معهد فلسطين التقاني.. والممارسات اللا إنسانية
كمال عرفات كمال عرفات

معهد فلسطين التقاني.. والممارسات اللا إنسانية

قبل البدء في تسليط الضوء على ما يحصل في معهد فلسطين التقاني ربما علينا أن نوضح شيئا ًعرفته كل شعوب العالم، ولكن يبدو أنه لم يصل حتى الآن لإدارة هذا المعهد أو القائمين عليه، وهو أهمية وحساسية المرحلة العمرية التي يدخل فيها الطلاب الجامعات أو المعاهد، حيث تتراوح أعمار هذه الشريحة ما بين (18-22) والتي ربما هي المرحلة الأهم بالنسبة لأي شاب أو شابة على جميع المستويات الاجتماعية والنفسية والتعليمية، ولاشك أنها ستنعكس لاحقاً على المجتمع مستقبلا حسب تأثير الممارَس على الطالب سلباً أو إيجاباً.

ما يحصل في معهد فلسطين التقاني (الخاص) هو تعسّف بكل ما للكلمة من معنى وبعيداً عن أية مبالغة، فالمعاناة تسير خطوة بخطوة مع الطلاب من اللحظات الأولى حتى اللحظات الاخيرة من عمر العامين المفروض إتمامهما في المعهد، ابتداء بمعاناة التسجيل والمعلومات الأشبه بالاستخباراتية المفروضة على الطلاب لتقديمها للمعهد، مروراً بالأقساط غير المنطقية التي أقرتها إدارة المعهد كرسم للتسجيل والتي تتزايد عاما بعد آخر دون مبرر يذكر أو تزايد في مستوى الخدمات التعليمية المقدمة أو تحسّنها، وبعيداً عن كل هذا فالآتي أهم بكثير، وهو الممارسات اللاإنسانية غير المبررة التي تفرضها الإدارة على الحياة الاجتماعية اليومية للطلاب داخل المعهد بشكل يخالف كل الأنظمة والتقاليد المعروفة في الجامعات والمعاهد في سورية.

أقل ما يمكن قوله إن ما يحدث في هذا المكان هو مجموعة هائلة من الضغوط على جميع أشكال العلاقات الطبيعية بين الطلاب بشكل عام وبين (الشباب والفتيات بشكل خاص)، والذين من الطبيعي أن تتطور علاقاتهم بشكل يومي لتصبح أعمق وأسمى في إطار الزمالة، أي على عكس ما يستمر في فرضه القائمون على هذا المكان.. بل وثمة ما هو أكثر من ذلك، فالشيء المضحك المبكي أن الإدارة قد وصلت بها الفجاجة للتدخل حتى بطريقة ارتداء الطلاب، ذكوراً وإناثاً، لملابسهم وألوانها وطرازها، وحتى (نمط تصفيفهم لشعرهم)! وصولاً إلى التدخل في تفاصيل أكثر بكثير من ذلك..

ربما سيجد البعض أن هذا ليس بالأمر الهام، ولكن تفاصيل كهذه، وتراكم كهذا على مدى عامين، سيؤدي إلى نشوء نوع من عدم الثقة بالنفس لدى معظم الدارسين، بالإضافة إلى كثير من التناقضات التي ستؤثر بشكل كبير على طريقة تفكيرهم لاحقاً، وربما ستساهم في نقلهم فكرياً واجتماعياً وإنسانياً وحضارياً من الفاعلية الحقة، إلى الانعزال والتقوقع والسلبية والغيبية.

إلى أين تريد أن تصل إدارة متخلفة كهذه وهي تتبع سياسات وتقاليد لا أحد يعلم من يقف خلفها على وجه الدقة؟ ولكن من المؤكد أن ما تقوم به ليس عشوائياً ولا ارتجالياً أو مزاجياً.

ملاحظة: معهد فلسطين التقاني هو معهد أسس لتعليم أبناء شهداء فلسطين، وهو اليوم خال من أي منهم، و يتبع رسمياً لحركة فتح ويحظى بدعم رسمي من أكثر من دولة عربية!

آخر تعديل على الخميس, 03 نيسان/أبريل 2014 13:40