حكاية فساد حسكاوية !

يقول (هاينه) الشاعر الألماني: (نادرا ما فهمتكم، ونادرا ما فهمتموني ولكننا حين نسقط في الوحل نتفاهم فورا).. انتهى كلام هاينه.. وأقول أيا ترى ألم نسقط في الوحل بعد؟....

في البدء: على الجميع أن يكونوا معنيين بالإجابة على هذا السؤال (الفساد). لماذا كل هذه السرقات؟.. لماذا استفحل فينا نهم شديد في المجتمع؟ وفي دوائر الدولة؟

في كل مكان الرغبة تعاظمت باقتناص ما تيسر لهم من جسد هذا الوطن؟ وكل حسب وسع فمه و (نفوذه)..

عفوا اسمحوا لي أن أقدم لكم حكاية النص :أقصد مركز أعلاف الحسكة والمتاجرة بالمقنن العلفي، وهو ما يخص الفلاح المسكين المغلوب على أمره في هذه البلاد وهو من كان عماد الثورة كتوأم في نظرية الكادحين إلى جانب أخيه (العامل). نسأل لماذا هذه البلاد غارقة في فقرها وفسادها، حتى صار للفساد ثقافة ولغة ورموز، ومصطلحات بوهيمية، وشيفرات لايفك إلا الخالق كنهها؟؟ حتى الزيتون لم ينج من الفساد في الحسكة!!

في 27/2/2007 تم الكشف بوساطة إحدى الجهات عن حالات فساد في فرع أعلاف الحسكة، وكذلك الشركة العامة للكهرباء، ووضعت تلك الجهة يدها على عملية فساد كبيرة في فرع محروقات الحسكة، وكذلك في مؤسسة السكك الحديدية، وتم إزاحة العديد من الفاسدين بخطوة وطنية، إلا إن ما خفي هو أعظم بالتأكيد.

ويبقى سؤال واحد لمن يشعر بالمسؤولية تجاه الوطن:

لماذا يستثنى مركز أعلاف الحسكة، والذي باع 3800 طن للتجار من مادة أرضيات الأقماح.. أقماح صالحة بيعت على أنها أعلاف... بيعت للتجار ومنهم: صبحي الحسن، احمد عبدو، حادي عزو المعيشي الملقب بأبي حدو خضر عبدو، علي عبدو.. وغيرهم. طبعا بفارق سعر للطن عن تسعيرة الدولة ما يتراوح بين 2000- 2500 ليرة سورية، مع العلم أنه لم يستفد أي من المربين، بل تم قطع فواتير بأسماء مربين استفادوا على الورق فقط ولم يحصلوا على مخصصاتهم العلفية. وربما هذا أحد أسباب شح العلف مع حاجة المعنيين الكبيرة إليه، إذا عرفنا أن محافظتنا تأتي في المراتب المتقدمة من بين المحافظات في تربية الحيوان، فإذا كانت المؤسسات الرقابية والأمنية تريد القيام بفعل منطقي وحقيقي بحيث يتساوى الجميع أمام القانون، إليكم ما يلي وهي أحلام أرى أنه في حال الأخذ بها، يمكن الحد من هذا الفساد ولو قليلا:

1 - أن تؤخذ أرقام السيارات.

2 - التحقق من الأسماء التي قطعت بموجبها الفواتير.. وهل استفادوا أم لا؟

3 - السؤال عن جهة وأماكن تنزيل الأعلاف..

4 - التحقق من أمين الصندوق لمن منح المادة ومن منظم الفاتورة لمن نظمها؟

5 - من هو أمين الصندوق؟ وممن استلم مبلغ المادة المباعة؟..

 طبعا الحكاية لم تنته (والحبل على الجرار) فهناك حكاية النخالة، وتوزيعها..

 أتمنى من الجهات المعنية قبل أن تعرف من هو كاتب هذه السطور أو الحكاية، التحقق من مركز أعلاف الحسكة المشهور بفساده العلني؟ ونحن بدورنا نعاهد قراءنا أن نستمر في قص الحكاية السندبادية..

■  الحسكة- مراسل قاسيون

آخر تعديل على السبت, 12 تشرين2/نوفمبر 2016 13:25