داعل والمعاناة «المركبة»

داعل والمعاناة «المركبة»

مع كل يوم من استمرارية الأزمة تتضاعف معاناة المواطنين وتزداد تعقيداً فهي ثلاثية الأبعاد... المعاناة من المسلحين وممارساتهم، المعاناة من الجهات الرسمية وممارساتها، المعاناة من تفاعلات الاثنين مع الأزمة الاقتصادية الاجتماعية وخاصة المعيشية اليومية منها. ناهيك عن أشكال النشاط الاقتصادي الأخرى، والتي نتج عنها ارتفاع كبير في الأسعار أكل الأخضر واليابس في غالبية أنحاء الوطن

مدينة داعل التابعة لمحافظة درعا التي تضم حوالي 40 ألفاً ممن بقي من أهلها مع المهجرين إليها وخاصة من مدينة نوى، تعاني من حصار مستمر أكثر من عام من الجهات الرسمية بسبب تواجد المسلحين قريباً منها...

المعاناة والحصار

ورغم مواقف أهلها الشجاعة، والتي آخرها في الأسبوع الماضي حيث هجم الأهالي العزل على المسلحين وطردوهم ورغم ذلك يعاملون بعنف وكأنهم حاضنة للمسلحين.
فتطال الإجراءات والممارسات التعسفية المجحفة جميع الأهالي وذلك بمنع دخول المواد الغذائية إلى المدينة، في حين تباع سبعة أرغفة بمبلغ 125 ليرة والليتر الواحد من المازوت ما بين 200 و250 ليرة سورية.. كما أنه رغم مطالبات الأهالي المستمرة وعلى المستويات كافة بإنهاء معاناتهم وفك الحصار إلا أن الاستجابة لم تحصل مما دفع الأهالي لفقد الأمل وهذا ساهم في زيادة التوتر والمعاناة.

30% من الأراضي خارج الزراعة

ومن جهة أخرى تشكل الزراعة المصدر الأساسي لأبناء المنطقة، وقد خرجت المنطقة الجنوبية منها باتجاه تل عران والمنطقة الغربية باتجاه تل فيت من الزراعة، وتقدران بنسبة 30% من الأراضي الزراعية فيها.
ويضاف إلى ذلك ارتفاع أسعار المستلزمات الزراعية وتكاليفها من حراثة وبذار وري وغيرها.. فقد وصلت كلفة حراثة الدونم مع البذار حوالي 1500 ليرة سورية، ورية واحدة حوالي 4800 وحصاد 1500 ليرة ومكافحة 300 ليرة، ويضاف لها أجور زيوت وعمالة ونقل لتصل تكلفة الدونم حوالي 10 آلاف ليرة والدونم يعطي وسطياً 300 كلغ، وبالأسعار الحالية تكافئ التكلفة أي يذهب جهد الفلاح كاملاً.. لكن الفلاح لا يستطيع العيش إلا بالزراعة ولو أدى ذلك حتى إلى خسارته.. لكنه يبقى محافظاً على الرمق الأخير من الحياة هذا إذا لم يتعرض للقصف والعنف.
إن أهالي داعل يكررون مطالبتهم بفك الحصار عنهم وتوفير مستلزمات المعيشة اليومية... وهم يستحقون أكثر من ذلك.