أزمات جزراوية!
عمار سليم عمار سليم

أزمات جزراوية!

يعيش أهالي مختلف مناطق الجزيرة الأزمة تلو الأزمة، وكأنما هناك منبه زمني يعمل بالطريقة التالية: تنتهي الأزمة الأولى لتبدأ الأزمة الثانية، وتليها الأزمة الثالثة..

وهكذا تبدأ أزمة الخبز، ثم أزمة المياه، ثم أزمة الخبز، ثم أزمة المحروقات، ثم أزمة الخبز، ثم أزمة الكهرباء، في دوامة من الأزمات اليومية التي تثقل حياة الناس.

دوامة أزمة الخبز

منذ حوالي شهر، تتواصل آثار أزمة الخبز بمختلف الأشكال في العديد من مناطق الجزيرة الواقعة تحت سيطرة الحكومة والإدارة الذاتية على حدّ سواء، وعندما يبدو أن الأزمة قد انتهت، تستيقظ من جديد لسبب ما.
ففي مدينة المالكية/ ديريك، دخل أصحاب الأفران الحجرية والخاصة في إضراب عن العمل استمر 20 يوماً، وهو ليس الإضراب الأول لهم، إذ سبقه إضراب استمر لمدة أسبوع مطالبين برفع سعر الخبز أو دعمهم بالطحين، حيث توقفت ثمانية أفران عن العمل بعد ارتفاع سعر كيس الطحين إلى 42 ألفاً.
توقف الإضراب بعد قرار الإدارة الذاتية دعم الطحين وتزويد الأفران بسعر 30 ألفاً لكيس الطحين بتاريخ 21 كانون الثاني الماضي، وتجددت المشكلة مرة أخرى، لتؤدي إلى صدور قرار مؤقت يقضي برفع سعر الخبز وإنقاص وزنه. وأصبح رغيف الخبز يباع بـ 250 ليرة وبوزن 300 غرام، فعادت أفران المالكية إلى العمل بتاريخ 14 شباط الحالي.
وحدث الأمر نفسه مع أفران القامشلي السياحية التي عادت إلى العمل منتصف الشهر الماضي، بعد اتفاق مبدئي مع إدارة الأفران العامة لحل مشكلة ارتفاع سعر الطحين.
كما ظهرت طوابير الخبز أمام الأفران الرئيسية في مدينة القامشلي، حيث شهدت المدينة أزمة خبز عامة عدة مرات خلال أشهر، آخرها الأزمة التي حدثت خلال الأسبوع الماضي.
وقد أطلق الأطباء تحذيرات بعد ظهور حالات ذات رئة لا نموذجية التي يشتبه بأنها فيروس كورونا الجديد في ظل أزمة الخبز والاكتظاظ والازدحام حول الأفران لساعات في سبيل الحصول على الخبز في القامشلي.
وفي مدينة الحسكة، تسببت الأزمة الأخيرة، بتوقف الأفران العامة عن العمل، وفقدان الخبز في العديد من أحياء المدينة، وعادت الأفران إلى العمل بعد هدوء التوترات التي حدثت في المدينة. كما توقفت الأفران الخاصة عن العمل في الحسكة بعد ارتفاع سعر الطحين إلى 40 ألف ليرة قبل شهر. ويتخوف الأهالي من تكرار هذه الدوامة التي تختلف أسبابها ولكن آثارها واحدة.

أزمة المحروقات والغاز

عاشت العديد من مناطق الجزيرة أزمات المحروقات خلال الأسابيع الماضية، ففي مدينة عامودا، وقف الناس في طوابير الانتظار أمام محطات الوقود للحصول على البنزين اللازم للسيارات والدراجات، وحدثت طوابير في الحسكة وعامودا من أجل الحصول على أسطوانة غاز. ويسبب ارتفاع أسعار المحروقات بشكل ارتفاعات في أسعار العديد من المواد الضرورية.
وبعد تراجع مديرية النقل عن الزيادة المؤقتة في أسعار النقل، أضرب سائقو حافلات النقل على عدة خطوط بين مدن الجزيرة مرتين خلال أسبوع واحد. حيث بدأ الإضراب في مدينة عامودا على خطوط الحسكة والقامشلي والدرباسية مطالبين رفع أجور النقل من 1000 ليرة إلى 1300 ليرة، فيما وصلت أسعار النقل السوداء إلى 1500 ليرة. وامتد الإضراب إلى عدة مدن وبلدات مثل: تل تمر والقامشلي.
ولهذه المشكلة وجهان، الأول: أن أية زيادة في أسعار النقل سيدفع الناس ثمنها، كما أن ارتفاعات أسعار المحروقات والمواد الأخرى تضع السائقين أمام نفس المقصلة، فكيف سيجري حل هذه المشكلة؟
كما يعاني سكان الحسكة عموماً من نوعية المازوت المستخدم في التدفئة، فحسب فوج إطفاء الحسكة، توفيت فتاة متأثرة بإصابتها إثر انفجار مدفأة منزلية في مدينة الحسكة قبل أيام. وتحدث انفجارات المدافئ المنزلية كل شتاءً بسبب نوعية المازوت المستخدم في التدفئة.

الكهرباء والماء

في بلدة الهول الواقعة قرب الجزء السوري من جبل سنجار عند الحدود العراقية، عاش سكان البلدة والقرى التابعة لها أزمة كهرباء متواصلة منذ سبع سنوات بعد تخريب محطة التحويل الرئيسية عام 2014.
وارتفع عدد ساعات توفر الكهرباء في بلدة الهول وقراها من ساعتين في اليوم إلى 14 ساعة يومياً حسب تصريحات مديرية الكهرباء التابعة للإدارة الذاتية.
وفي تل تمر، يعيش سكان 24 قرية بدون كهرباء منذ شهر كامل، بسبب القصف التركي، وقصف المعارضة المسلحة الذي يستهدف أبراج التوتر العالي في المنطقة كل فترة، وعاشت بلدة تل تمر نفسها بدون كهرباء لمدة ساعات للأسباب نفسها التي تتكرر كل فترة.
كما عانى سكان مدينة الحسكة أزمة مياه الشرب للمرة الـ 18 على التوالي بسبب قطع ضخ المياه من محطة علوك قبل أسبوعين، لتظهر معها كما كل فترة صهاريج المياه الخاصة بأسعار عالية لا حسيب عليها أو رقيب.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1005
آخر تعديل على الثلاثاء, 16 شباط/فبراير 2021 21:05