السفر إلى الرقة مغامرة ومعاناة

السفر إلى الرقة مغامرة ومعاناة

معاناة أهالي مدينة الرقة وسكانها تعددت وتنوعت أشكالها، لكن معاناتهم على طريق السفر، منها وإليها، وخاصة على طريق دمشق، أشد وطأة عليهم من كل أوجه المعاناة الأخرى.

يقع على الطريق الواصل بين دمشق والرقة، وبعد تجاوز منطقة السلمية، حاجزان، أحدهما: تابع للدولة، والآخر بعده بمسافة 5 كم: وهو تابع لـ«قسد»، وهو يبعد عن المدينة بحدود 10 كم.

حواجز مختلفة وتعليمات غير متناسقة

أثناء فترة الحظر المرتبط بإجراءات الوقاية من كورونا، كان حاجز الدولة يمنع الأهالي من الدخول والخروج من المدينة على هذا الطريق، وهو أمر طبيعي تنفيذاً للتعليمات الصادرة والمعممة بهذا الشأن على كافة المحافظات، لكن بعد أن تم تخفيف إجراءات الحظر، وفسح المجال للتنقل بين المحافظات، استمر عناصر الحاجز بمنع الأهالي من الدخول إلى الرقة، ثم وخلال فترة ما بعد عيد الفطر، سمح الحاجز للأهالي بالمرور عبر الطريق دخولاً خروجاً، إلاّ أن الحاجز التابع لـ»قسد» لم يسمح بذلك إلا لأصحاب الاحتياجات الصحية الخطرة، وشريطة توفر تقارير طبية مع هؤلاء، موقعة من وزارة الصحة، أو إحدى مديرياتها، بالإضافة لطلاب الجامعة فقط مع وثائق تثبت ذلك.

مثال عن المعاناة

أعلنت «قسد» الموافقة على دخول أبناء الرقة المقيمين في دمشق إليها، وذلك خلال عطلة العيد، وبموجب قرار صادر باسم مجلس المحافظة، وقد توافق مضمون هذا القرار مع القرارات الحكومية الصادرة بفسح المجال أمام التنقل بين كافة المحافظات ولجميع المواطنين قبل وخلال أيام عطلة عيد الفطر أيضاً.
بحسب بعض الأهالي، فإن بعض المقيمين في دمشق من أبناء المدينة تشجعوا على السفر، وفعلاً استقلوا البولمانات وسافروا، لكن عند وصول هذه البولمانات لحاجز الدولة تم منعهم من الدخول للمدينة، وبقي هؤلاء المسافرين في العراء طيلة ثلاثة أيام، وهي عطلة عيد الفطر، وبعد انتهاء هذه الأيام الثلاثة تم السماح لهم بالدخول الى المدينة، لكن المؤسف بعد كل العناء والتعب أن حاجز «قسد» منع هؤلاء من استكمال طريقهم للمدينة، متذرعاً بالقرار الصادر عن مجلس المحافظة، والذي لم يفسح المجال بالدخول لمدينة إلاّ خلال فترة عطلة العيد التي انتهت عملياً، مع فسح المجال بالدخول للمدينة أمام من يحمل تقريراً طبياً أو إن كان من طلاب الجامعة مع وثائقه فقط!، وبحسب بعض المسافرين فقط توفي جراء هذه المعاناة شخصان.

مكاييل متباينة

تجدر الإشارة إلى أن المسافرين من الحسكة إلى الرقة يسمح لهم بالدخول إلى المدينة، وكذلك القادمين من مدينة حلب إلى الرقة، لكن كل من يكون قادماً من دمشق أو من دير الزور لا يسمح لهم بالدخول، وتتقطع بهم السبل بين عناصر الحواجز على الطرقات، سواء التابعين للدولة أو التابعين لـ«قسد».
فبعض أبناء المدينة ما زالوا مضطرين للبقاء في دمشق وهم على هذه الحال منذ أكثر من شهرين، الفترة التي تم إغلاق الطرق خلالها، وفي ظل هذه الإجراءات التي تكيل بمكاييل مختلفة ومزدوجة لم يعودوا يعرفون كيف يتصرفون؟، ولا إلى أين يلتجؤون من أجل إيجاد حل لهم ولمعاناتهم التي طالت!.

معلومات إضافية

العدد رقم:
968
آخر تعديل على الخميس, 11 حزيران/يونيو 2020 17:16