في مشروع دمر.. الأشجار المقطوعة حرائق قادمة

في مشروع دمر.. الأشجار المقطوعة حرائق قادمة

بعد أن بكت السماء حزناً على الجفاف الذي أصاب بيئتنا ومازال مستمراً حتى الآن، استبشرنا خيراً خصوصاً بعد أن حولت  دموع السماء المنسكبة على وطننا الأخضر الباقي فيه إلى لون أبيض بفضل الثلوج الكثيفة التي هطلت في منتصف كانون الأول الماضي على أغلب المناطق السورية.

وعلى الرغم من السرور البالغ الذي عم بفضل هذه الهطولات إلا أن الأمر لا يخلو أحيانا من بعض المنغصات، فبسبب كثافة الثلج الهاطلة، وبسبب أن الأشجار عانت لسنوات ثلاث من عطش وجفاف مستمرين، سقط الكثير منها، وكسرت أغصان كبيرة في أحيان كثيرة، وأدى هذا الوضع إلى قطع بعض الطرقات بسبب الأشجار والأغصان الساقطة عليها، ومنطقة مشروع دمر كانت من بين المناطق التي عانت من هذه المشكلة، حيث انقطع السبيل على بعض القاطنين في المشروع، بل أصبحت هناك صعوبة أمام العديد من السكان في الوصول إلى بيوتهم، وقد مر حينئذ يومان حتى بادرت بلدية المشروع بإزالة الأشجار والأغصان الساقطة من الطرقات.

ولكن الأمر المضحك والمبكي أيضاً أن البلدية ألقت بالأشجار والأغصان على أطراف الطرقات، ولم تقم بنقلها والاستفادة منها حيث يمكن الاستفادة من الجذوع الكثيرة التي تم نشرها، وما دمنا نتحدث عن الأشجار المخلوعة والأغصان المقطوعة المتروكة على جوانب الطرقات في مشروع دمر، فإنني أود أن ألفت نظر بعض القراء ممن يحتاجون إلى حطب التدفئة لتوافر كميات كبيرة منها في الطرقات الفرعية لمشروع دمر يمكن أن تلبي حاجتهم للدفء.

فإذا كانت بلدية مشروع دمر وهي بلدية غنية حتماً، قصرت أو ربما عجزت عن إزالة الأشجار والأغصان المقطوعة في حي مخدم جيداً، فكيف ستكون الحال في حي فقير؟ أجزم أن الطرقات والدهاليز المتفرعة عنها ستصبغ بلون أخضر لساعات فقط لأن القاطنين لن يتخلوا عن هذه الهبة من الحطب التي نزلت عليهم فجأة دون أن يحسبوا حسابها، وستكون حينها البلدية في غنى عن أن تقوم بتسيير آلياتها المتهالكة وإرسال مع كل مجموعة منشار آلي إن وُجد لقطع الأشجار والأغصان الكبيرة التي قطعت الطريق، بل ربما قام الأهالي في الحي بتنظيف كل شبر من الطرق المقطوعة.

فمتى ستقوم بلدية المشروع بإزالة هذا الكم من الحطب المتكوم الآن قبل قدوم فصل الصيف، لأنها إن لم تقم بذلك الآن فإنها ستشكل خطراً جدياً على البيوت المجاورة، لها لأنها ستتحول إلى بؤر جاهزة لنشوب الحرائق فيها ولأسباب تافهة قد يكون أقلّها أن يرمي أحدهم عقب سيكارته عليها دون أن يطفأها.. وفهمكم يكفي يا مسؤولي بلدية مشروع دمر.