وصية والدي !!!! الشيوعي القديم

تعرض والدي ذو الـ /70/ عاماً لوعكة صحية جديدة – كما بات فريسة سهلة لعدة أمراض التي لا يبرأ منها (الجلطة التي تعرض لها عدة مرات – السكري) حتى أصبح كالأعمى الذي يعتمد على حاستي اللمس والسمع.

وهو قبل كل شيء، ولد في أسرة فقيرة – أختار الحزب الشيوعي منذ شبابه ويعتبر الآن أقدم شيوعي في منطقة الجزيرة ولايزال على المبدأ) تعرض للمطاردة والجوع أثناء العمل السري وتنفيذ المهمات الخطيرة – أحداها ضرب أحد الإقطاعيين في بلدة عامودا عندما كان الإقطاع يستطيع قطع رأس أي كادح فقير مثل ( صالح ميرزو) كما يقال لا مفر من المقدور. وبينما كان يتلوى من الألم تحدثت إليه – قال أأنت هنا ؟

إني راحل؟؟ فطيبت خاطره، وطمأنته... وقلت لبعض الناس الذين حولنا إنني أحزن على والدي الشيوعي المبدئي-الذي أصبحت -هموم لقمة العيش- قاعدة لتفكيره من خلال الحزب الذي تربى فيه أكثر من نصف قرن، أهمله الحزب لمجرد إبداء رأيه- في قاسيون - وعرض نفسه لمواقف شائكة من قبل أشخاص انتهازيين يسعون إلى تحقيق مآربهم الشخصية، من خلال إضعاف آخرين لا علاقة لهم بالمبدأ والمبدئية، وإذا تخلصت الأحزاب من أمثال هؤلاء (الممثلين البارعين) كما كان يعتقد أبي الذي نقدهم لسوء سلوكهم فتصبح كل الأحزاب مكاناً للأمل....!!! الجيدون موجودون في كل مكان عليهم الالتقاء لتشكيل حالة حزبية شيوعية سليمة!!!

الآلاف من الشيوعيين المبدئيين هم خارج الأحزاب، فهل من حزب شيوعي يجمع أمثالهم ويتبناهم ؟؟؟ وعندما سألني بعض الناس من حولنا !!لماذا تحزن على أبيك – والناس كلهم يحترمونه –وهو مناضل شيوعي معروف –قلت له تصوروا الآن –لا سمح الله لو أنه توفى –فأي جناح سيؤبنه وأي طرف سيلقي كلمة التأبين ؟؟ ومن سيتبناه ؟ وينشر صورته في جريدته-فهو شيوعي وكفى !!!!!!-دون صوت انتخابي لكثرة ما اعطاه للمرتزقةوالمنافقين الذين يتنكرون له الآن - لقد قال لي منذ أيام بعد أن سألته عن هذا الكلام- أجاب: يا بنّي أنا لا أطلب الاعتراف بشيوعيتي من أحد أرسلتك للعمل الفدائي الى لبنان في الثمانينات لدرجة انه أذيع بين الناس إنك استشهدت مع ذلك لم تحصل على المنحة الدراسيةالتي باعها المسؤولون اللصوص، ولم يستفد أحد من أبنائي من أي مكسب جبهوي أو أي وظيفة حكومية – وما يحزنني أن بعض المسؤولين أرسلوا أبناء أمثال ذلك الإقطاعي بمنح حزبية –وعادوا بشهادات عليا كي ينخرطوا في صفوف أعداء الشيوعية والشيوعيين – متبجحين إنهم اشتروا المسؤولين بمالهم– وهم حفنة معروفة لا يزال بعضهم حياً – وإذا كان لقولي خلاصة، فخلاصة ما يقال الآن بأزمة الشيوعيين ما هو في الواقع إلا أزمة عقول بعض المسؤولين الذين يتكلمون باسم الشيوعيين وهم في الحقيقة معادون لها بطريقة أخرى، ولا يزالون يعتقدون أنهم يحملون رسالة، والخطر لا يأتيهم إلا من الإمبريالية العالمية والعولمة...!!. 

 

■ سيامند ميرزو

معلومات إضافية

العدد رقم:
232