قراءة في توصيات المؤتمر العام التاسع لنقابة المعلمين تعميق ثقافة المقاومة لدى الناشئة والنهوض العلمي والتربوي بالأجيال

ركز المؤتمر العام التاسع لنقابة المعلمين الذي أنهى أعماله منذ أيام قليلة على مجموعة من القضايا التي أصبح من الضرورة معالجتها، خاصة وأنها ما انفكت تدور من عام إلى عام دون إيجاد حلول دائمة لها كموضوع المدارس المجمعة، والمدارس الطينية، وتشميل بعض مراكز المدن (مركز مدينة الحسكة ودير الزور) بتعويض المناطق النائية، ووضع أسس لاختيار الموجه التربوي والاختصاصي وتفعيل دوره، وإعادة النظر بواقع الخريطة المدرسية وخاصة فيما يتعلق بموضوع تأمين الأراضي ومنح تعويض اختصاص لمعلمي الحرف ومنح قروض لخريجي التعليم المهني والتقني... إلخ..

وخرج المؤتمر بمجموعة من المقترحات والتوصيات الهامة، خاصة في المجالين الثقافي والسياسي، حيث أكدت على ضرورة تعزيز ثقافة المقاومة لدى الأجيال، وتعزيز العلاقات النقابية مع المنظمات في الدول الشقيقة والصديقة..
وفي قراءة سريعة للمؤتمر في توصياته ومقترحاته التي خلص إليها، نرى أنه في مجال التعليم العالي دعت توصيات المؤتمرين إلى العمل على إحداث جامعة لنقابة المعلمين في محافظة اللاذقية، يتم تخصيصها لأبناء المعلمين فقط بتخفيض لا يقل عن /50/ بالمائة والتوسع الأفقي في إحداث وافتتاح الجامعات والمعاهد بما يضمن قبول أكبر عدد ممكن من الحاصلين على الشهادة الثانوية بكافة فروعها وإمكانية وضع خطة بين وزارة التعليم العالي ونقابة المعلمين والاتحاد الوطني لطلبة سورية لوضع برنامج يهتم بخلق بيئة اجتماعية متميزة في الجامعة وتحديد نسبة لا تقل عن /20/ بالمائة لفروع النقابة في الجامعات من الموارد الذاتية للمقاصف والمنتديات عملا بأحكام اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم الجامعات وإعادة النظر في الأسس والمعايير الناظمة لعملية توزيع السكن وبحث إمكانية إحداث برامج للتعليم المفتوح في الدراسات العليا.

