إرهاب متجول.. حمص.. قامشلي

إرهاب متجول.. حمص.. قامشلي

ثلاثة تفجيرات إرهابية طالت المواطنين في القامشلي عشية رأس السنة الميلادية، وقد ذهب ضحية تلك التفجيرات 16 مواطناً حسب وسائل إعلام محلية، بالإضافة إلى عدد كبير من الجرحى، وذلك في حي الوسطى في المدينة، من خلال تفجيرين انتحاريين، والثالث كان بعبوة ناسفة، استهدفت أماكن تواجد المواطنين الآمنين في قلب المدينة، فيما تبنى تنظيم (داعش) هذا العمل في وقت لاحق.

استهداف المدنيين

لم يكن ذاك الفعل الإرهابي وحيداً وفريداً، فقد سبقه أيضاً وقبل بضعة أيام فقط، ثلاثة تفجيرات متزامنة مماثلة، وذلك عبر سيارتين مفخختين وتفجير انتحاري لنفسه، طالت المواطنين الآمنين في حي الزهراء بحمص، ذهب ضحيتها أكثر من 32 مواطناً، بالإضافة إلى أعداد كبيرة من المصابين والجرحى.
يشار إلى أنه تم تسجيل العديد من العمليات الإرهابية المشابهة شكلاً ومضموناً، في العديد من المناطق والمدن السورية، طيلة العام المنصرم، وكانت موجهة ضد المدنيين الآمنين، وذهب ضحيتها المئات من المواطنين قتلى ومصابين، إضافة إلى الأضرار المادية الأخرى، بالممتلكات الخاصة والعامة.


فاشية وارهاب

تلك العقلية الإجرامية الفاشية والمتوحشة، وآلتها الإرهابية المتجولة، التي تمارس عمليات القتل بحق المدنيين، ليست عشوائية في أماكن استهدافاتها، كما في اختيار تواقيتها ومزامناتها، فهي عملياً تستهدف أولاً وقبل كل شيء وحدة النسيج المجتمعي السوري، كما تُزامن إرهابها مع كل دفع جديد باتجاه أي شكل من أشكال الحلول، وفك الاستعصاءات، إن كانت على شكل هدن وتسويات، أو على مسار الحلول السياسية الشاملة، وذلك بغاية محاولة إعادة خلط الأوراق، عبر سعيها لافتعال نزاعات ثانوية هنا أو هناك، وتحت أي مسمى أو ذريعة كانت، لإطالة أمد الحرب والأزمة، ولاستمرار زعزعة الأمن والاستقرار للمواطنين كما للوطن، كما السعي الدائم لعرقلة الحل السياسي الشامل.


السوريون اختاروا

وعلى الرغم من تلك المساعي والأهداف والاستهداف الإرهابي، إلا أن المواطنين السوريين، وخاصة في المدن والمناطق التي طالتها يد الغدر والإجرام، وعلى اختلاف منابتهم واصطفافاتهم، لم ينخرطوا بما شاءت لهم الفاشية وأدواتها ووسائلها، بل أظهروا المزيد من التماسك والتعاضد والتلاحم، واختاروا المواجهة مع تلك المخططات والأهداف، مدركين وواعين تماماً لما يمثله  هذا الاختيار وما يمكن أن يحققوا من خلاله، كما أبدوا استعدادهم على الاستمرار في مواجهة تلك الآلة التي باتت متجولة إرهاباً، بكل ما يمتلكونه من أسباب القوة والمنعة، وخاصة ذاك التماسك المجتمعي، إضافة إلى تبنيهم المساعي الإيجابية كافة والتي تصب باتجاه انجاح مساعي الهدن والتسويات، كما هو حالهم في دعم مسيرة الحل السياسي الشامل.