مرض الصدأ يهدد محصول القمح الفراتي.. «السويعية» و«الغبرة» نموذجاً..

بات محصول القمح في البوكمال مهدداً بالتلف أو التراجع، من خلال إصابة آلاف الدونمات من حقول القمح بمرض الصدأ، إضافة لإصابتها بحشرة المن، وهذا مؤشر خطير لاحتمال حصول كارثة كبرى، دون أن يرف جفن للجهات الوصائية العليا، حيث لم يحرك القائمون على المسألة الزراعية ساكناً، على الرغم من أن مديرية المنطقة الزراعية في البوكمال قد أخبرت مديرية زراعة ديرالزور بهذا المرض، لكن لا حياة لمن تنادي، فهل هناك من يسعى إلى هدم معقل هام من معاقل اقتصادنا الوطني؟!

والحال كذلك، فإن فلاحي البوكمال يتسابقون على الصيدليات الزراعية بحثاً عن مبيد لحشرة المن، حيث يضطر الفلاح لدفع 200 ل.س قيمة مبيد عن كل دونم، إضافة إلى 230 ل.س أخرى لمكافحة الأعشاب الضارة ومرض الصدأ، ناهيك عن تكاليف السماد وأجور الري، ما جعل الفلاح يعيش كوابيس متلاحقة في الليل والنهار، بالوقت الذي يجب أن تقوم فيه وزارة الزراعة بمكافحة مرض الصدأ الناتج عن حالة الجو السديمية المستمرة مجاناً، باعتباره وباء طبيعياً خطيراً.

في جولة لقاسيون على بعض الحقول في قريتي السويعية والغبرة، كنماذج لعشرات القرى الأخرى وحقولها، تبين لنا أن هذا المحصول يتهدده الخطر الأكيد إذا بقيت اللامبالاة سيدة الموقف، فهل ستبقى الحكومة واقفة تتفرج مكتوفة الأيدي، ليفنى أهم محصول للعباد والبلاد؟! على نية أن تبدأ بالبحث عن دولة أخرى لتستورد منها هذه المادة الضرورية والهامة في حياة المواطن السوري؟! إن هذا يعد ضربة قوية للاقتصاد الوطني، وبالتالي ضربة خطيرة لموقف الممانعة الذي تقفه سورية.

وفي الإطار نفسه فمازال الكثير من الفلاحين في البوكمال لم يستلموا مبلغ الـ800 ل.س التشجيعي، عن كل دونم زُرِع بالقطن في الموسم الماضي، رغم مضي أكثر من عشرة أشهر، باستثناء جمعيتين اثنتين فقط، فأي تشجيع هذا الذي تدَّعيه وزارة الزراعة ومديريتها في ديرالزور؟!

نضم صوتنا إلى أصوات فلاحي البوكمال، ونطالب وزارة الزراعة بالبدء فوراً بمكافحة مرض الصدأ الذي أصاب حقول القمح، ويهددها بالتلف الكامل، كما نطالب بصرف المبلغ التشجيعي المذكور لمن زرع وسلم محصوله من القطن، وفي ذاك تعزيز لكرامة المواطن، وتمتين لصمود سورية في وجه المخططات الإمبريالية الصهيونية، عبر الالتفات إلى مصالح العمال والفلاحين وسائر جماهير الكادحين وتأمين احتياجاتهم ودعم معيشتهم، وبذلك تصان كرامة الوطن والمواطن التي تبقى فوق كل اعتبار.

■ تحسين الجهجاه