التسوية السورية-التركية و«الإله الأمريكي»؟ stars
قبل لقاء موسكو لوزراء الدفاع الروسي والتركي والسوري، كُتبت مئات المقالات التي تهاجم هذا المسار، أي مسار تسوية سورية تركية برعاية روسية وبدعمٍ ومبادرة من مسار أستانا.
قبل لقاء موسكو لوزراء الدفاع الروسي والتركي والسوري، كُتبت مئات المقالات التي تهاجم هذا المسار، أي مسار تسوية سورية تركية برعاية روسية وبدعمٍ ومبادرة من مسار أستانا.
جرى اليوم الثلاثاء 10 كانون الثاني 2023 لقاء للممثل الخاص لرئيس الاتحاد الروسي للشرق الأوسط وإفريقيا، نائب وزير خارجية روسيا ميخائيل بوغدانوف مع ممثل قيادة جبهة التغيير والتحرير السورية المعارِضة، رئيس منصة موسكو، وأمين حزب الإرادة الشعبية الدكتور قدري جميل.
ما يزال القرار 2254 ومنذ لحظة إقراره، الطريق الأساسي والوحيد للخروج من الأزمة السورية. سبب ذلك يتلخص بالنقاط الأساسية التالية:
مع مطلع عام 2023 تكون قد مرّت قرابة اثنتي عشرة سنة منذ انفجرت الأزمة في سورية، والتي كانت قد تراكمت عوامل انفجارها عبر عقودٍ قبل ذلك التاريخ.
تتواصل حتى اللحظة، زوبعة الآراء والبيانات والتصريحات المعادية للقاء موسكو، الذي جرى يوم 28 من الشهر الماضي، وجمع وزراء دفاع كل من روسيا وتركيا وسورية. وإذا كان مركز هذه الآراء كما بات واضحاً ومعلناً هو الموقف الرسمي الأمريكي الذي تمّ إعلانه على لسان وزارة الخارجية الأمريكية، فإنّ صدى ذلك الموقف قد بدا جلياً لدى كلٍ من المتشددين في المعارضة وفي النظام على حدٍ سواء.
أعلن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، اليوم الخميس، أنه من المخطط عقد لقاء مع وزيري خارجية سورية وروسيا، بعد الاجتماع بين الدول الثلاث، على مستوى وزراء الدفاع في موسكو، أمس الأربعاء.
في أوّل تصريح له بعد لقائه نظيرَيه السوري علي محمود عباس، والروسي سيرغي شويغو، في موسكو أمس الأربعاء، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار: «أكّدنا على ضرورة حلّ الأزمة السورية بما يشمل جميع الأطراف، وفق القرار الأممي رقم 2254».
عبر السنوات الأربع الماضية، أي منذ انتهى بشكل شبه كاملٍ الطور العسكري العنيف من الأزمة، وباتت استحقاقات التغيير هي الموضوعة على الطاولة، وبدأت الهوامش تضيق أكثر فأكثر على رافضي التغيير ورافضي الحل السياسي، فإنّ هنالك مقولة باتت ثابتة في الإعلام شبه الرسمي، وفي الإعلام الرسمي أحياناً، وعلى ألسنة متشددين ضمن النظام على وجه الخصوص.
تنقضي سنة أخرى على السوريين في نفق آلامٍ طال حتى استبدت ظلمته بقلوب الناس، فبات معظمهم يظنون أنه ليس من انفراجٍ بعده؛ والظلمة لم تعد مجازية أو جزئية، بل باتت محسوسة تخيّم بسوادها على البيوت والمصانع والقلوب على حد سواء، ومعها البرد بلا وسائل تدفئة، والجوع بلا مقدرةٍ على درء لظاه ولظى الأسعار، والقهر بلا متنفس، وفوق ذلك كلّه البطر المتعجرف الذي لا يعلوه بطرٌ لـ «عَلِيّة القوم» الذين يعيشون كأنما في عالمٍ موازٍ.
جرى خلال الأيام الماضية تمرير قرارٍ يسمح لشركة خاصة بالدخول إلى سوق توزيع المحروقات عبر عدة محطات جرى الإعلان عن بعضٍ منها على أن يتم إعلان غيرها في وقت لاحق، وجرى ذلك تحت ذريعة الحاجة إلى «تقديم حلول للمواطن» في خضم أزمة شاملةٍ أحد أهم معالمها هي أزمة الكهرباء وأزمة المواصلات وأزمة المحروقات.