ما وراء حظر الحزب الشيوعي الأوكراني؟

ما وراء حظر الحزب الشيوعي الأوكراني؟

أوكرانيا تتجه نحو الفاشية، والمجرمون يجوبون الشوارع بحثاً عن ضحية تلو الأخرى، وفي هذا السياق جاءت محاولة إحياء الطموح القديم للفاشيين في ضرب الحزب الشيوعي الأوكراني وإلغاء وجوده

يبلغ عدد أعضاء الحزب الشيوعي الأوكراني 115 ألف عضو بينما يبلغ عدد ناخبيه أكثر من مليوني ناخب منتشرين في كل مناطق البلاد، وله حضور فاعل في البرلمان ومجالس السلطة المحلية والبلديات والنقابات العمالية والمؤسسات الثقافية. يريد الفاشيون زج كل هؤلاء في معسكرات للاعتقال تشبه تلك المعسكرات التي كانت أيام الاحتلال النازي.

التحضير لمجازر دموية

هم يريدون جر البلاد إلى مجزرة دموية خطيرة من خلال ما يفعلون الآن، لقد جرت حوادث إعتداء متعددة ضد أعضاء بارزين في الحزب الشيوعي ونظمت «مظاهرات» تم الاعتداء خلالها على مكاتب الحزب وخاصة في المناطق الغربية الأكثر فقراً في أوكرانيا. وفي العاصمة كييف تم إحراق ونهب منزل« بيتر سيمونينكو» الأمين الأول للجنة المركزية للحزب والذي يعيش فيه مع زوجته وأطفاله، وثمة مجموعات ملثمة ومسلحة تجوب في الشوارع بحثاً عن الشيوعيين.
تترافق حملة الإرهاب ضد الشيوعيين بحملة إعلامية ينظمها «أبطال الانقلاب» الفاشي لتحميل الشيوعيين مسؤولية تدهور مستوى المعيشة وانخفاض الرواتب والمعاشات وتوجيه أنظار المهمشين ضدهم، ويدعمهم في ذلك إعلام أوروبا الغربية الذي يستمر في بث سمومه إلى الأوكرانيين في محاولة لخلق مذبحة بحقهم، وأعدت فصائل المعارضة الفاشية قوائم بأسماء الشيوعيين في كل منطقة استعداداً لجريمتهم الدموية هذه، وكتبوا أيضاً على جدران أحد مكاتب الحزب: أن الرصاص بانتظاركم!!.

مشروع قانون فاشي في البرلمان

بتاريخ 25 شباط الماضي ناقش البرلمان الأوكراني «الرادا» مشروع قانون منع نشاط الحزب الشيوعي بشكل نهائي ويقترح مشروع القانون رقم 4275 المقدم إلى وزارة العدل في أوكرانيا اتخاذ التدابير المناسبة لإلغاء لائحة الخامس من تشرين الأول عام 1993، العدد 505 التي وافقت على تسجيل الحزب الشيوعي في أوكرانيا وترخيص عمله.
عمل على تقديم هذا القانون الفاشي نواب حزب «الوطن» وحزب «اللكمة»، أي القوميون الليبراليون الذين يدعمون النازية الجديدة والعنف، إن ذلك يذكرنا بأكثر أيام الديكتاتوريات الفاشية قبحاً في التاريخ حيث تم التنكيل بالشيوعيين.

ماذا يريد الفاشيون من حظر الحزب

 كتبت الصحفية إيلينا كوروليفا بتاريخ 26 شباط أن الأحزاب الليبرالية المختلفة تحضر للانتخابات البرلمانية في شهر أيار القادم ويبدو أنهم يخططون لاقتسام «الكعكة» الأوكرانية بدون وجود للحزب الشيوعي ويستعجلون بإصدار قانون منع نشاطه من أجل إبعاده عن المشاركة في الانتخابات. يريدون نهب البلاد الأمر الذي يتطلب إبعاد الشيوعيين «المزعجين» الجميع يريد التأثير في توازن
الانتخابات لمصلحته!!
تمول شركتا «شيفرون» الأمريكية و«بريتيش بتروليوم» البريطانية كل حملة التهويل الهستيرية ضد الشيوعيين في مسعاهم القديم للسيطرة على البلاد منذ عام 1991 بالتنافس مع ألمانيا «ميركل». ولكن التاريخ يتذكر كيف حاول الاحتلال النازي الألماني حظر الحزب الشيوعي في أوكرانيا السوفييتية، وكذلك كيف حاولت السلطات عشية انهيار الاتحاد السوفييتي منع نشاط الشيوعيين في أوكرانيا. كل هؤلاء رحلوا وبقي الحزب الشيوعي شامخاً...