وفي المجال التربوي نجد أن المزاج العام للمؤتمر قد جنح إلى المثالية الفائضة، حيث دعا في إحدى توصيلته إلى القضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية بعد أن جرى حديث مطول أثناء المناقشات عن آثارها السلبية دون الوصول إلى آليات واقعية لتنفيذ هذه الدعوة – الرغبة الحالمة، ولا البحث المعمق والشفاف في أسبابها.. كما جرى البحث في تفعيل دور المجمعات الإدارية والسماح لحملة شهادة الكيمياء التطبيقية للتقدم للمسابقات التي تقوم بها الوزارة للعمل في المخابر المدرسية، ومنح حملة الدبلوم علاوة قدرها /5/ بالمائة لسائر الخريجين، وإيجاد فرص عمل لخريجات الفنون النسوية، وزيادة نسبة القبول الجامعي لخريجي التعليم الفني والتقني ورفع المنحة للطلاب من /100 الى 300/ ل.س شهريا في التعليم الفني والتقني وإخلاء الأبنية المدرسية المشغولة من جهات أخرى، واستثمارها لصالح العملية التربوية.
وفى المجال المالي والتنظيمي وشؤون الأعضاء، دعت التوصيات والمقترحات إلى تعديل نظام العاملين الأساسي وإلغاء سقف الأجر والمشاركة في وضع اللائحة التنفيذية لمرسوم تخفيض النصاب للحفاظ على التراكم في التخفيض وشمول الأدوية الهرمونية العلاجية والأدوية المركبة بمساعدة صندوق التكافل وتشميل الجراحة التجميلية الناجمة عن عمل جراحي في خدمات صندوق التكافل الاجتماعي وأهمية زيادة المساعدة الفورية عند الوفاة وتفعيل صيغة العلاقة بين النقابة والوزارتين، ومنح رؤساء الوحدات النقابية حوافز تشجيعية ووضع أسس أكثر وضوحاً للترشيح للمهام النقابية القيادية المتسلسلة تلحظ التدرج في المهام النقابية وزيادة عدد المفرغين في الفروع بما يتناسب وتنامي إعداد المعلمين وتفريغ أعضاء مكاتب الفروع النقابية .
ونوهت التوصيات والمقترحات التي خلص إليها المؤتمر في مجال النشاط الاجتماعي والمشاريع الاستثمارية إلى إقامة منشأة سياحية خدمية للمعلمين على الشاطئ السوري وتأمين دليل للمشاريع النقابية الخدمية والاستثمارية يوضح فيها بداية المشروع وتاريخ الانتهاء منه وأهميته وريوعه، وإقامة منشات رياضية، وإحداث مراكز أنشطة في الفروع النقابية وتشكيل مكتب فني وقانوني لدى المكتب التنفيذي والفروع التي لديها مشاريع استثمارية وخدمية لضرورة العمل.
في مجال الثقافة والإعلام أكدت التوصيات على تعزيز الثقافة التربوية، والمشاركة في تخطيط برامج القناة التربوية، وتخصيص حيز فيها للنقابة ومشاركتها في المؤتمرات الثقافية على المستوى المحلى والعربي، والتنسيق مع وزارة الإعلام في وضع برنامج للإعلام التربوي يتضمن ندوات وبرامج تربوية، والمشاركة في الرقابة التربوية على المسلسلات والإعلانات التي تخص العمل التربوي، وتفعيل وتطوير برنامج بناة الأجيال الإذاعي والتلفزيوني من خلال التعاون مع المراكز الإذاعية والتلفزيونية بالتنسيق مع مكاتب الثقافة والإعلام الفرعية.
وأشارت إلى أهمية تكريم المعلمين المبدعين في المجالات الأدبية كافة أثناء الاحتفال بعيد المعلم وإحداث مسرح خاص لنقابة المعلمين في اللاذقية أسوة بالمسرح الجامعي وإيجاد صلة بين المسرحين وتعميق الثقافة المسرحية الوطنية والقومية والتصدي للثقافات الهدامة التي تؤثر في الجيل ووضع خطط عملية لتحصين الأجيال الناشئة ثقافيا لمواجهة الغزو الثقافي التي تتعرض له الأمة العربية وإغناء ثقافة الأجيال بثقافة المقاومة وتسهيل منح القروض للمعلمين من دون فوائد.
أما في مجال العلاقات الخارجية ركزت التوصيات على ضرورة إحداث موقع لنقابة المعلمين على شبكة الانترنت باللغتين الفرنسية والانكليزية والتواصل مع المنظمات النقابية في البلدان المؤيدة للحقوق العربية والتواصل الدائم بين نقابة المعلمين في سورية والمنظمات الشبابية والطلابية والتعليمية في العالم العربي والإسلامي لشرح عدالة قضيتنا من خلال إقامة ندوات ومحاضرات في الدول العربية والصديقة.
وأخيراً، في المجال السياسي أكدت التوصيات والمقترحات على دور نقابة المعلمين والمؤسسات التربوية في تعميق مفهوم ثقافة المقاومة لدى الناشئة واقتراح تخصيص يوم /14/ 8 / من كل عام عيدا للمقاومة في ذكرى انتصارها وتسليط الضوء على الأعمال الإجرامية الوحشية والمجازر التي ارتكبها العدو الصهيوني في حربه الظالمة على لبنان وتفعيل الأنشطة الفنية والفكرية والإعلامية التي تخدم هذه القضية.

معلومات إضافية

العدد رقم:
280