«العلاقات بين الشعبين السوري والتركي فيما وراء الأزمة السياسية الراهنة»

«العلاقات بين الشعبين السوري والتركي فيما وراء الأزمة السياسية الراهنة»

بدعوة من المؤتمر الديمقراطي للشعوب في تركيا، أقيم في مدينة أنطاكية بتركيا بتاريخ 25/12/2011 ندوة حوارية جماهيرية تحت عنوان: «العلاقات بين الشعبين السوري والتركي فيما وراء الأزمة السياسية الراهنة» حضرها عن الجانب السوري الرفيق عبادة بوظو ممثل قيادة حزب الإرادة الشعبية والجبهة الشعبية للتغيير والتحرير، وعن الجانب التركي الرفيق إرتغرول كوركجوالنائب في البرلمان التركي، وعضو الجمعية البرلمانية في مجلس أوروبا عن المؤتمر الديمقراطي للشعوب في تركيا، وأدارها الرفيق بركات قار من الحركة اليسارية التركية والمؤتمر الديمقراطي..

استعرض ممثل حزب الإرادة الشعبية المشهد السوري بتعقيداته ومستجداته، مشيراً إلى أن المعركة الحالية داخل سورية وعليها هي ساحة تتداخل فيها العوامل الداخلية والإقليمية والدولية، بدءاً من الاستعصاء السياسي والتدهور الأمني الميداني والتحريض الإعلامي والانقسام الاجتماعي وصولاً إلى العقوبات التي تريد استفزاز النظام أكثر فأكثر وحدوث حالة استقواء مضاد بالخارج مقابلالفيتو الروسي الصيني واستعداد موسكو إرسال مراقبين ليدعموا عمل فريق المراقبين ضمن المبادرة العربية التي لا يريد مطلقوها الوصول إلى حل آمن في سورية مروراً بالدور التآمري لحكومات تركيا وقطر ومن خلفهما الإسرائيلي والأمريكي بهدف استمرار الاستعصاء على أساس كل الثنائيات الوهمية التي سادت المشهد السوري حتى اليوم.

وأوضح ممثل الجانب السوري أن حزب الإرادة الشعبية والجبهة الشعبية للتغيير والتحرير يعملان على إحداث الفرز المطلوب في صفوف النظام والمعارضة والحركة الشعبية لتحقيق الثنائية الحقيقية «مع الوطن وضد الوطن» على أساس تحمل كل طرف لمسؤولياته الوطنية في نبذ المتشددين من صفوفه على أساس برنامج وطني اقتصادي اجتماعي ديمقراطي ذي مضمون يكون إطارهحكومة وحدة وطنية ذات صلاحيات واسعة تجمع الشرفاء في هذه الأطراف الثلاثة لوقف نزيف الدماء ومنع التدخل الخارجي وانجاز المهام الوطنية الملحة وإسقاط نظام الفساد في البلاد، ومنع الاستقواء على الشعب أو الاستقواء بالخارج بما يقضي على الدولة السورية.

وبعد استعراض مفرزات التدخل الخارجي والديمقراطية الغربية والانقسامات الطائفية في دول الجوار السوري وغيرها مؤخراً أوضح ممثل الحزب والجبهة إن سورية الصغيرة جغرافياً والضعيفة بالثروات النفطية تكتسب أهميتها من موقعها الجيواستراتيجي الهام، والأهم من بنيتها الاجتماعية السياسية عبر التاريخ المولدة للمواقف الوطنية المقاومة للاستعمار والصهيونية من ميسلون1920، والقسام 1936، وتشرين الأول 1973، وصولاً إلى العراق 2003 وتموز 2006 وغزة 2008-2009.

وأكد في سياق متصل أن مواقف وسياسات حكومة أردوغان سابقاً تجاه سورية وتسويقه للخط الليبرالي فيها هو بمثابة دور حصان طروادة، للي ذارعها علماً بأن العلاقات بين الشعبين هي امتدادات طبيعية ومصاهرات اجتماعية ومصالح تجارية واقتصادية تتجاوز أردوغان وسياساته، التي من مصلحة الشعب التركي الخلاص منها كون ما تشهده المنطقة ليس له طابع عربي حصراً بلهو طابع إقليمي ودولي مرتبط بالأزمة الرأسمالية، وعليه فإن على شعوب الشرق العظيم الانتقال من الدفاع للهجوم في مواجهة المشروع «السايكس بيكوي» الأمريكي الصهيوني الجديد على اعتبار أن منطقة الشرق تشكل فضاءً سياسياً واقتصادياً متكاملاً، وإن أحد موجبات تحقيق هذه الوحدة هو تحالف قوى اليسار في هذه المنطقة..

النائب كوركجو أشار في مداخلته إلى أن الدور الخطير الذي تلعبه حكومة أردوغان في النيل من وحدة مصالح الشعبين السوري والتركي خدمةً للمشروع الامبريالي الصهيوني في المنطقة، مؤكداً أن الشعوب العربية لديها ماض نضالي عريق في مناهضة الاحتلال العثماني الذي يريد أردوغان إعادة تسويقه اليوم.

وأكد النائب أن من «بيته من زجاج لا يرمي الآخرين بالحجارة» فمن يريد الترويج للديمقراطية في دول الجوار عليه ألا يقمع التطلعات الديمقراطية في بلده بالذات مشيراً إلى القمع والتضييق اللذين تمارسهما حكومة أردوغان وأجهزتها بحق القوى الشيوعية واليسارية والكردية في تركيا.

وشدد كوركجو على أهمية تلاقي قوى اليسار والتحرر وتعميق الروابط فيما بينها مشيداً بأهمية استمرار اللقاءات بين هذه القوى في سورية وتركيا ولاسيما لجهة توضيح حقيقة ما يجري على الساحة السورية.

بدوره أوضح مدير الحوار أن عناصر ما يسمى بـ«الجيش السوري الحر» الذين باتوا يتجولون بحرية في أنطاكية، وبقية المدن التركية تحت ضوء أخضر من حكومة أردوغان بدؤوا يتحولون إلى قنبلة موقوتة ومشكلة اجتماعية وأمنية ستنفجر في وجه تلك الحكومة، مشدداً على أهمية دور القوى الشيوعية واليسارية في توضيح حقيقة ما يجري في سورية والمنطقة.

وتم في نهاية الندوة الإجابة على بعض الأسئلة التي طرحها الحضور الذين تميزوا بكونهم مزيجاً من الجنسين شيباً وشباباً.

يشار إلى أن المؤتمر الديمقراطي للشعوب في تركيا هو منظمة تضم أكثر من ثلاثين حزباً شيوعياً ويسارياً من كل القوميات في تركيا، وهو يعمل على استكمال إطاره التنظيمي كتحالف نضالي في سبيل تحقيق المصالح المحقة للشعوب في تركيا، وعلى رأسها العدالة الاجتماعية والحريات السياسية.