحريات ومقر اتحاد منظمة الشباب ومركز إيديل الثقافي الذي تستخدمه الفرقة الموسيقية.

وأوضح محام للمحتجزين أن الاعتقالات تأتي على خلفية الاشتباه في صلة المعتقلين بـ«حركة حزب الشعب التركي اليسارية المتطرفة».

وقالت رويترز، إن التحقيقات والتحركات ضد بعض المنظمات ومنها أيضاً شبكة مزعومة من العلمانيين المتشددين يطلق عليها اسم «أرجنيكون»، حازت على التأييد في بادئ الأمر، لكن هذا التأييد تراجع مع وجود شكوك بشأن ما إن كان الادعاء التركي يستغل سلطاته في إسكات منتقدي حزب العدالة والتنمية.

وتأتي المداهمات قبل شهر فقط من إدلاء الأتراك بأصواتهم في انتخابات برلمانية، يتوقع أن تسفر عن فوز حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان للمرة الثالثة، في وقت يواصل هذا الأخير تضييقه على الحركات والأحزاب الكردية في بلاده.