دير الزور في دوامة الجوع والتهجير

دير الزور في دوامة الجوع والتهجير

على الرغم من تناول الإعلام الرسمي مؤخراً وبشكلٍ نسبي، للحصار الذي تفرضه المجموعات التكفيرية ( داعش ) على أحياء دير الزور التي ما تزال تحت سيطرة الدولة..

بعد ثمانية أشهرٍ من الحصار، وعلى الرغم من انخفاض عدد السكان فيها نتيجة السماح بخروجهم قبل فترة.. إلاّ أن الأوضاع المعاشية والمعاناة من الجوع وتردي الأوضاع الصحية مستمرةً في التفاقم وتسير يومياً من سيءِ إلى أسوأ..


ندرة المواد وارتفاع الأسعار

يعتبر الحصول على جزء يسير من أية مادةٍ غذائية بغض النظر حتى عن نوعيتها بطولة وانتصاراً نسبياً على الجوع، ويعطي بصيص أملٍ في استمرار الحياة ليومٍ آخر، مع ندرة المواد الغذائية وارتفاع أسعارها المستمر واللامحدود..
فقد وصل سعر كغ الباذنجان 1800 ليرة والفليفلة 1600 ليرة، والبيضة إن وجدت بغض عن النظر عن حجمها 250 ليرة..  والبصل 4000 ليرة


صور من المعركة  مع الجوع والمرض

يقول المهندس ع . ع: نسينا شكل ولون وطعم غالبية المواد الغذائية كالخضار والفواكه ولحم الدجاج ناهيك عن المواد الأخرى.. ونسينا بقية الخدمات فالكهرباء المقطوعة منذ أكثر من 9 أشهر والماء يوم بيوم، ونحتاج لشراء بنزين للمولدة لسحبه ورفعه وسعر اللتر وصل إلى 2500 ليرة.
ويقول المعلم س . ح: أغلبية الأهالي المحاصرين يعانون من الأمراض والضعف والإنهاك ولم  يعد يوجد أطباء في المشافي فقد تهجروا للنجاة بأرواحهم وأرواح أسرهم، ولم يعد يوجد في المشافي أدوية، فنلجأ للصيدلي، ومع تناقص الأدوية وندرتها نضطر كل مرة للبحث عن البديل باستمرار، ناهيك عن ارتفاع أسعارها وخاصةً بعد قرار الحكومة الأخير، برفع أسعار الأدوية أكثر من 50% 
المواطن ر . ع: شبح الموت يحيط بنا من كل الجهات، فالنعوات باتت تملأ الجدران معلنة وفاة الكثيرين من النساء والأطفال وكبار السن بسبب المرض والجوع، وحتى الشباب نتيجة جلطات مفاجئة.. ناهيك عن حالات الجنون والأمراض النفسية الأخرى.!


تراجع عن القرارات

محافظ دير الزور بعد لقائه التلفزيوني الذي تحدث فيه عن معاناة الأهالي، ومبرراً تقصيره بأنه أبلغ الجهات المسؤولة، وأنه سمح للمواطنين بالمغادرة، وللعاملين في الدوائر الحكومية بعد التعهد بالعودة خلال 15 يوماً.. جرى التراجع عن هذه القرارات والسماح فقط لمن يبلغون سن التقاعد 60 عاماً بالمغادرة وكذلك ممن يعانون من أمراضٍ خبيثة كالسرطان أو من مرضٍ عضال مع مرافق واحد فقط.!


دوامة التهجير

على الرغم من أن الذين خرجوا مؤخراً من دير الزور يعتبرون أنفسهم محظوظين ونجوا من الموت جوعاً، حيث اتصل أحد المواطنين من الذين تهجروا مجدداً إلى محافظة الحسكة بأقاربه في الدير قائلاً: ما كنت أصرفه على الغذاء في يومٍ بدير الزور يكفيني 15 يوماً الآن، لكن ماذا أفعل الآن فقد توقف راتبي لأني لن أستطيع العودة، وأحتاج إلى مثله على الأقل لأدفع آجار السكن.! وهذا حال الذين تهجروا إلى بقية المحافظات، فقد كلفت أجور النقل لأسرة من الدير إلى دمشق حوالي 300 ألف ليرة حيث عليهم القيام بمحاولات وجولة من الدير إلى المياذين في ريف الدير الشرقي، ومن ثم إلى الرقة ومنها إلى اعزاز في ريف حلب ومنها إلى عفرين، ومن ثم تهريباً إلى حماة وحمص حتى الوصول إلى دمشق وتستغرق الرحلة على الأقل 3 أيام من العذاب والخوف.. وليت الأمور تنتهي هنا.. فداعش تمزق دفتر الخدمة العسكرية والهويات الجامعية، وتحتجز الهوية الشخصية، وعلينا الدخول في دوامة استخراج بديل عنها وما يتعرضون له من استغلال من الفاسدين، والبحث عن سكنٍ في ظل الارتفاع الكبيرلآجار السكن.