عبد الحليم خدام فاسداً... «صح النوم»
شخصياً، لم ،أتفاجأ -البتّة- بما أدلاه نائب رئيس الجمهورية السيد عبد الحليم خدام، لتلفزيون العربيّة، من تصريحات ملتهبة، ليس من زاوية مصداقيتها، أو افترائها، لأنّ حكم القيمة لا علاقة لي به، هنا، في أقل تقدير، كما إنّني استمعت إلى كلّ ما أدلى به السادةأعضاء الشعب في اليوم التالي، ليلة رأس السنة الجديدة31-12 2006، وهو أيضاً مالم أتفاجأ به، كأيّ مواطن سوريّ ،تكونت لديه منظومة التحاليل الخاصة به، في ظل ثقافة الأحكام العرفية والطوارىء، واضعاً مقاييس الوطنية الحقّة على طريقتي، لا كما يتمّ تلقينها ببغاويا ً منذ أكثر من أربعين حولاً (لاأبا لك يسأم) وعذراًمن زهير بن أبي سلمى، ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم ....!
بل إن ما أريد قوله تحديداً، في هذا المقام من القلق، ولا أرمي به - السيّد عبد الحليم خدام كفرد -وهو أحد الذين كنت أعنيهم ،أنا وسائر كتّاب الرأي المختلف، من أشراف الوطن في ألذع المقالات النقدية - باعتباره واحداً من جوقة رموز الفساد، حيث كنّانشير إليهم، وهم في سدّة المسؤولية ( سدّ الله أبوابهم في الدنيا والآخرة ) وبعيداً عن لغة التشفي والتخوين اللتين هما من صلب ميراث هما من ثقافة " الطوارىء الطارئة"، لا بل و بعيداً عن دوافع و أجواء" حفلة الشتائم " الكوميدية - التي انطلقت شرارتها ضدّ خدّام ،من تحت قبة" مجلس الشعب" في سورية في هذا اليوم الأخيرمن عام القلق والترقّب والتوتر ودفع الفواتير ثمنا لما لا علاقة لمواطننا به، للأسف ..
إن السيد عبد الحليم خدّام، بصراحة، لم يتغيّر، يوماً ما، لأن عبد الحليم خدام 1963- هو عبد الحليم خدّام 1970 و 1971 و-1980- و1982 و -1990- و 2000-2001،2005، بل وخدّام 2010 وهو باختصار - ابن عقلية انتهازية، معينة، في الأصل، كما يمكن الحكم عليها ضمن خط سيرها البياني ،كأنموذج نهّاز، معروف بين ظهرانينا جيّداً، ترعرعت عقوداً، في أجواء مناسبة جدّاً، وشكّلت مدرسةً - هو مجرّد تلميذ فيها -وينتمي إليها الكثير من شاتميه، ممّن هم مستعدّون أن يلعبوا دوره، نفسه، ما أن حوصرت أو ضربت مصالحهم، أو غدوا أمام مصالح أكبر....!
طبعاً، إذا كنت أرى أنّ شهادة خدّام - هي مردودة -الآن ،لأنّه أحد اللصوص في سورية، فإنّني أرى كلّ من بات يقدّم - شهادةً- ضدّه الآن" فقط"، مردود الشهادة، أيضاً ..! يقيناً، السيد خدّام ليس بحاجة إلى أن يباع " الآن" أو يرتشي من جهة ما، أو يشترى له " قصرمنيف" في باريس، أو بيروت، شأنه شأن "قطيع" لصوصنا الموجودين- الآن - في مواقع المسؤولية، فهو قد سرق ما سرق، وضرب ما ضرب، ثم هرب..!، على حساب تجويع أطفالي، وأطفال غيري - ومن هنا إنّه من حقّي، أن أبصق في وجه كلّ لصّ منهم، والموجودين منهم هنا داخل الوطن، قبل الفارّين منهم بأبعاض الخزينة المسكينة، بل وهو هنا ليس الأول، ولن يكون الأخير، أبداً، ضمن هذه المعادلة من علاقة الحاكم بالمحكوم، وفي الغياب التام للديمقراطية.....! -
أخيراً، إنّ مادعاني -هنا-كي أدلي بدلوي وأكتب، في هذا المجال، هو لكي نتحرّك معاً، كي نشير إلى - عشّ اللصوص - واحداً واحداً .. ولن أترك شوكتي تتمادى في وخزالحلق و القلب، وأنا ألقي أسئلتي في وجه أكثر شاتميه:
-لم تأجلت شهاداتكم، إلى الآن- يا سادة .....!
- أين كنتم بربكّم، عندما أشارت صحيفة الحزب الشيوعي السوري -نضال الشعب- «والتي كان يرأس تحريرها د. قدري جميل، آنذاك» إلى مشكلة النفايات النووية، وليس هو بطلها وحده فقط
-عندما كنتم تردون علينا : إنّ هذا تشكيك في قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي، وإنّه عداء للثّورة، وإلى آخر مخترعات" ثقافة التخوين" "الطارئوية"، سبب كل وباء ووبال وطنيين....!
- ترى، أيجوز لمن سكت عن جرائم الرّجل وأمثاله - بالأمس - أن يشتمه الآن، حيث لا مأثرة للشاتم والمشتوم، ضمن هذا المفهوم....؟ ماذا لو جاء خدام - قبل ظهوره على الفضائية - بيوم واحد، و أعلن ولاءه لسيادة الدكتور بشار الأسد- وأقولها بحيادية
-... أيّ منكم كان سيشتمه بربّكم.؟..إني أتحدّى ...!.
هامش "طارىء": بعد انتهائي من كتابة" مقالتي "وإطلاقها في الفضاء الالكتروني، أعلمني أحد أطفالي أن مجلس الشعب قرّرسحب الجنسية من السيد عبد الحليم خدام وهو -هنا - سيشعربمعاناة وآلام الكرد السوريين ممن انسلخت منهم الجنسية على يديه وأمثاله، لأنه أحد صناع هذا القرار الآثم، وليتحول بالتالي من نائب رئيس جمهورية إلى" أجنبي"، على أمل أن يتمّ مثل هذا الإجراء بحق لصوص ومجرمي الداخل قبل الخارج، وكلهم من المسؤولين، والمسؤولين عما ألنا إليه اللهم ليس تشفياً. آآآآآآآآمين
■ ابراهيم اليوسف