لمن تحفر القبور
نوار الدمشقي نوار الدمشقي

لمن تحفر القبور

طلع الدولار طلعت الأسعار نزل الدولار الأسعار ما دخلها.. هيك تعودنا مع كل موجات ارتفاع بسعر الدولار خلال السنين الماضية.. بس هالمرة كتير كانت الفجوة كبيرة وكتير كانت النتائج وخيمة علينا.. وكتير كان الطناش الرسمي ع هي النتائج..

يعني وقت وصل سعر الدولار للـ1000 ليرة مباشرة ارتفعت معو الأسعار وفوقها صار في ندرة لبعض السلع بالسوق كمان.. لأن التاجر الكبير صار يحسبها أنو بضاعتو عندو وعم يربح فيها بين يوم والتاني باعها أو لأ.. بس وقت رجع سعر الدولار وانخفض ما شفنا انخفضت الأسعار معو.. والأنكى من هيك أنو الكل عم يحكي عن الإنجاز بتخفيض سعر الدولار بس ما حدا عم يحكي عن المصيبة اللي لحقت الناس من ورا الأسعار بالسوق.. وكيف صارت عيشتها..
لك الفرق بالأسعار بين وقت كان الدولار بحدود 640 ووقت صار بحدود 1000 كبير كتير.. وبدهم يانا نفرح أنو رجع سعر الدولار لحدود 750 ليرة.. لك هدول 100 ليرة فرق يا عالم.. يعني إذا بدنا نقرشهم ع الأسعار بتطلع عيشتنا بتهوي أكر مما كانت بتهوي فكيف التقريش ع الأسعار اللي ما نزلت ووقفت عند حدود السعر الأعلى للدولار.. والله أعلم شو مخبية الأيام..
أما المضحك بالموضوع وقت بتصير القصة والتفشيشة ع حساب الصغار.. رغم أنو ما بدنا نبريهم.. بس مثلاً يعني شو ذنب البياع الصغير إذا التاجر الكبير ما بيعطيه فاتورة.. طيب فرجونا شطارتكم ع هالحيتان الكبار بالبلد.. والأهم فرجونا شطارتكم وخلو السورية للتجارة هي اللي تستورد وتبيع الأساسيات واللي مو أساسيات كمان.. مو تاخد من التجار الكبار متل العادة.. يعني قصة السلة الغذائية مو راكبة حبيباتي.. لأن هالطينة من هالعجينة..
ووقت منحكي عن السرقة والنهب والفساد اللي صار واللي عم يصير بيجي مين بدو يجيرها علينا مزاودة ووطنية وحرب وحصار وعقوبات.. رغم القصة كتير واضحة وما بدها تنين يحكوا فيها.. الحيتان الكبار بالبلد عاملين متل المنشار طالع آكل نازل آكل.. وبحجة العقوبات والحصار حجم سرقتهم ونهبهم وفسادهم واستغلالهم صار أكبر.. وهدول اللي عم يبيعونا وطنيات هنن نفسهم مو قابضينها وبايعينها بقشرة بصلة كمان.. بس العترة علينا بالأخير لأن كلو من جيوبنا وع حساب عيشتنا..
لك خلصونا من كل هالزعبرات المفضوحة.. أزمة غاز وأزمة كهربا وأزمة مواصلات وأزمة أسعار وأزمة دولار وأزمة معيشة وأزمة صحة وأزمة صناعة وأزمة إنتاج وأزمة تصدير وأزمة... وما عم ينحل شي ولا بدهم يحلو شي.. ونحنا دائماً عن نركض هون وهون ونتلهى ويضيع عمرنا هدر واستغلال.. يعني مو بقيان غير القبر.. ورغم هيك كمان صار عليه أزمة..
بس نصيحة لوجه الله وقت الناس تبدا تفكر بالقبور لأن خياراتها خلصت ما حدا بيعرف مين اللي ح يندفن فيها بالأخير..

معلومات إضافية

العدد رقم:
943