الامتحانات في الأزمة.. تحدٍّ جديد تفرضه المرحلة

الامتحانات في الأزمة.. تحدٍّ جديد تفرضه المرحلة

شارف العام الدراسي على النهاية، فقد تم تحديد مواعيد الامتحانات لجميع المراحل التعليمية، والتزم بعض الطلاب منازلهم بغية التحضير والاستعداد للامتحان، إلا أنه وللسنة الثالثة على التوالي، لا يمكن تجاهل الأحداث الحاصلة في سورية، والتي أثرت على كل المجالات، وتبرز مرة جديدة في مرحلة الامتحانات الهامة لتحديد مصير الطلاب وخاصة الشهادات

فقد دخلت مدينة دمشق منذ شهرين تقريباً دوامة الاضطرابات، لتعيش القلق والتوتر بسبب امتداد الأحداث إلى قلب المدينة، وما يخلقه ذلك من تبعات على العملية التعليمية، فبعد أن تحول عدد من المدارس في دمشق إلى ملجأ لمن فقد منزله، شهدت الفترة الأخيرة ما هو أكثر من ذلك، مع تكرار التفجيرات بالقرب من المدارس وتضررها مادياً وبشرياً، وسقوط قذائف على كلية الاقتصاد.

مدارس عرضة للقذائف

ياسمين طالبة في الصف العاشر في إحدى مدراس جرمانا بريف دمشق، عبرت عن خوفها من فترة الامتحانات القادمة بسبب توتر الأوضاع قائلة إن «الاستهداف العشوائي للمناطق السكنية والمدارس بقذائف الهاون، تجعل من التواجد في المدرسة خطراً للغاية، حيث تعرضت عدة مدارس في منطقتنا للقذائف ما أدى لوفاة وإصابة العديدين، وتعطل الدوام هناك».

وتابعت ياسمين قولها إن «القلق الدائم والخوف من حدوث أي تفجير أو اشتباك يؤثر سلباً على إمكانية الدراسة والحفظ، فأصوات الرصاص على مدار اليوم وخاصة في الليل تسبب الأرق الذي يؤثر على نشاطي الذهني في النهار، والإشاعات التي يتناقلها البعض حول حدث هائل متوقع، يشتت تفكيري، ويدفعني أحياناً لاتخاذ قرار بعدم تقديم الامتحان»، منوهة إلى أن «أي حادث قريب من المدارس يحصل في أيام الفحص سيعطل الامتحانات وسيمتنع الأهالي عن إرسال أولادهم للتقديم».

امتحان مضغوط نفسياً وزمنياً

وبدورها مروى طالبة شهادة ثانوية فرع علمي، تساءلت عن قدرتها على اجتياز الامتحان النهائي وقالت «تفاجأت كثيراً عندما قرأت برنامج الامتحان، فقد تم ضغط الأيام والمدة المحددة له بشكل كبير، وشعرت بالضيق بسبب هذا».

وأضافت مروى إن «الفترة المختصرة بهذا الشكل ستقلص حتماً من النتائج التي كان من الممكن تحقيقها بالامتحان، فالأيام التي تفصل بين المواد هامة جداً للمراجعة والتأكيد على الهام من المنهاج، لكن مع البرنامج الجديد المضغوط لا أرى فرصاً كبيرة في الحصول على مجموع جيد».

تقديم الامتحان .. مخاطرة بالحياة

أما باسل طالب في جامعة البعث في حماة، فقال «لم أتمكن من الذهاب إلى جامعتي في الفصل الثاني على الإطلاق، فالطريق بين دمشق وحماة غير مضمون، وفكرة السفر إلى هناك مخاطرة رفضها أهلي بالكامل».

وأكمل باسل في السنة الأخيرة طب بيطري، إنه «لا يوجد كلية مماثلة لكليتي في دمشق أو غيرها، لذلك لا حل إلا بالسفر وتقديم الامتحان هناك، بغض النظر عن المخاطر وعدم إمكانية تعويض ما فاتني خلال الفصل من معلومات وخاصة في المواد العملية».

ومن جانبه قال «أبو علاء» •  نازح من منطقة برزة •  إن «أولادي تغيبوا عن الدوام خلال العام الحالي بشكل كبير بسبب ما حدث، إضافة لصعوبة الالتحاق بالدوام مباشرة في مدرسة أخرى، حيث لم يكن خروجنا من المنطقة مباشراً، لذلك لم ينتقل أبنائي بداية إلى مدرسة أخرى، وفاتهم تقديم الامتحانات خلال الفصل»، لافتاً إلى أن «سلامة أولادي أهم من أي شيء، ولن أخاطر بإرسالهم إلى المدرسة في حال توترت الأوضاع في فترة الامتحان».

موعد الامتحان تحدد

وتحدد موعد إجراء امتحانات المرحلة الأولى من الصف الأول إلى الصف السادس في الفترة بين 12• 16 أيار القادم، والصفوف (7• 8• 9• 10• 11) من 22•  30 أيار، والصف التاسع والإعدادية الشرعية من 19• 30 أيار، بينما الصف الثالث الثانوي بفرعيه الأدبي والعلمي والثالث المهني بفروعه (الصناعية•  التجارية •  النسوية والثانوية الشرعية) من يوم الأحد 2/6/2013 ولغاية 18/6/2013.‏

ألفا مدرسة متضررة

ووصل عدد المدارس التي تضررت منذ بداية الأزمة إلى 2326 مدرسة، بأضرار تتراوح بين بسيطة ومتوسطة وكبيرة.

 وتمت صيانة أكثر من 300 مدرسة، ليبقى 2000 مدرسة خارج الخدمة، منها 1600 مدرسة لا تزال تؤوي من تضررت منازلهم.‏

نسبة دوام منخفضة في حلب

وتعاني بعض المحافظات من صعوبات في استمرارية العملية التربوية، على رأسها محافظة حلب، التي تبلغ نسبة الدوام في أغلب مدارسها 11 في المئة، بسبب الظروف الأمنية وتعذر إرسال الأهالي أبناءهم إلى تلك المدارس، لكن في الإطار العام يتجاوز متوسط دوام الطلاب في المدارس  75 في المئة، ومتوسط دوام الأسرة التربوية يتجاوز 91 في المئة في أغلب المحافظات.‏

بينما تعد العملية التعليمية في قطاع التعليم العالي مستمرة، باستثناء مركز جامعة الفرات في محافظة دير الزور، أما بقية الجامعات فيداوم فيها الطلاب، حيث قامت، وكانت وزارة التعليم العالي خارج إطار نظام الجامعة بالسماح للطلاب بالدوام في أية جامعة وأي معهد مواز في الجامعات الحكومية، كما تم اتخاذ قرار مؤخراً بالسماح لهم بتقديم الامتحانات في تلك الجامعات.