الحركة الطلابية الإيطالية في تحرك جديد

الحركة الطلابية الإيطالية في تحرك جديد

تتعمق أزمة الرأسمالية العالمية اليوم، وتلقي بظلال أزمتها الخانقة على الشعوب، وتطالب الفقراء بدفع الثمن الباهظ لأزمتها  المستعصية، وفي المقابل تنفجر الحركات الشعبية في مختلف بلدان العالم

وتشتد وتيرة الصراعات الطبقية في أكثر البلدان فقراً، والتي عانت شعوبها وتعرضت للسحق والطحن جراء سياسات رأس المال العالمي، هذه الحركات الشعبية التي تنتشر اليوم في ما يعرف ببلدان «الجنوب« الفقير وليس الجنوب الجغرافي

في إطار مقاومة الحركات الشعبية لسياسات التقشف والليبرالية، شهدت إيطاليا، التي تعتبر من بلدان الجنوب الفقير، مظاهرات طلابية في 80 مدينة منذ بداية تشرين الأول من العام الجاري، وفي الأسبوع الثاني اتسعت رقعة التظاهرات لتشمل 90 مدينة إيطالية رفع الطلاب خلالها شعارات: «لم يعد هناك وقت - التعليم مجاني للجميع - ضد سياسة التقشف التي تتبعها الحكومة الإيطالية في قطاع التربية والتعليم»، وذلك في أول تعبئة كبيرة للحركة الطلابية منذ عقود بدعوة من اتحاد الطلبة الإيطالي، وقد اعتبر الاتحاد الذي دعا لهذه التظاهرات في بيان له أن الحكومة الإيطالية تهدر النفقات على التسليح والشؤون العسكرية وسياسة مواجهة الهجرة وحماية المضاربين وكبار الأثرياء معتبراً هذه السياسات إضاعة للوقت بينما لا يخصص للمدارس والخدمات الاجتماعية سوى القليل .
وذكر البيان  أن الاتحاد قرر أن يحمل إلى الساحات في جميع أنحاء إيطاليا «طوارئ« البلاد الفعلية، والمطالبة بإعادة تمويل تام لقطاع التعليم العام وبحق التعليم، وذلك من خلال كفاح من أجل تغيير جذري للمسار التعليمي مقارنةً بنموذج التنمية الحالي .
أما في روما فقد انطلقت المسيرة الرئيسية من ساحة «بيراميدي»wv متجهة نحو وزارة التعليم، تتقدمها لافتة كبيرة مكتوب عليها «إستيقظي يا إيطاليا فالحقوق ليست للبيع»، ومرددين هتافات «لن ندفع نحن ثمن الأزمة الاقتصادية»، وأخرى «ضد وزيرة التعليم ماريا ستيلا جيلميني».
وفى ميلانو تجمع الطلاب قبيل العاشرة صباحاً في ساحة «كاريولي« في مظاهرة تنظمها تجمعات طلاب المدارس والمراكز الاجتماعية تتقدمهم لافتتان مكتوب على الأولى «نحن نستثمر في التعليم»، والثانية «أنقذوا المدارس.. لا المصارف»، وقد قام بعض الطلاب المشاركين بكتابة عبارة «ليس ديْنَنَا» على واجهة أحد المصارف الكبرى القريب من الساحة، بينما ألقى آخرون أكياس القمامة السوداء أمام مدخله .
وفي باليرمو عاصمة إقليم صقلية الجنوبي تجمع الطلاب بساحة «بوليتياما» وسط المدينة تحت قيادة جمعية طلاب المدارس الإعدادية فى صقلية .
هذا وقد أعلن المنظمون عن «خريف ساخن» مليء بالمظاهرات والاحتجاجات متهمين الحكومة «بتدمير حاضرنا ومستقبلنا»، ومعترضين على السياسة التعليمية التي تقضي باستقطاعات كبيرة من مخصصات التعليم العام والجامعات . ويشارك  في المظاهرات العديد من الإتحادات الطلابية علاوة على العديد من الرموز السياسية والنقابات، وتشهد الساحات والشوارع التى من المقرر أن تجوبها المسيرات استعدادات أمنية وتواجد كثيف لرجال الشرطة وقوات مكافحة الشغب .
بهذا التحرك الخريفي الساخن أعلنت الحركة الطلابية الإيطالية انتقالها إلى تحرك جديد وإلى مرحلة جديدة تدل على ارتفاع مستوى الوعي الطبقي من خلال الشعارات التي تطالب بتخفيض نفقات العسكرة والتسليح وزيادة نفقات التعليم  ليكون التعليم مجانياً ومتاحاً للجميع.