مصر.. تخبط أمريكي جديد
واصل الأحمد واصل الأحمد

مصر.. تخبط أمريكي جديد

تشهد الساحة المصرية وبشكل يومي وقائع جديدة، وإن كانت تبدو متناقضة فإنها في آخر تحليل تعكس درجة النشاط السياسي العإلى التي تشهده الساحة المصرية رغم المحاولات الحثيثة لقوى الفاشية الجديدة من إخوان مسلمين وغيرهم لخلط الأوراق ودفع الأوضاع إلى مزالق خطيرة تحت مسمى حماية الشرعية عبر إشاعة الإرهاب واستهداف الجيش المصري

تتعدد الأدوات التي تعتمد علىها هذه المحاولات ومنها محاولات ضغط حلفاء الخارج الذي أخذ أشكالاً متعددة، ومنها فرض القيود على ما يسمى بالمساعدات الأمريكية لمصر، التي أخذت حيزاً من الجدل في الأوساط المصرية، وفي الإدارة الامريكية إلى أن استقر قرار لجنة الشؤون الخارجية على تخفيف القيود على تلك« المساعدات» وفي هذا السياق كتبت صحيفة الإهرام المصري  في عدد الصادر بتاريخ 20 ديسمبر 2013 ما يلي : «المصالح ولا شيء غيرها هي المحرك الدافع للعلاقات بين الدول صعوداً وهبوطاً‏، ‏وإداركاً لهذه الحقيقة المهمة جاءت موافقة لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي بأغلبية ساحقة ـ 16 صوتا مقابل صوت واحد ـ على مشروع قانون لتخفيف القيود المفروضة على المساعدات الأمريكية المقدمة لمصر. ويعكس القرار استيعاب الكونجرس الأمريكي لقدر مصر وأهميتها، واحتياج لواشنطن لها ولمكانتها الرفيعة في الشرق الأوسط للمحافظة على مصالحها المتشعبة والكثيرة في منطقة شائكة معقدة بأزماتها وتشابكاتها ومسارات أحداثها.
كذلك فإنه يشير في طرف منه إلى أن صوت العقلاء داخل دائرة صناعة القرار في البيت الأبيض وخارجها بات هو الراجح والحاكم، خاصة وإن الإدارة الأمريكية اتبعت نهجاً يتعارض مع عمق العلاقات الأمريكية المصرية، في أعقاب ثورة الثلاثين من يونيو، لأنها عقدت أمالاً عريضة على نظام الإخوان في مصر، ولم تتقبل فكرة إطاحة المصريين بهم.
وبعد أن تأكدت الولايات المتحدة بالأدلة والبراهين الدامغة من سوء حكم الإخوان بدأت تعدل قليلا من سياساتها حيال مصر وشعبها. هذا التحول الأمريكي الذي يعتبر قرار لجنة العلاقات الخارجية أحد مظاهره الجلية جاء بفضل ثبات المصريين على موقفهم واقتناعهم بعدالة ما فعلوه في 30 يونيو، وأنهم على استعداد للاستغناء بصورة كاملة عن المساعدات الأمريكية.
علاوة على أن واشنطن تضع في اعتبارها وحساباتها موقف دول الخليج من الأوضاع في مصر، فهذه الدول ساندت الإرادة الشعبية المصرية لعلمها بان سقوط مصر ـ لا سمح الله ـ سيعني سقوط البلدان العربية كقطع الشطرنج. إن على أمريكا أن تدرك أن مصر أكبر وأهم من أن تخضع للضغط والابتزاز بحفنة مساعدات، مهما كان حجمها ونوعها، وأن معاداتها لمصر وشعبها ستجعلها تخسر الكثير