تعفيش حديد مباني الحجر الأسود مستمر!

تعفيش حديد مباني الحجر الأسود مستمر!

ما زالت عمليات التعفيش سيئة الصيت، والتي انتشرت خلال السنين الماضية، مستمرة حتى تاريخه، لكن هذه العمليات أصبحت متخصصة الآن بالتركيز على ما تبقى من حديد في بعض الأبنية والبيوت في المناطق التي أتى عليها الدمار الجزئي والكلي خلال سني الحرب وبسببها، مثل منطقة الحجر الأسود في محيط دمشق!

فعلى الرغم من استنفاذ عمليات التعفيش لأية ممتلكات في الحارات والبيوت التي أتى عليها الدمار في منطقة الحجر الأسود، من أثاث ومفروشات وكهربائيات وبياضات صحية، وحتى أسلاك الكهرباء النحاسية الممددة في الجدران، كما غيرها من المناطق التي اتى عليها التعفيش، تقوم شبكات التعفيش حالياً بالعمل على سحب كل ما تطاله أيديها من حديد في هذه المباني المتصدعة أصلاً!
فبحسب بعض أصحاب البيوت في منطقة الحجر الأسود، وبعد فسح المجال لهم بالدخول إليها من أجل التمكن من إجراء عمليات الصيانة والترميم للبيوت القابلة للترميم والسليمة إنشائياً فيها عسى يعودوا للسكن فيها مجدداً، إن نزع حديد المباني مستمر من خلال ورشات تعفيش عاملة داخل المنطقة، شباب وشابات صغار السن غالباً، مجهزين بمطارق ومهدات وكمبرسورات، وبعض التجهيزات الأخرى، مثل مكنات تجليس القضبان الحديدية بعد نزعها من هذه الأبنية، بل وكان هناك نقارات كبيرة لهذه الغاية أيضاً بحسب بعض أصحاب البيوت!
حيث لا يكتفي هؤلاء المعفشون بعمليات سحب الحديد من بقايا وردميات البيوت المنهارة كلاً أو جزءاً، بل ويقوم هؤلاء بعمليات هدم مقصودة للأسقف وللأدراج السليمة في بعض الأبنية، مع عمليات سحب الحديد منها بعد تنظيفها من بقايا الإسمنت العالق فيها، ليصار إلى وضعها في مكنات التجليس لتصبح قضبان الحديد المسحوبة صالحة لإعادة الاستعمال مجدداً في عمليات البناء والمشيدات، مع ما يعنيه ذلك من سلبيات وكوارث محتملة!
ومن المفروغ منه أن ذلك يعني بيعها بأسعار تقل قليلاً عن سعر الحديد الجديد والنظامي، أي جني المرابح الكبيرة والسهلة لمصلحة القائمين على هذه الشبكات التعفيشية، على حساب أصحاب البيوت والمباني الذين سيضطرون لتكلف مبالغ إضافية وكبيرة لقاء عمليات الترميم، بحال بقاء أبنيتهم صالحة للسكن بعد نزع كميات كبيرة من الحديد منها أصلاً!
أما ما تبقى من حديد غير قابل للبيع من أجل الاستخدام المباشر فربما يتم تجميعه ليصار إلى بيعه لبعض معامل وورشات صهر الحديد بأسعار أقل، كخردة، والتي تقوم بدورها بإعادة صهره وتشكيله لبيعه مجدداً!
أما ما يفقأ العين فهو أن هذه الورشات التعفيشية تمارس عملها على أتم وجه وبكل يسر وعلى عينك يا تاجر في المنطقة، فلا رقيب ولا حسيب، علماً أن أعداد العاملين فيها من الصغار كبير، وتجهيزات عملهم كثيرة ومتنوعة، وهناك سيارات لنقل الحديد تخرج بشكل شبه يومي من المنطقة محملة بالقضبان التي تم تجليسها أو بالخردة المجمعة منها!
فلمن يمكن التوجه بالشكوى على هذه الممارسات التعفيشية المستمرة حتى تاريخه، ومن الجهة التي ستقوم بوضع حد لهذه الممارسات والمحاسبة عليها!؟
برسم وزارة الداخلية- وزارة الإدارة المحلية- محافظة دمشق.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1145