لمَ التباطؤ بإنجاز طريق دير الزور – البوكمال؟

تعد مدينة البوكمال من كبرى مدن محافظة دير الزور، سواءً بعدد سكانها أو بمساحتها الجغرافية، حيث يبلغ عدد قاطنيها مع القرى التابعة لها ما يقارب النصف مليون نسمة، وتبلغ حدودها الإدارية من طلعة الصالحية إلى الحدود العراقية بما يزيد على الـ/50 كم/.. هذا التجمع السكاني الهائل، وهذه المساحة الشاسعة، بعيدة كل البعد عن الاهتمام الجدي من المسؤولين، وخاصة الاهتمام بربط المدينة بشبكة طرق جيدة مع محافظة دير الزور وبقية المحافظات..

من المعروف أن البوكمال تساهم مساهمة قوية في تشكيل السلة الغذائية في البلاد سواء من حيث إنتاج المحاصيل الإستراتيجية مثل القمح والشعير والقطن، أو من خلال إنتاج الخضار والفواكه، وخاصة الرمان حيث يبلغ إنتاج المدينة من الرمان سنوياً ما يقارب المليون طن، ويتم تصديره إلى تركيا ودول الخليج..

كما تساهم البوكمال برفد الخزينة العامة بمليارات الدولارات من خلال إنتاج النفط والغاز الموجودين بكثرة في محيطها.. كل هذا وما تزال البنية التحتية بحال بدائية، فالطريق التي تصل البوكمال بمدينة دير الزور لا تصلح إلا أن تكون طريقاً زراعية في أحسن الأحوال، وهناك من يرى أن الطرق الترابية الموجودة في البادية أجود وأصلح من هذه الطريق!.

وإذا كانت الطريق إلى دير الزور، وهي الأكثر ارتياداًً من الناس، على هذه الشاكلة، فإن الطرق التي توصل المدينة ببقية المحافظات، وخاصة محافظتي دمشق وحلب، ليست بأحسن، لدرجة أن تسميتها الشائعة باتت «طرق الموت» لكثرة الحوادث الحاصلة فيها، والوفيات الناجمة عن تلك الحوادث..

وإذا كانت الطرق الخارجية على هذه الصورة، فإن الطرق الداخلية فيها أكثر بؤساً، فشوارع المدينة توحي بأنها ضمن مدينة منكوبة أو مهجورة، إذ لا يوجد شارع منار أو معبد بشكل جيد، والحفر والأتربة والأرصفة المخلعة تنتشر في كل الاتجاهات، وكأنما لا يوجد مجلس بلدي، ولا اعتمادات أو ميزانيات، ولا من يحاسب المقصرين على تقصيرهم؟!.

نحن في قاسيون نطالب بالإسراع بإيجاد الحل المناسب لهذه المعاناة، والبدء بالعمل في تحسين حال الطرق الداخلية والخارجية، وخاصة طريق دير الزور – البوكمال، علماً أنه قد تم انتهاء الأعمال بهذا الطريق من دير الزور إلى مدينة الميادين، وما تبقى لا يزيد على الـ/60/ كم فقط.. فلماذا التباطؤ والتأجيل؟. 

البوكمال ـ تحسين الجهجاه